“بوح النفس عن نفائس الأمس”
صدر عن “دار الشعب” كتاب للسفير السابق، تمام سليمان، بعنوان “بوح النفس عن نفائس الأمس” قدم له المؤلف بقوله: هذا ديواني الثاني قد ضم قصائد شملت من الحكمة والرثاء أجمل الذكرى، وفيها توقير لشهداء الكفاح والمقاومة، وتنبيه من التطبيع والمسالمة، وتذكير بمعاناة أهلنا في الأراضي المحتلة والقدس، وبما حل بشعبنا الفلسطيني واللاجئين من بؤس، وللغة العربية فيها نصيب الأسد، فهي لحياتنا كالرأس من الجسد، فقد نسي الكثير من العرب أن يتحدثوا بلغتهم، وظنوا أنهم بذلك قد أصابوا عين بُلْغَتِهم، وأصبح المدعي بالثقافة يتحدث بلسان الإنكليز، وتارة يهرف مما تعلمه في باريز، فأصبحت العربية حبيسة المكتبات وبقيت المعارف مقتصرة على ماجادت به الذات.
وفي الديوان أيضاً أخبار في مناسبات خاصة، كانت أبياتي عما حدث فيها قاصة، فقد قرأنا الكثير من سالف الأشعار التي كانت تتحدث عن أدق الأخبار وتصف سبل الحياة والمعيشة لتحيل بساطتها الوجوه بشوشة.
وفي هذا الديوان العديد من الأشعار التي كتبت لأناس في سدة القرار، كنت أطلب منهم المساعدة للمحتاجين فقدرهم رب العباد على نصرة المعتفين، وعقدت لنفسي لواء المطالبة بحقوقهم، فكتبت قصائد شكر لما أبلوا من طروقهم وشكرتهم في شعري فرداً بالعاقبة، وقد انتصفوا لمن لاقوا في حياتهم مر النائبة فلا يعتبن علي في هذا عاتب لأن فرحتي بقضاء الحاجة أعمتني عن بغية العائب، فطفقت أكتب المديح لكل مقتدر أعانه الله على مد العون لمسكين مصطبر.
وللزجل في هذه الأشعار قدم، لما كان لي به شغف عن قدم، فهو الشعر الشعبي الحافظ للنادرة، وهو أنيس الجلسات لما بقي في الذاكرة، وقد برع به أهلنا في سورية ولبنان وكان منهم أفضل الشعراء ممن يشار إليهم بالبنان، وقد ألقيت بسهمي البسيط في شعر الزجل ولكانت بضع مساجلات على عجل.