تخصيص 160 محلاً مجاناً للسيدات المنتجات بحلب
حلب – معن الغادري
اتسم عمل لجنة رائدات سيدات الأعمال في غرفة تجارة حلب بالحيوية والدينامكية، وكانت على الدوام، ومنذ تطهير حلب من الإرهاب حاضرة بقوة في المشهد التنموي والإقتصادي، من خلال مجموعة المبادرات والمشاريع التي أطلقتها تباعاً، والتي شكلت دعماً مباشراً لتمكين المرأة من الخوض في سوق العمل وتنمية مهاراتها وقدرتها على المشاركة في عملية التنمية إلى جانب الرجل.
واليوم، لم تغب المرأة في حلب، عقب زلزال 6 شباط، عن المشهد الإغاثي والانساني، فكانت في مقدمة الصفوف في دعم الأسر المتضررة ومشاركة فاعلة ومؤثرة في كافة مجالات العمل الإغاثي، والذي ما زال مستمراً حتى اللحظة، واليوم يبرز دور المرأة في حلب مجدداً عقب كارثة الزلزال كشريك حقيقي في العملية التنموية والاقتصادية وفي صنع القرار، عبر مشاركتها الواسعة في ورشة العمل التي نظمتها غرفة التجارة مع مؤسسة المرأة السورية الوطنية وباقي الشركاء بمناسبة اليوم العالمي للمرأة بعنوان “التمكين الاقتصادي للمرأة” والتي خلصت إلى الكثير من المقدمات والنتائج، ستنعكس لاحقاً وبشكل إيجابي على دور المرأة المؤثر والناجز في دفع العملية الإنتاجية والاقتصادية قدماً.
ولعل أهم ما خلصت إليه الورشة، هو مبادرة غرفة التجارة بحلب، بتخصيص 160 محلاً تجارياً في سوق طريق الحرير في منطقة حلب الجديدة، مجاناً ولمدة عام، للسيدات اللواتي يرغبن في تطوير أعمالهن وتسويق منتجاتهن.
ويشير رئيس غرفة تجارة حلب، عامر الحموي، إلى أن أي عمل يجب أن تتوافر فيه شروط السمعة والتسويق الجيد والناجح والربحية، لضمان استمراره. ومن هذا المنطلق، رأت غرفة تجارة حلب، بالإضافة الى كل ما تقدمه من دعم في مجالات التأهيل والتدريب للمرأة المنتجة، منحهم فرصة الحصول على محال وسوق خاص، يساعد على دخول سوق العمل بصورة أكثر فاعلية والمنافسة على مستوى الجودة والأسعار، مضيفاً بأن المرأة بحلب تمتلك كل مقومات تبوأ العمل القيادي، فهي على قدر كبير من الثقافة والعلم، وكل ذلك يؤهلها لأن تكون منتجة وفاعلة في المجتمع وشريكة في عملية البناء، وهو ما أثبتته السنوات السابقة القريبة، من خلال مجموعة المشاريع الإنتاجية المتعددة التي أسستها المرأة الحلبية بكل ما تملك من إرادة وتصميم وثقة، وختم الحموي حديثه بالقول بتوجيه الشكر لكل شركاء غرفة التجارة، مؤكداً إن الباب سيبقى مفتوحاً أمام أي مبادرة تدعم المجتمع والاقتصادي الوطني على السواء، مشيداً بالدور الكبير الذي تضطلع به الأمانة السورية للتنمية في دعم المجتمع في مختلف المجالات، عبر برامج علمية واقتصادية وخدمية متنوعة وهادفة، كان لها الأثر الكبير في تدعيم المجتمع السوري ودفع العملية التنموية، ومنوهاً بإدارتها المهنية والحرفية لكارثة الزلزال المدمر، واستجابتها السريعة لكل احتياجات ومتطلبات المتضررين بالتعاون مع كافة الشركاء في العمل الاغاثي، ومن بينهم غرفة التجارة.
المهندسة إيمان عبد الله رئيسة مجلس الأمناء في مؤسسة المرأة السورية الوطنية، أكدت بدورها أن المؤسسة بصدد التوسع في أنشطتها في حلب وباقي المحافظات السورية، مشيرة إلى أنه لابد من إحداث أنماط جديدة في عمل المرأة، وتوفير البيئة الصحيحة والناضجة لها في الجانب العملي والاقتصادي، ودورنا في المؤسسة متعدد الجوانب، بدءاً من القيام بدورات تدريب وتأهيل للسيدات اللواتي يملكن الرغبة في إطلاق مشاريع انتاجية، بهدف تنمية مهاراتهن حسب كل الاختصاصات لرفع مستوى الخبرة والكفاءة وتمكينهن من دخول سوق العمل بقوة.
