صحيفة البعثمحافظات

على وقع مخالفاتها المستمرة.. ترتيبات جديدة لإعادة النظر بعقود شركات النقل الخاصة

مع قيام محافظة دمشق برفد الخطوط بباصات نقل داخلي جديدة تبقى الكلمة في الميدان المروري لأصحاب باصات شركات النقل الجماعي الخاصة التي تتحكّم بالركاب وطريقة النقل ومسارات الخطوط، وفق تأكيدات سائقي سرافيس على خطوط دمشق، معتبرين أن “النقل الخاص” له حظوة عند أصحاب القرار، وذلك من خلال السماح لهم باختيار الخطوط “الدسمة” -كما يقال- على حساب الخطوط البعيدة كونها بحاجة ماسة لتخديم المواطنين، إضافة إلى عدم التزامهم بقرارات المحافظة، وخاصة من ناحية إغلاق الأبواب وعدم السماح للركاب بالوقوف عليها، ولاسيما بعد تلك الحوادث المؤسفة التي وقعت منذ أشهر وأدّت إلى وفيات نتيجة إصرار السائقين على ملء الباص بأعداد كبيرة من الركاب على حساب السلامة!.

في المقابل يحمّل سائقون من النقل “الخاص” الركاب أنفسهم مسؤولية الإصرار على الصعود والوقوف على الأبواب، معتبرين أن السائق لا يستطيع أن يمنع الركاب الذين ينتظرون في طابور الازدحام من الصعود للباص، فالباصات موجودة لتقديم خدماتها لجميع المواطنين.

تشديد وعقوبات

مدير شركة النقل بدمشق تكليفاً محمد أبو أرشيد أوضح أن الشركة مسؤولة عن عمل باصاتها فقط من خلال إصدار قرارات وتوجيهات بإغلاق الأبواب ومنع وقوف أي راكب على الباب تحت طائلة المسؤولية والعقوبة، مبيناً أن أي تصرف مخالف من السائق سيعرّضه للحسم من راتبه وتوقيفه عن العمل.

أما عضو المكتب التنفيذي المختص بدمشق عمار غانم فقد أشار إلى وجود توجيهات لشرطة المرور بالمتابعة والتأكيد على ضرورة إغلاق أبواب الباصات من السائقين بعد انتهاء عملية صعود الركاب، مع تنظيم الضبط اللازم في حال ارتكاب أي باص مخالفة بهذا الشأن وفي حال التكرار يتمّ إيقاف الباص عن العمل.

وفي هذا السياق أوضح غانم أن منظومة النقل ستشهد انفراجات أفضل في قادم الأيام، ولاسيما بعد تطبيق نظام “GPS” على كافة وسائل النقل العام والخاص وتحديد مسارات على كافة الخطوط لتخديم المواطنين.

تجاوزات بالجملة

ولم تكتفِ بعض باصات النقل “الخاص” بمخالفة قرارات المحافظة من ناحية الركاب، بل تجاوزت ذلك بعدم التزامها بإكمال نهاية الخط، إضافة إلى أعطالها الكثيرة ووضعها الهيكلي السيئ وما تخلفه من احتراق ودخان يضرّ بالبيئة وبصحة الركاب في ظل صمت الجهات المعنية عنها، إضافة إلى التواطؤ مع أصحاب تلك الشركات من أجل تفريغ الخطوط لهم فقط، من خلال تعنّت محافظة دمشق بمنع دخول السرافيس إلى مركز المدينة والاكتفاء بالوصول إلى المواقف المتبادلة المحدّدة مما أوجد حالة إرباك في العمل، علماً أن شركات النقل الخاصة تشكل ضغطاً على مكاتب اتخاذ القرار بحيث لا تسمح  بدخول سرافيس الريف إلى المدينة والذي من شأنه تخفيف أعباء كبيرة على المواطن، كما يحدّ من أزمة النقل، إلا أن استجابة المعنيين في المدينة على كلّ الكتب سلبية، والاكتفاء بأنها ستؤدي إلى ازدحام كبير في شوارع المدينة وخاصة بوجود اختناق مروري في دمشق، إضافة إلى وجود باصات شركة النقل الداخلي وشركات خاصة تنقل المواطنين من مركز المدينة إلى مناطق الريف.

ترتيبات جديدة

وحول ما يكتنف عمل شركات النقل الخاصة، كشف مصدر مطلع في محافظة دمشق عن ترتيبات جديدة ستعيد النظر بواقع عمل وعقود تلك الشركات من أجل تنظيم العمل بما يخدم منظومة النقل وينهي أزمتها.

علي حسون