المعجنات خارج قائمة المشاريع الرابحة.. انخفاض الطلب انعكس بإغلاق نصف الأفران
دمشق – ريم ربيع
بعد أن كان مشروع صناعة المعجنات والمخبوزات بأنواعها أحد أكثر المشاريع ربحاً وإقبالاً، انضمّ اليوم إلى قائمة الاستثمارات الخاسرة، أو غير المربحة على الأقل، وذلك بشهادة أبناء الكار الذين ينسحبون تدريجياً من المهنة بعد تعرّضهم لخسارات متتالية، وصعوبات في تأمين المواد الأولية، تسبّبت بإغلاق أفرانهم ومحالهم مؤقتاً أو بشكل دائم.
بداية التراجع تعود وفق صاحب أحد الأفران الخاصة إلى عام 2019 – 2020، حيث بدأت الأسعار تحلق بشكل لم يعد بإمكان دخل المستهلك مجاراته، وبدأ التراجع بالطلب ما انعكس انخفاضاً بالإنتاج، ومن ثم الصعوبات بتأمين المواد الأولية من طحين وخميرة ومحروقات، وارتفاع ثمنها إن وجدت، مضيفاً أن الحكومة سمحت للقطاع الخاص عام 2020 باستيراد الطحين، بعد أن كان حكراً على أصحاب معامل المعكرونة، ما ساعد بتأمين المادة لاحقاً، غير أن المشكلة أصبحت بالأسعار التي تتعدّى قدرة المستهلكين، فاليوم وصل سعر طن الطحين إلى 6 – 7 ملايين ليرة، فضلاً عن سعر السمسم والخميرة والمحروقات التي يضطر معظم العاملين في المجال لشرائها بالسعر الحر، فالكميات التي توزع من الجمعيات غير كافية.
مستثمر لفرن آخر حمّل المسؤولية لانخفاض القدرة الشرائية للمواطن بشكل أساسي، فالمواد موجودة لكن بأسعار مرتفعة، وحتى لو استمر الطلب على ما كان عليه سابقاً، فبإمكان الأفران والمخابز تلبيته، لكن الواقع يشي بتراجع الطلب لأكثر من 40%، لذلك اتجهت الأفران للإغلاق وتغيير المصلحة، فمثلاً فطيرة الجبنة التي كانت بـ 200 ليرة وبمتناول الجميع أصبحت اليوم بألف ليرة، وكيلو الصمون الذي كان حلاً لكثير من العائلات في فترات رداءة الخبز التمويني أصبح اليوم بـ10 آلاف ليرة، واستغنت عنه معظم العائلات، ومثله الخبز السياحي.
حتى الأفران الخاصة المنتجة للخبز التمويني خاسرة وباعتراف وزير التجارة الداخلية الذي حمّل وزارته جزءاً من مسؤولية خسارتها، فيما أعلن أكثر من مرة عن دراسات لإيجاد حلول تحدّ من خسارة هذه الأفران دون رفع سعر الرغيف.
بالنتيجة أصبحت أخبار تلك الأفران والمخابز تقتصر على الإغلاق أو رفع الأسعار، أما تنشيطها وعودة إنتاجها كما السابق، فهو وفقاً لجمعية صناعة الخبز يعتمد على رفع القدرة الشرائية للمستهلك أولاً وأخيراً، حيث أعلنت الجمعيات في عدة محافظات عن إغلاق نصف الأفران تقريباً منذ بداية العام، بينما أصبحت الأسعار مرتفعة بوثيقة من وزارة التجارة بدلاً من ارتفاعها غير المعترف به، حيث استجابت وزارة التجارة الداخلية لمطالب جمعية صناعة الخبز والمعجنات، بأن حدّدت سعر كيلو الصمون بـ 9000 ليرة والكعك 13 ألف ليرة، مع انتظار التسعيرة الجديدة لربطة الخبز السياحي، والتي طالبت الجمعية بألا تقلّ عن 8 آلاف ليرة.
وبعد هذه الزيادة الرسمية، باتت الأنظار على رفع سعر المعجنات أيضاً، ولاسيما مع التفاوت بأسعارها بين فرن وآخر، والذي قد يتجاوز الضعف في بعض الأحيان، حيث يتراوح سعر فطيرة الجبنة بين 700- 1500 ليرة حسب الفرن والمكان! ومنقوشة الزعتر أو المحمرة بين 600 – 1000 ليرة، والقشقوان لا تقلّ عن 800 ليرة.