مجلة البعث الأسبوعية

الخوف من الزلازل أو الكوارث الطبيعية قد يتسبب بمرض النعاس المفرط خلال النهار

“البعث الأسبوعية” لينا عدره

التثاؤب الذي لا يمكن السيطرة عليه، والجفون الثقيلة، والرغبة القوية في النوم أثناء النهار، كلها أعراض من الممكن أن تؤدي إلى إعاقة أداء الأنشطة اليومية بشكل عادي، والشعور بعدم الرغبة في التواصل مع الناس.

لكن هل الشعور بالنعاس المستمر أمر طبيعي، أم أن وراءه العديد من الرسائل الخفية، التي تنذر بمشاكل صحية خطيرة؟

بالفعل، لأن النعاس المفرط خلال النهار ليس دليلاً على عدم حصول الجسم على ساعات النوم الكافي من أجل نشاطه، وإنما هو دليل على عدة أمراض، أغلبها نفسية.

تعريف النعاس المفرط خلال النهار

النعاس المفرط أثناء النهار، حسب التعريف الإكلينيكي، هو صعوبة البقاء في حالة استيقاظ أو يقظة عندما يحتاج الشخص إلى ذلك.

ويشير الخبراء إلى أن هذا الشعور ليس مجرد تعب مفرط، وإنما هو إحساس له أسباب وأعراض مختلفة، لذلك من الجيد معرفتها، والتعامل معها سريعاً، لأن هذا الأمر سيكون خطوة أولى نحو العلاج.

وقد وجد استطلاع “النوم في أمريكا”، لعام 2020، أن ما يقارب نصف الأمريكيين أفادوا بأنهم يشعرون بالنعاس بين ثلاثة وسبعة أيام في الأسبوع، فيما قال 40% من البالغين إن شعورهم بالنعاس يتعارض مع أنشطتهم اليومية.

وحسب المصدر نفسه، فإنّ فرط النوم، أي اضطرابات النوم الزائد، مصطلح أوسع يشمل مشكلات مثل النوم لفترات طويلة في الليل والتي تختلف عن النعاس الشديد أثناء النهار، أو في المواقف التي تتطلب اليقظة، لذلك يجب التفريق بين الحالتين من أجل الوصول إلى العلاج.

 

أسباب غير مرَضية  

هناك مجموعة من الأسباب التي تؤدي إلى النعاس المفرط، والتي لا تدخل في خانة الإصابة بأمراض معينة، أبرزها قلة النوم خلال الليل، وعدم مد الجسم بالراحة الكافية.

كما أنَّ شرب القهوة، أو مشروبات أخرى تحتوي على نسبة عالية من الكافيين، من الممكن أن تؤدي إلى قلة النوم، وعدم القدرة على أخذ القسط الكافي من الراحة ليلاً، ما يؤدي إلى التعب نهاراً.

لكن هناك أسباباً أخرى، وهي التي تحدث بعد النوم مطولاً في الليل، والشعور بالنعاس نهاراً، وهي متعلقة بمجموعة من الأمراض، تتوزع بين الجسدية، والنفسية.

 

انقطاع التنفس ليلاً

انقطاع التنفس أثناء النوم، والذي يسمى “اختناق النوم”، من بين أبرز الأسباب التي تؤدي إلى الشعور بالنعاس خلال النهار.

وتكرار هذا الاختناق يؤدي إلى الشخير بصوت عالٍ، أو الاستيقاظ بشكل متكرر خلال الليل، مما يقلل من جودة النوم، ويؤدي إلى فقدان الوعي أحياناً نهاراً، الأمر الذي يستدعي تدخلاً طبياً.

وغالباً الأشخاص الذين يعانون من اختناق النوم يكونون غير مدركين لما بهم من مرض، لذلك يبحثون دائماً عن أسباب أخرى لشعورهم بالنعاس الدائم.

 

متلازمات الشعور بالنعاس

هناك بعض المتلازمات التي قد تؤدي إلى الشعور بالنعاس المفرط، أولاها هي “كلاين ليفن”، وهي متلازمة تصيب المراهقين والشباب.

ومن أعراض هذه المتلازمة الشعور بالنعاس المفرط نهاراً، على الرغم من النوم لساعات طويلة خلال الليل، الأمر الذي غالباً ما يعيق مسار الطالب الدراسي.

أما المتلازمة الثانية فهي التعب المزمن، وتؤدي إلى الشعور بالعياء الشديد، والرغبة في النوم والتمدد بشكل دائم.

وهذه المتلازمة متكررة بالآلام في العضلات والمفاصل، بعد القيام بمجهود بدني مثل الرياضة، أو حمل الأشياء ذات الوزن الثقيل.

وهناك متلازمة أخرى تؤدي إلى مشاكل النعاس المفرط، وتحتاج بشكل أكيد إلى زيارة الطبيب من أجل علاجها، وهي متلازمة تململ الساق.

وتتمثل أعراض هذه المتلازمة في الشعور بالرغبة في تحريك الساقين بشكل دائم، ويمكن أن تتكرر هذه الحالة في المساء، أو في الليل، عندما يرغب الشخص المصاب في النوم.

وتؤدي هذه المتلازمة إلى صعوبة في النوم، أو تسبب الاستيقاظ المتكرر، مما يؤثر سلباً في جودة النوم، ويجعل الشخص الذي يعاني منها يرغب في النوم بشكل دائم.

 

الإصابة بالاكتئاب

ولعل أبرز الأسباب التي تؤدي إلى الشعور بالنعاس المتواصل خلال النهار هو مرض الاكتئاب، إذ إنه غالباً ما يكون المصاب بهذا المرض النفسي غير قادر على النوم ليلاً من كثرة التفكير.

ويدخل في هذه الخانة الأشخاص المصابون بمرض “فوبيا النوم”، وهو الذي يمنع النوم ليلاً؛ خوفاً من الموت، أو مواجهة شيء ما في اليوم التالي، كالزلازل أو الكوارث الطبيعية، أو حتى لعدم الرغبة في الذهاب إلى العمل.

وبسبب عدم القدرة على النوم ليلاً، يكون المصاب بالاكتئاب غير قادر على إتمام مهام يومه بشكل عادي، وذلك لأنه يشعر بالرغبة في النوم، من شدة النعاس، الذي يمكن أن يعتبره حلاً للهروب من المشاكل التي قد تواجهه خلال النهار.