بعد فشل منتخب الشباب في البطولة الآسيوية.. من يتحمل المسؤولية؟
ناصر النجار
مازال الصمتُ مخيّماً على مشاركة منتخبنا الشاب بكرة القدم في نهائيات الأمم الآسيوية، وحتى الآن لم نسمع أي تصريح ولم يصدر أي بيان حول المشاركة وأسباب الفشل.
وبالفعل كانت المشاركة سيئة والنتائج خلّفت صدمة، وخاصة الخسارة أمام إندونيسيا التي لم تكن على البال ولا على الخاطر.
حاولنا البحث من مصادر البعثة عن أحوال منتخبنا وأسباب خروجه المبكر، لكن الجميع رفضوا التصريح لأسباب غير مبرّرة!.
ومن خلال تجميع بعض المعلومات من هنا وهناك تبيّن لنا أن الإمكانيات المتاحة كانت سبباً في تراجع الروح المعنوية للفريق بشكل عام، ورغم أن اتحاد كرة القدم لم يقصّر من ناحية الإعداد من خلال المعسكرات والمباريات إلا أن أموراً لوجستية أخرى كان مقصّراً فيها وهي تتعلق بالإمكانيات المتاحة.
منتخبنا في النهائيات كان ينقصه الكثير مقارنة بما قُدّم لبقية المنتخبات، فعلى سبيل المثال وصل المنتخب العراقي إلى البطولة بطائرة خاصة، وقدّم لهم الكثير من التجهيزات والملابس ومصروف الجيب وغيرها من الأمور، ولم تذهب كلّ هذه النفقات سدى، فالمنتخب وصل إلى نهائيات كأس العالم، بالمحصلة العامة منتخبنا لم تُقدّم له أدنى متطلبات النهائيات، وهذا الأمر قد يكون سبباً في إحباط لاعبينا.
على الصعيد الفني قال أحد المراقبين: منتخب تأهل إلى النهائيات بفارق بطاقة صفراء لن يكون بين كبار آسيا، فهناك أشواط كثيرة تبعدنا عن الكرة الآسيوية النشيطة.
كرتنا مازالت تعاني على صعيد البناء، وهي اليوم تدفع ضريبة إهمال السنوات الماضية، ومن المستحيل بناء منتخب قويّ من دوري ضعيف وأندية متهالكة.
الآن يأتي الحديث عن مارك فوته المدرّب الهولندي لنتساءل بعد كلّ ذلك: هل فعلاً هو المطلوب لتطوير كرتنا؟.
خبراء الكرة القريبون من المنتخب انقسموا بآرائهم إلى قسمين، قسم أبدى العديد من الملاحظات، وخاصة لياقة الفريق، فضلاً عن أن أوزان بعض اللاعبين بدت أكبر من المفروض، وقال هؤلاء: هذا المدرّب لا يلبي طموح كرتنا بعد أن سجلوا الكثير عليه، وخاصة عملية قراءة الخصم.
القسم الثاني رأى أن المدرّب الهولندي رفع من سوية لاعبينا ويحتاج بعض الوقت ليحقق ما تريده كرتنا.
في المحصلة العامة مشاركة منتخبنا في البطولة الآسيوية يجب أن تكون محطّ اهتمام وتدقيق وتمحيص لتجاوز كلّ السلبيات، فلا يعني التوقف في حال الفشل والبدء من الصفر، بل لا بد من تجاوز كلّ الثغرات والعقبات والبناء على ما تمّ إنجازه وصولاً إلى منتخب قادر على تحقيق بصمة وإعادة كرتنا إلى الطريق الصحيح.