ارتفاع غير مسبوق بأسعار المواد الاستهلاكية في أسواق طرطوس والنشاط التجاري بحدوده الدنيا
طرطوس- محمد محمود
ارتفاع ملحوظ سجلته أسواق طرطوس التموينية بعد كارثة الزلزال، وفوضى أسعار مستمرة تشهدها الأسواق جعلت النشاط التجاري في حدوده الدنيا، فالمواطن يتجه لشراء أكثر المواد التي يحتاجها، ويضيف إلى قائمة المواد الملغاة أو المؤجلة قوائم جديدة، وبحسب بعض المواطنين فالارتفاع الأخير انعكس على معظم المواد والسلع التموينية والاستهلاكية بنسب وصلت لحدود الـ٥٠% وكذلك بمواد التنظيف، وسجل سعر كغ الفروج المنظف 23.500 ليرة، في حين وصل سعر كغ لحم الغنم إلى 70 ألف ليرة، وكذلك شهدت أسعار الخضار والفواكه ارتفاعاً جزئياً اشتكى منه الكثير من المواطنين، وفقدت مادة البصل من الأسواق في حين توفرت بصالات السورية للتجارة بنوعية متوسطة، وحتى الأخيرة لم تسلم من ارتفاع الأسعار بكافة سلعها ومنتجاتها المتوفرة في الصالات، فمثلاً مادة المعكرونة كانت تباع بـ٥ آلاف ليرة في حين أصبح السعر الجديد ٧٦٠٠ وكذلك أصناف المربيات وربّ البندورة وغيرها.
بسبب العقود الجديدة
وفي جولة ميدانية لـ”البعث” في الأسواق وصالات المؤسسة السورية للتجارة، أظهرت نقصاً ملحوظاً في المواد والسلع ببعض الصالات وكذلك ارتفاع الأسعار المنوّه عنه، حيث برّر رؤساء الصالات الارتفاع نتيجة وجود عقود جديدة من الإدارة تختلف عن أسعار العقود القديمة، وهذا ما أكده محمود صقر مدير فرع المؤسّسة في طرطوس، لكنه بيّن أن ارتفاع الأسعار هي بنسب محدودة ويبقى أقل من أسعار السوق بنسب بين ١٥- ٣٠% في صالات السورية للتجارة.
وحول سؤاله عن عدم توفر منتجات القطاع العام في صالات المؤسسة وغياب العديد من الأصناف، أكد صقر أن هناك منتجات مختلفة للقطاع العام تتعاقد معها السورية للتجارة مثل (بردى- كنار- معامل السجاد والمنسوجات القطنية الشرق)، وهذا الأمر أيضاً مرتبط بعقود الإدارة المركزية، في حين يبرّر نقص المواد في بعض الصالات بتدفق المساعدات مؤخراً ومواد الإغاثة إلى اللاذقية وحلب والمحافظات المنكوبة، لافتاً إلى أنه سيتمّ ترميم كلّ النقص مع قرب حلول شهر رمضان.
وبالنسبة لبيع مادة البصل في الصالات، أشار صقر إلى أن المادة متوفرة بسعر 6000 للكيلو وهناك حالة واحدة ظهرت في طرطوس تشكو رداءة النوعية نتيجة السرعة في تعبئة المادة وعدم فرزها في حين سترتفع الحصة الأسبوعية إلى ٤ كغ بالأسبوع مع قرب حلول شهر رمضان.
ضبوط تموينية
من جهة أخرى بيّن مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في طرطوس نديم علوش أن عدد الضبوط التموينية المسجلة مؤخراً في المحافظة وصل إلى ١١٣٤ ضبطاً عملياً، في حين بلغ عدد ضبوط العينات ١٥١ ضبطاً، مبيناً أن الإغلاقات الفعلية للمخالفين وصلت إلى ١١٣ فعالية، وتنوعت الضبوط بين ٢٧٤ ضبط عدم إعلان، و٣٤ ضبط بيع بسعر زائد، و٢ ضبط غش وتدليس، و٩٣ ضبط اتجار بالخبز التمويني، و٤٠ ضبط نقص وزن في الأفران، و١٢ مخالفة محروقات نقص كيل ومخالفة تعليمات، و٢٦ ضبط اتجار محروقات، و٥ ضبوط مواد إغاثة، و١٠ مواد منتهية الصلاحية، و١١ ضبط لمواد مجهولة المصدر، و٤٦٧ ضبط عدم حيازة فواتير، ومصادرة محروقات وأسطوانات غاز.
قلة الكمية والنقل.. السبب
وبيّن علوش أن ليس هناك ارتفاع أسعار ملحوظ بالأسواق إلا لبعض المواد التي تستجرّ من خارج المحافظة، حيث قلة الكمية المتوفرة وأجور النقل يلعبان دوراً في رفع الأسعار..؟!، لافتاً إلى أنه يتمّ إصدار تسعيرة بشكل أسبوعي لمرتين حسب توفر المواد، علماً أن عدد هذه المواد قليل جداً وأحياناً يلعب موسم إنتاج المادة مثل الخضار والفواكه دوراً في توفرها وأسعارها، مؤكداً أن تدخل السورية للتجارة إيجابي ويحافظ على توازن الأسعار وتوفر المادة وضبط آلية توزيعها لكافة المواطنين وذلك عبر البطاقة وبعضها دون رسائل.
كذلك تقوم مديرية التجارة الداخلية على مدار الوقت بمتابعة واقع السوق وانسياب المواد وتوفرها ومنع احتكارها والتعامل بنظام تداول الفواتير بين الواسطات التجارية، وتقوم بمراقبة عمل الأفران وتقديم المقترحات لتحسين واقع رغيف الخبز من حيث الجودة والوزن بالتعاون مع المحافظ والمكتب التنفيذي.