أخبارصحيفة البعث

الخارجية الروسية: التخلّي عن فكرة الهيمنة على العالم يمنع الحرب النووية

موسكو – تقارير:

دعت وزارة الخارجية الروسية الولايات المتحدة وحلفاءها إلى التخلّي عن فكرة الهيمنة على العالم بالقوة.

ونقلت وكالة نوفوستي الروسية عن مدير إدارة تخطيط السياسة الخارجية بالوزارة أليكسي دروبينين قوله اليوم: إن “السلك الدبلوماسي العالمي يواجه مهمّة جديدة قديمة تتمثل بمنع نشوب حرب نووية بين القوى العظمى مع ارتفاع احتمالات نشوبها في الآونة الأخيرة بسبب الولايات المتحدة وأقمارها الصناعية”.

وأكد دروبينين أنه لا يمكن منع نشوب حرب نووية وبناء بنية أمنية عالمية مستقرة إلا إذا تخلّت الولايات المتحدة وحلفاؤها عن فكرة الهيمنة على العالم بالقوة، وأدركت حقيقة أنه لا بديل للتعايش السلمي بين الدول والتعاون المتبادل بينهم بما في ذلك مع روسيا والصين وإيران وكوريا الديمقراطية وبيلاروس وسورية وكوبا وفنزويلا.

وشدّد دروبينين على ضرورة إدراك الجميع لحقيقة أنه لا منتصر ولا خاسر في الحرب النووية، وأنه لا ينبغي إشعال فتيلها الذي سيحرق كل شيء.

إلى ذلك، أكّد سكرتير مجلس الأمن الروسي نيقولاي باتروشيف أن واشنطن تجبر ألمانيا على الانصياع للنسخة الجديدة لتفجير خط غاز “السيل الشمالي”، مشيراً إلى أن أيّ تعاون بين موسكو وبرلين يزعج أمريكا.

وأشار باتروشيف في تصريح لصحيفة “أرغومنتي إي فاكتي” الروسية حسب وكالة نوفوستي، إلى أن ألمانيا عملت على تطوير العلاقات مع روسيا غير أن التعاون الاقتصادي الوثيق بين الدولتين لم يناسب واشنطن ولندن أبداً، وقال: “من الواضح منذ فترة طويلة أن الدولة الألمانية الحديثة ليست مستقلة، حيث تفرض واشنطن سياساتها الاقتصادية والبيئية على برلين وتحتفظ بوحدة عسكرية قوامها 35 ألف جندي في البلاد”.

وحسب باتروشيف، فإن البيت الأبيض كان يسيطر لسنوات عديدة على المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل، واليوم يجبر القيادة الألمانية الحالية على الانصياع للنسخة الجديدة لتفجير “السيل الشمالي”، مؤكداً أن لدى الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا قواتٍ خاصة قادرة على تنفيذ مثل هذا التخريب، مضيفاً: “ليس سراً أن وحدات المهام الخاصة المزوّدة بالمعدات والتدريب المناسبين مخصّصة لتنفيذ مثل هذه المهام، وأن ذلك يتم فقط بموافقة ودعم الدولة التي تملي جدول الأعمال الرئيسي في حلف شمال الأطلسي الناتو”.

وأكد باتروشيف أن روسيا تصرّ على موقفها بإجراء تحقيق دولي شفاف بشأن هذا العمل الإرهابي، للوقوف على حقيقة من دبّره وقام بتنفيذه.

وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية و”تسايت” الألمانية و”تايمز” البريطانية نشرت تقارير عن عملية تفجير خط “السيل الشمالي” تتحدّث عن وقوف “جماعة موالية لأوكرانيا” أو أوكرانيين وراء التفجير، إلا أنها أشارت إلى عدم وجود أي دليل على أن هؤلاء الأشخاص تعاونوا مع السلطات الأوكرانية أو تلقّوا أوامر منها.

وفي سياق متصل، اعتبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن قيام واشنطن بالحفاظ على نظامها المصرفي سيسبّب المزيد من المشكلات في العالم.

وقالت زاخاروفا في تصريح اليوم حسب وكالة سبوتنيك: “يمكن لكل طفل أن يشرح كيف ستحافظ السلطات الأمريكية على استقرار النظام المصرفي بالورق والألوان، سوف تطبع واشنطن المزيد من الدولارات غير المضمونة، الأمر الذي سيؤدّي إلى المزيد من المشكلات في العالم”.

وكانت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين ورئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول ورئيس مجلس إدارة مؤسسة التأمين الفيدرالي مارتن غرونبرغ أصدروا بياناً مشتركاً أعلنوا فيه عن قرار البنك الاحتياطي الفيدرالي إتاحة تمويل إضافي للبنوك للمساعدة في تزويدها بالأموال اللازمة لتلبية احتياجات المودعين.

من جهة ثانية، أعرب المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف عن ترحيب بلاده بأي خطوات للحوار بين إيران والسعودية.

ونقلت وكالة سبوتنيك عن بيسكوف قوله للصحفيين رداً على سؤال حول كيفية تعامل الكرملين مع استئناف العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية: “إننا نرحب بأي خطوات يمكن أن تساعد في تقليل مستوى التوتر وتحسين الحوار في المنطقة، وخاصة عندما يتعلق الأمر بلاعبين إقليميين رئيسيين مثل السعودية وإيران”.

وأعلنت السعودية وإيران الجمعة الماضي استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، وإعادة فتح سفارتي البلدين خلال 60 يوماً، وذلك بعد محادثات برعاية صينية.

وفي موضوع آخر قال بيسكوف: إن الأهداف التي طرحتها روسيا في أوكرانيا لا يمكن تحقيقها حالياً إلا بالطرق العسكرية، مؤكداً أنه “لا يزال وسيبقى تحقيق أهدافنا أولوية مطلقة بالنسبة لنا”.

وشدّد بيسكوف على أن الكرملين لا يرى حالياً أي ظروف لانتقال الوضع في أوكرانيا إلى المجرى السلمي.

وحول العلاقات التجارية النفطية مع الهند، قال بيسكوف: إن “روسيا لن تنظر إلى التصريحات الصحفية في مسائل التعاون مع نيودلهي، ولكن إلى الاتصالات مع الطرف المقابل”، مشيراً إلى أنه لا يمكن استبعاد زيارة الرئيس فلاديمير بوتين إلى الهند لحضور قمّة مجموعة العشرين المقرّرة هناك.

أمنياً، اعتقل جهاز الأمن الفيدرالي الروسي شخصاً من سكان منطقة نوفغورود بتهمة العمل، لمصلحة المخابرات الأوكرانية.

ونقلت وكالة تاس الروسية عن المكتب الصحفي لجهاز الأمن قوله اليوم: “تم إحباط أنشطة غير قانونية لشخص سعى إلى تحريض المجنّدين في صفوف القوات المسلّحة الروسية لارتكاب خيانة عظمى، من خلال تزويد العدو بمعلومات عن مواقع وحدات وتشكيلات من القوات الروسية لسرقة ونقل المعدات العسكرية والاستسلام طوعاً للأسر”.

وأوضح المكتب أن المحكمة احتجزت المشتبه فيه لمدة شهرين على ذمة التحقيق، ويتم حالياً اتخاذ إجراءات التحقيق اللازمة، بهدف توضيح جميع ملابسات الجريمة.

وكان جهاز الأمن الفيدرالي الروسي اعتقل في الثاني من آذار الجاري شخصاً في مدينة كومسومولسك يعمل لمصلحة الاستخبارات الأوكرانية.