صحيفة البعثمحافظات

مشروع أتمتة المدارس “SIMIS” يصطدم بمعوقات إدارية ولوجستية في الميدان

ترك كتاب وزارة التربية المتضمّن ضرورة تعبئة البيانات الخاصة بالمدارس والعاملين والطلاب استفسارات وإشكاليات عدة، إذ يتساءل مديرو مدارس من المسؤول عن ملء البيانات المطلوبة (المعلم؟ أم أمين السر؟ أم من يقوم المدير بتكليفه؟)، ولاسيما أن الكتاب المعمّم على مديريات التربية لم يحدّد ذلك، مؤكدين أن المعلم لن يستطيع العمل على جمع المعلومات بسهولة، وخاصة مع أعداد التلاميذ الكبيرة، في ظلّ التقصير الحاصل نتيجة تعويض الفاقد التعليمي، إضافة إلى عدم قدرة أمين السر على ملء بيانات أعداد كبيرة كون عدد التلاميذ في المدرسة الواحدة قد يتجاوز ألف تلميذ، ناهيك عن عدم امتلاكه جهازاً محمولاً، وانقطاع الكهرباء، ومع كلّ هذا فهو لا يتقاضى طبيعة العمل.

مدير المعلوماتية في وزارة التربية الدكتور ياسر نوح أوضح أن تعبئة الملفات في المدرسة يتمّ بإشراف مدير المدرسة وعلى مسؤوليته عن طريق (أمين سر قاعة الحاسوب بالتعاون مع أمين السر)، معتبراً أنه في حال عدم وجود أمين سر قاعة للحاسوب يقوم مدير المدرسة بتكليف من يراه مناسباً للقيام بهذه المهمة.

وأشار مدير المعلوماتية إلى أنه في العام الماضي تمّ تعبئة الملفات من قبل 1255 مدرسة موزعة على 10 محافظات، وذلك في إطار التدريب على برنامج نظام إدارة المدرسة المتكامل.

غياب الاختصاصيين

في وقت يعتبر تربويون أن تطبيق هذا المشروع يشكل تحدياً كبيراً لمديريات التربية في ظلّ الظروف والإمكانيات المحدودة ومعاناة المدارس وافتقارها لأدنى مقومات تنفيذ ما هو مطلوب منها، فإنهم يشيرون إلى غياب الكهرباء وانقطاع الاتصالات ونقص الاختصاصيين في المدارس، إذ أن الإداريين أو المعنيين بملء البيانات المطلوبة يفتقدون إلى الخبرة كون أغلبهم غير مختصين ومحالين إلى أعمال إدارية من اختصاصات مختلفة غير تقنية وحاسوب لأسباب أصبحت معروفة عند الجميع!.

ويتساءل تربويون: هل تستطيع مدارس المحافظات المنكوبة في هذا الوقت تنفيذ مضمون الكتاب الوزاري المرسل إلى المديريات بداية الشهر الجاري في ظلّ الظروف الصعبة والمعاناة الكبيرة للكادر الإداري والتعليمي والطلاب؟.

والجدير بالذكر أن نظام إدارة معلومات المدرسة المتكامل SIMIS هو نظام لأتمتة المدرسة بشكل كامل، من حيث بيانات البناء المدرسي، وبيانات الطلاب، والبيانات المتعلقة بالمدرّسين كافة، حيث تُجمع بشكل مركزي في مركز البيانات التربوي، ومن ثم ربط المدارس مع هذا المركز بالتنسيق مع شركة الاتصالات.

الانتهاء من الروتين

ويأتي هذا المشروع تمهيداً لوضع خطة للوصول إلى نظام إدارة للمعلومات التربوية، والبدء بتعميم نظام إدارة المدرسة المتكامل، إذ تعمل وزارة التربية على الانتقال من العمل اليومي الروتيني إلى العمل الاستراتيجي، وترشيد الاستهلاك، وتحديد الهدف، ووضع خطة تطويرية للإدارة التربوية، والتركيز على المتابعة والتنسيق بين المديريات، وربط القيمة المادية بالمخرجات وانعكاسها على المجتمع، وتحديد المنجزات والتطلعات، من أجل الوصول إلى أتمتة المدارس والمديريات لتكون الوزارة جاهزة للانتقال إلى الوزارة الإلكترونية.

ويعتبر مدير المعلوماتية أن الوصول إلى نظام إدارة معلومات تربوي فعّال يساهم في إيصال المعلومات الدقيقة إلى السويات التربوية كافة، فضلاً عن  جوانب قوته للوصول إلى نظام متكامل للإدارة التربوية، لافتاً إلى أهمية أتمتة العمل في دعم العملية التربوية عبر تبادل الخبرات والمعلومات، ومتابعة الأهالي لأبنائهم.

رقم وطني للطالب

ومن هنا عملت الوزارة –حسب مدير المعلوماتية- من خلال اجتماعاتها وورشات العمل المتعلقة بهذا الجانب على إنجاز المشروع بالسرعة الممكنة والاستفادة من البيانات الحقيقية والمدخلة إلى النظام في التخطيط التربوي ورفع جودة التعليم، والوصول إلى تقارير متنوعة تساعد في النهوض بالعملية التعليمية، موضحاً أن نظام إدارة معلومات المدرسة المتكامل يهدف إلى إنشاء نظام إدارة المعلومات المتكامل للمدارس على شبكة الانترنت، وإنشاء معرف وحيد للطالب (رقم وطني) لتتبع تقدّمه وحركته عبر نظام التعليم، وتقديم خدمات إدارة البيانات للطلاب والمعلمين، والموارد المدرسية، وإدارة الفصول الدراسية.

علي حسون