الصين وأحجار الدومينو الأمريكية
ريا خوري
ما تزال الولايات المتحدة تزيد من استفزازها للصين، مستخدمةً كل الوسائل العسكرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية. ونتيجةً لتفاقم الأزمات بين البلدين، أعلن وزير الخارجية الصيني تشين جانغ في الاجتماع السنوي للبرلمان قبل أيام، توضيحاً مهماً مبيّناً أن العلاقات الصينية – الأمريكية، تتخذ مساراً متصاعداً من التوتر والقلق، لا تؤشّر إلى إمكانية الوصول إلى موقف توافقي مشترك يُبقي الأزمة بينهما في إطار التنافس الاقتصادي والتكنولوجي، وذلك بسبب حالة انعدام الثقة المتبادلة بينهما، إضافة إلى ازدياد السياسات المتناقضة تجاه مجمل القضايا الخلافية بين البلدين، بدءاً من أزمة شبه جزيرة تايوان مروراً بالعلاقات مع روسيا والحرب الأوكرانية الساخنة، إضافة إلى الحرب الاقتصادية واستحقاقاتها العالمية، وكذلك حالة الحرب الخفية والعلنية حول القضايا التقنية بينهما، وقد أضيفت إليها مؤخراً قضية المنطاد الذي أسقطته الولايات المتحدة الأمريكية بدعوى قيامه بالتجسس على الولايات المتحدة، فيما تقول القيادة الصينية إنه خرج عن السيطرة بينما كان يقوم بأبحاث حول الطقس وتقلبات المناخ.
من هذا التصريح يبدو أنّ العلاقات الصينية – الأمريكية ستصل إلى طريق مسدود إذا استمرت الولايات المتحدة الأمريكية في نهجها. لذا فقد ، وجه وزير الخارجية الصيني تشين جانغ نصيحةً إلى الولايات المتحدة الأمريكية بأنّه إذا كان لدى البيت الأبيض طموح في جعل الولايات المتحدة الأمريكية نفسها دولةً عظيمةً مرةً أخرى، فيجب أن يكون لديها أيضاً عقل يسع تقدّم وتطوّر بلدان أخرى لها دورها المحوري في العالم، فالاحتواء والهيمنة والسيطرة لن يجعلا من الولايات المتحدة الأمريكية دولةً عظيمة، ولن تستطيع كل تلك السياسات أن توقف تطور وتقدّم الصين في كافة المجالات .
وباتت الصين تدرك أن الولايات المتحدة تتجه لأخذ العلاقات إلى مزيد من التوتر والقلق، ولا تأخذ مصالح الصين كأساس لعلاقات طبيعية بينهما، خاصةً أنّ تصورات ووجهات نظر الولايات المتحدة عن الصين مشوهة للغاية وغير واضحة للعالم، وهي بالتالي أقرب ما تكون أشبّه بلعبة الدومينو، بمعنى أن الخطوة الأمريكية الأولى الخطأ سوف تجعل من بقية الخطوات خطأ أيضاً.
لقد أكّدت القيادة الصينية مراراً إلى أن الولايات المتحدة تقول إنها لا تسعى إلى صراع مع الصين، لكن هذا ليس صحيحاً في الممارسة الفعلية، لكن محاولات الولايات المتحدة تطويق الصين والتضييق عليها مصيرها الفشل الذريع، فقد رفضت القيادة الصينية الاتهامات الأمريكية بشأن إرسال أسلحة إلى روسيا، مؤكدةً أنّ الصين لا تقدّم أسلحة لأيِّ طرف، وطرحت مبادرة للسلام بين الفرقاء، لكنّ الولايات المتحدة ماتزال تعمل على تخريب محادثات السلام مستخدمة جميع المعايير المزدوجة وفرض عقوبات وضغوطات متنوعة.
لقد أبلغت القيادة الصينية الولايات المتحدة الأمريكية على لسان وزير خارجيتها تشين جانغ بعدم المراهنة على انفصام العلاقة بين موسكو أو بكين، أو دق إسفين بينهما.