أخبارصحيفة البعث

“السيل الشمالي” يجرف أكاذيب الغرب

تقرير إخباري:

شكّل التحقيق الذي أجراه الصحفي الأميركي المخضرم سيمور هيرش حول الهجمات الإرهابية على خطَّي “السيل الشمالي” لتصدير الغاز الروسي إلى أوروبا، صدمة للإدارة الأمريكية ودفعها إلى القيام بحملة إعلامية معاكسة تهدف إلى طمس الحقائق حول تورّطها المباشر في الهجمات، محاولة تحميل مسؤوليتها لمجموعة “موالية” لأوكرانيا، والزعم أن هذه المجموعة غير مرتبطة بزعيم النظام الأوكراني فلاديمير زيلينسكي.

وجاء تحقيق هيرش، الذي نُشر في وقتٍ سابق، ليفضح المسؤولية الكاملة لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن عن قرار تخريب “السيل الشمالي” بعد أكثر من 9 أشهر من المناقشات السرية مع فريق الأمن القومي، وقال هيرش آنذاك: إنّه خلال مناورات “بالتوبس” التي أجراها حلف شمال الأطلسي “ناتو” في صيف عام 2022، قام غوّاصون أميركيون بتركيب متفجّرات تحت أنابيب الغاز، وبعد ذلك قام النرويجيون بتفعيلها بعد 3 أشهر.

وتلقّفت الحكومة الروسية تحقيق هيرش وأيّدت ما ورد فيه، مشيرةً إلى أنه مطابق لما كانت قد أشارت إليه بعد الهجوم مباشرةً، وأما بالنسبة للتسريبات في وسائل الإعلام الغربية حول الهجمات الإرهابية على “السيل الشمالي” فقد كتبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا في “تليغرام: “أتساءل من الذي يقوم بمثل هذه التسريبات، وملء فضاء المعلومات بها؟ الجواب: أولئك الذين لا يريدون إجراء تحقيق في المجال القانوني، ويحاولون صرف انتباه الجمهور عن الحقائق بكل الطرق الممكنة”، وشدّدت على أنّ الأنظمة الغربية المتورّطة في الحادث يجب أن تستجيب للطلبات الرسمية للجانب الروسي، وأن تأخذ في الاعتبار مواد التحقيق الصحفية لهيرش، دون استبدالها بتسريباتٍ مجهولة.

بدوره، أعلن نائب المندوب الروسي الدائم لدى مجلس الأمن الدولي، ديمتري بوليانسكي، أنّ التصويت على مشروع القرار الروسي، الذي يدعو الأمين العام للأمم المتحدة إلى تشكيل لجنة للتحقيق في الهجمات الإرهابية على خطوط “التيار الشمالي” سيجري قبل نهاية شهر آذار الجاري.

وقال بوليانسكي تعليقاً على تقرير صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية حول وقوف مجموعة موالية لأوكرانيا وراء عملية التخريب: إنّ “هذا يثبت أننا نفعل الصواب بإصرارنا على اعتماد قرار في مجلس الأمن الدولي لبدء تحقيق دولي حول عملية تخريب خطوط التيار الشمالي بقيادة الأمين العام للأمم المتحدة”.

البيت الأبيض أسقط في يده، ورفض التعليق على التقارير الإعلامية الجديدة، حول الهجمات الإرهابية، وقال منسق الاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض، جون كيربي، في تصريحات للصحفيين: “لن أستبق الأمور، الشركاء الأوروبيون يواصلون التحقيق”.

بالمحصلة، وقعت الإدارة الأمريكية وتابعوها الأوروبيون في شرّ أعمالهم، وانعكس إرهابهم الذي استهدف “السيل الشمالي” وبالاً عليهم، ووضعهم في مأزق يحاولون للخروج منه تحويل المسؤولية عن أنفسهم وإلصاق الهجمات بمجموعة موالية للنظام الأوكراني، وقد نجدهم بعد فترة في حال تضييق الخناق عليهم، يحمّلون المسؤولية لنظام زيلينسكي مباشرة وجعله كبش فداء لإرهابهم.

إذاً، تحقيق هيرش فضح الأساليب الغربية المتبعة في استخدام الإرهاب وسيلة لتحقيق غايات جيوسياسية في العالم، وبالتالي وضع الغرب مجتمعاً أمام حقيقة دعمه للإرهاب، وليس فقط وقوفه خلف تفجير السيل الشمالي، والسؤال المطروح: هل يجب على الدول والقوى المستهدفة من الغرب أن تنتظر تحقيقاً لهيرش وغيره لتفسير الأحداث الجارية حولها، فكم من حادثة مماثلة جرى إعدادها في دوائر المخابرات الغربية لإلصاقها بدول معيّنة وإيجاد ذريعة لحصارها واستهدافها، وما جرى في الملف الكيميائي السوري خير دليل على طبيعة هذا الاستهداف.

إبراهيم ياسين مرهج