وأشارت عبد الله إلى أن عمل فرع المؤسسة في حلب والذي سيفتتح اليوم سيكون على محورين الأول هو احتضان السيدات اللواتي يرغبن في العمل وبحاجة إلى مصادر تمويل، والثاني تقديم الدعم الفني والتقني والخبرة المطلوبة للسيدات اللواتي يخططن إلى إطلاق مشاريع عمل جديدة خاصة، مبينة أن الحاجة أكثر من ضرورية لربط هذه المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر مع المشاريع الكبيرة ومع رجال الأعمال وبالتالي التشبيك وتحقيق الانسجام المتوازن والمطلوب، وبما يدعم من حضور المرأة المنتجة التنافسي في السوق.
د. رشا سيروب من جامعة دمشق أكدت على ضرورة ردم الفجوة الكبيرة بين المرأة والرجل، وتمكين المرأة من لعب دور أكبر في الحياة الاقتصادية وفي المشاركة في صنع القرار، مشيرة إلى أن المرأة السورية بثقافتها وتحصيلها العلمي وبصفتها وعزيمتها قادرة على أن تكون مؤثرة وفاعلة في المجتمع والحياة الاقتصادية وفي مختلف الميادين، مستعرضة الكثير من الأرقام والإحصائيات الرسمية، والتي تشير إلى الانحياز إلى الرجل، مع أن المرأة تملك الكفاءة العلمية والخبرة لأن تشغل أي عمل وتحقق النجاح المطلوب. وأضافت بأن الحاجة أكثر من ماسة إلى قوانين وتشريعات جديدة تعطي مساحة أكبر للمرأة لتكون في سدة العمل وصانعة للقرار.
لينا أشرفية رئيسة لجنة رائدات سيدات الأعمال في غرفة تجارة حلب أوضحت أن هذه الورشة على قدر كبير من الأهمية، لجهة توفير كل الدعم الفني والمادي للمرأة لدعم أي مشروع إنتاجي ترغب بإطلاقه، مشيرة إلى أن غرفة التجارة وبالتعاون مع كافة شركائها لن توفر أي جهد في سبيل دعم أي مشروع انتاجي يساعد المرأة على تحقيق حلمها وهدفها، وخطواتنا القادمة ستكون أكثر فاعلية لجهة رفع مستوى التأهيل والتدريب وتقديم الدعم بكل أشكاله.
هوري كوشكريان عضو لجنة رائدات الأعمال بينت من جانبها أن اللجنة دأبت ومنذ تأسيسها على توفير الفرص الحقيقية للمرأة لتطوير إمكاناتها وخبرتها لتكون أكثر فاعلية وحضوراً في المشهد الاقتصادي، وخلال السنوات الماضية أقمنا عشرات الفعاليات والمبادرات والتي شكلت محطات مهمة في خلق حالة جديدة في السوق اسمها المرأة المنتجة، واليوم هذه الورشة لتعزيز قدرات المرأة لاستمرارها في العمل وتطوير آلياته.
من جانبهم ركز د.هاني خوري من مؤسسة المرأة السورية الوطنية، وبشار اسكيف من الأمانة السورية للتنمية، وعمر هنيدي من مصرف الإبداع، على أهمية الشراكة والتعاون والتنسيق للوصول إلى أفضل المخرجات لتمكين المرأة الحلبية والسورية عموماً من دخول سوق العمل وعدم تهميشها، ومساعدتها في تكوين مشاريع خاصة بها تمكنها من مواجهة أعباء الحياة ولتكون شريكة في التنمية والبناء، ولكي تكون جنباً إلى جنب مع الرجل في كافة ميادين العمل، كما تم التطرق إلى آلية دعم المشاريع عبر الاقراض والادخار.
ومن المقرر أن توقع غرفة تجارة حلب مع مؤسسة المرأة السورية الوطنية برتوكول تعاون لتعزيز قدرات المرأة وتأهيلها وتدريبها وتقديم الدعم لإطلاق المشاريع الانتاجية مستقبلاً.