أخبارصحيفة البعث

بعد 17 عاماً في معتقلات الاحتلال.. الأسير الفلسطيني فؤاد الشوبكي يعانق الحرية

القدس المحتلة- سانا

بعد 17 عاماً قضاها في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي، عانق الأسير الفلسطيني فؤاد الشوبكي الحرية اليوم، منتصراً بعزيمته وإرادته الصلبة على سجّانه.

وذكرت وسائل إعلام فلسطينية، أن الاحتلال أفرج عن الأسير الشوبكي، وهو من حي التفاح في قطاع غزة المحاصر، وسيتجه إلى مدينة رام الله بالضفة الغربية حيث تقيم عائلته.

وفي أول تصريح له بعد نيل حريته قال الشوبكي: إن الأسرى شهداء مع وقف التنفيذ بعد أن ضحّوا بحياتهم من أجل القضية الفلسطينية، وخاصةً أن منهم من أمضى عقوداً كثيرة هناك وهم يقودون ثورة مستمرة داخل معتقلات الاحتلال ضد جرائمه وانتهاكاته، داعياً إلى العمل من أجل الإفراج فوراً عن جميع الأسرى وفي مقدمتهم المرضى.

يُشار إلى أن الشوبكي “شيخ الأسرى” يعدّ أكبر الأسرى الفلسطينيين سناً في معتقلات الاحتلال الذي اعتقله عام 2006، وقد شارك في جميع المعارك التي خاضتها الحركة الأسيرة، وهو يعاني من وضع صحي خطير وتفشٍّ للأمراض في جسده نتيجة اعتقاله سنواتٍ طويلة.

ميدانياً، أصيب عددٌ من الفلسطينيين الليلة الماضية نتيجة اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي عليهم غرب مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة.

وذكرت وكالة وفا، أن قوات الاحتلال اقتحمت بلدة نعلين غرب المدينة، واعتدت على الفلسطينيين عبر إطلاق قنابل الغاز السام عليهم، ما أدّى إلى إصابة العشرات منهم بحالات اختناق وإصابة صحفي بجروح.

كذلك اقتحمت قوات الاحتلال الاثنين عدة أحياء في مدينتي نابلس والخليل، وبلدات بيت سيرا وبيت ريما وسلواد في رام الله، ومخيم عايدة وبلدة نحالين في بيت لحم، ومخيم نور شمس في طولكرم، واعتقلت 27 فلسطينياً.

وفي سياقٍ متصل، هدمت قوات الاحتلال منشأة صناعية واستولت على معداتها في مدينة القدس المحتلة، بعد أن اقتحمت بعددٍ من الجرافات حي وادي الجوز في المدينة.

من جانبهم، استولى مستوطنون إسرائيليون على 15 دونماً من أراضي بلدة الخضر جنوب مدينة بيت لحم، تمهيداً لإقامة بؤرة استيطانية في المنطقة.

سياسياً، جدّدت رئاسة السلطة الفلسطينية مطالبة المجتمع الدولي بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ووقف جرائمه بحق الشعب الفلسطيني.

وأوضح المتحدث باسم رئاسة السلطة نبيل أبو ردينة في بيان، أن تصعيد سلطات الاحتلال المتواصل لجرائمها بحق الفلسطينيين، من عمليات القتل اليومية والاعتقالات إلى الاستيلاء على الأراضي والممتلكات، سيؤدّي إلى نتائج خطيرة، ما يستدعي تحرّكاً عاجلاً من المجتمع الدولي ومن الإدارة الأمريكية لوقفها.

من جانبها، جدّدت خارجية السلطة الفلسطينية مطالبتها المجتمع الدولي بالخروج عن صمته والتحرّك العاجل لإيقاف هدم الاحتلال الإسرائيلي للمنازل والمنشآت الفلسطينية، مؤكدةً أنه يشكّل جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية.

وحذّرت الخارجية في بيان، من أن تصعيد الاحتلال عمليات الهدم في القدس المحتلة وباقي مناطق الضفة الغربية يهدف إلى إلغاء الوجود الفلسطيني وتوسيع عمليات الاستيطان، في واحدةٍ من أبشع عمليات التطهير العرقي الذي يرتكبه الاحتلال يومياً في الأرض الفلسطينية المحتلة.

من جهته، طالب رئيس المكتبة الوطنية الفلسطينية عيسى قراقع المجتمع الدولي بتوفير الحماية للتراث الثقافي الفلسطيني من اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي ومحاولات تزويره وتدميره.

وأوضح قراقع في بيان اليوم بمناسبة يوم الثقافة الوطنية الفلسطينية، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تحاول القضاء على الإرث الفلسطيني الثقافي والحضاري، وتعمل على تكريس الاحتلال بالاستعمار الثقافي إلى جانب الاستعمار العسكري، وتدمير المدن والقرى الفلسطينية من خلال استهداف المراكز الثقافية والفنية، وملاحقة الإرث الفلسطيني في الدول الأخرى، كالاستيلاء على أرشيف منظمة التحرير إبان اجتياح بيروت عام 1982، والاقتحامات المتكرّرة للمؤسسات الفلسطينية وتدميرها، والاستيلاء على وثائقها والنتاج الفكري للأسرى في معتقلات الاحتلال وغير ذلك من الشواهد الحية على مواصلة الاحتلال لاستهداف الوجود الفلسطيني بكل مكوّناته.

ولفت قراقع، إلى أن تأسيس المكتبة الوطنية الفلسطينية هو محاولة لحفظ التراث الفلسطيني بكل مكوّناته، ولتعريف شعوب العالم بتاريخ الشعب الفلسطيني وحضارته وموروثه الثقافي، مشدّداً على أن الفلسطينيين سيواصلون النضال لحماية تراثهم الثقافي، والحفاظ على هويتهم رغم ما يتعرّضون له تحت الاحتلال من نكبات وتهجير واستيلاء على التراث.