عقوبات رادعة في دوري الكرة.. ومن غير المقبول إلغاءها!!
ناصر النجار
أصدرت لجنة الانضباط والأخلاق في اتحاد الكرة سلسلة من العقوبات الانضباطية بحق عدد من المخالفين للقوانين وآداب الملاعب، شملت لاعبين وكوادر وفرقاً في الدرجة الممتازة والأولى وفي فئة الشباب للدرجتين الممتازة والأولى.
والتركيز في العقوبات كان على مدافعي الجيش أحمد الصالح ومازن العيس، بينما مرّت العقوبات الأخرى مرور الكرام، فهي بنظر البعض غير مهمّة من قريب أو بعيد، لكن الموضوع لا يتمّ قياسه حسب النادي ومستوى اللاعب أو المسابقة، إنما عبر معايير تطبيق اللائحة على المخالفين بما يتناسب وحجم المخالفة.
وتصوّر البعض أن عقوبة الإيقاف مدى الحياة مجحفة بحق الصالح وكبيرة وهي الأقسى هذا الموسم، لكن من وجهة نظر لجنة الانضباط والأخلاق أن العقوبة جاءت من طبيعة المخالفة وحسب بنود اللائحة، والمتابع يدرك أن الصالح لم يترك أي تصرف مشين إلا وفعله، فاعتدى بالضرب على الحكم ثلاث مرات ووجّه إليه شتائم وألفاظاً بذيئة وبصق عليه، وقام بالاعتداء على المنشآت من خلال تكسير أحد الكراسي وحاول الوصول إلى الحكم بغرفة الملابس.
أما عقوبة مازن العيس فلأنه أول من قام بإشعال الشغب وحاول التهجّم على الحكم وكأنه شجّع الصالح ليفعل فعلته فيما بعد.
هذه العقوبات التي صدرت كانت آخر ما حُرّر عند توقيف الدوري وتأخر إصدارها كان احتراماً لضحايا الزلزال العنيف، وعندما أعلنت المواعيد الجيدة لاستئناف النشاط كان لا بدّ من صدور هذه القرارات لتعرف الفرق ما لها وما عليها.
إذا أردنا استعراض العقوبات الصادرة بحق أندية الدرجة الممتازة خلال الموسم، فإن جميع الأندية تعرّضت للعقوبات بلا استثناء، سواء كانت على شكل عقوبات جماعية تخصّ الجمهور والنادي أو عقوبات فردية تخصّ اللاعبين والكوادر.
وأقسى العقوبات الفردية كانت تلك التي طالت أحمد الصالح، أما العقوبات القوية والشجاعة فكانت باستبعاد فرق رجال الجزيرة وشباب المجد وسيدات الجهاد من الدوري.
الغرامات المالية كانت كثيرة وبلغت أكثر من خمسة وستين مليون ليرة سورية موزعة على الأندية بحسب مخالفاتها، وتنوّعت أسباب الغرامات المالية من الشتم الجماعي للحكام وإلقاء الحجارة والزجاجات الفارغة ورمي الألعاب النارية على أرض الملعب، إضافة للبطاقات الحمراء والإيقاف التي تستوجب الغرامة المالية.
اتحاد كرة القدم أعفى الأندية من الغرامات المالية، وهناك مطالب بإلغاء كلّ العقوبات وهو أمر غير طبيعي وغير معقول لأنه من الخطأ أن نعفو عن المعاقبين بجرة قلم دون أن نترك القانون يتسيّد ويقول كلمته في ضبط المباريات والحدّ من الشغب، مع أن اتحاد الكرة أصدر عفوين في مرحلة الذهاب ومن غير المنطقي إصدار عفو ثالث على دوري لم تتجاوز مبارياته الـ55.