مشاركون باجتماع الأمانة العامة لمؤتمر الأحزاب العربية: نتضامن مع سورية ونطالب بإنهاء الحصار عليها
دمشق -سانا:
أكد المشاركون في اجتماع الأمانة العامة لمؤتمر الأحزاب العربية في دورته الطارئة الـ 63 والذي انطلقت أعماله صباح اليوم بدمشق، تضامنهم مع سورية في مواجهة كل ما تتعرض له من مؤامرات وعدوان، وطالبوا بضرورة الإنهاء الفوري للحصار والإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة عليها، مشيرين إلى أهمية أن تستعيد الأحزاب العربية دورها الأساسي والحيوي في نصرة القضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وقد أشار نائب الأمين العام للمؤتمر محمد منصف الشابي من حزب الأمة الديمقراطي الاجتماعي في تونس إلى أن صمود الشعب السوري وقيادته يعطي الشارع العربي قوة في الصمود بساحات الوطن العربي، والعمل على التقدم، لافتاً إلى أن المؤتمر قائم على مجموعة من الأحزاب المنبثقة من الشعوب العربية التي تبحث عن رؤى جديدة للتفاعل مع الحقائق والتحديات.
من جهته، أكد عدنان خليفة نائب الأمين الأول لحزب الشعب الديمقراطي الأردني حشد، أن هذا الاجتماع المنعقد اليوم في سورية يأتي ترجمة للمواقف تجاه القضايا العربية، وأبرزها ما تتعرض له سورية، مشيراً إلى أن صمود سورية غير المعادلات، وخلق نقاط ارتكاز جديدة في المنطقة العربية، وأفشل محاولة إغراق الوطن العربي في معادلات مخزية تخدم الهيمنة الأمريكية.
ووصف خليفة لقاء السيد الرئيس بشار الأسد مع أعضاء الأمانة العامة لمؤتمر الأحزاب العربية بأنه كان شفافاً، مبيناً أنه تم الاستماع من الرئيس الأسد إلى الكثير من وجهات النظر والآراء التي سيكون لها نتائجها على العمل في المرحلة القادمة.
ولفت الأمين العام للحزب الوحدوي الديمقراطي الاشتراكي في موريتانيا، محفوظ ولد العزيز إلى أن قدوم الشخصيات الحزبية العربية إلى سورية جاء كرد جزء بسيط من جميلها على العرب، موضحاً أن سورية لم تقصر في الدفاع عن العرب وقضاياهم، وكانت حصناً حصيناً في وجه المشاريع الصهيونية والأمريكية، وهي اليوم تدفع ثمن مواقفها الشريفة من قضايا أمتها العادلة.
وبين ولد العزيز أن أعضاء الأمانة العامة للمؤتمر خرجوا من اللقاء مع الرئيس الأسد متفائلين بالمستقبل القادم، وقال: “إن من يريد أن يعود إلى عروبته عليه العودة إلى سورية، فسورية لم تخرج من عروبتها، بل كانت ضحية الدفاع عن العروبة”.
بدوره لفت يوسف ربيع القيادي في جمعية الوفاق البحرينية إلى “أننا نجتمع اليوم لدعم سورية والوقوف مع شعبها وقيادتها، ولكسر ما يسمى قانون قيصر الظالم، إضافة إلى إبراز دور الشعوب العربية في العمل، لإسقاط هذا القانون الذي ليس له أي أساس شرعي”.
وأضاف ربيع: “إن اللقاء مع الرئيس الأسد كان صريحاً وواضحاً، وتم عرض الكثير من القضايا فيه”، مبيناً أن على الأحزاب العربية في المرحلة القادمة مسؤولية كبرى، لأن سورية قدمت الكثير للقضايا العربية، ولها دور مهم في التصدي لأي مشروع أمريكي وصهيوني بالمنطقة.
علي فيصل عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين قال: “إن اللقاء الاستثنائي للأمانة بدمشق يأتي في ظرف استثنائي تمر به أمتنا العربية وخاصة سورية وفلسطين، ولذلك أردنا من قلب دمشق أن نوجه رسالة لأمريكا بأن ما يسمى قانون قيصر لن يكسر إرادة الشعب السوري، ونحن نؤكد تضامننا مع سورية التي انتصرت على قوى الإرهاب”.
ولفت فيصل إلى أن النضال والمقاومة المشتركة للشعبين الفلسطيني والسوري سيؤدي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، مؤكداً أن المقاومة بكل أشكالها هي الطريق السليم لإنهاء الاحتلال وتحقيق أهداف الأمة العربية.
ورأى حميد رزق من حركة أنصار الله اليمنية أهمية استعادة الدور الأساسي والحيوي للأحزاب العربية لنصرة القضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وما يتعرض له اليمن وسورية، مضيفاً: “إن اللقاء مع الرئيس الأسد كان مهما، وتم خلاله الاطلاع عن قرب على حقيقة الموقف السوري المستمر بصلابة في الانحياز للشعوب العربية وقضاياها المهمة”.
وفي وقتٍ سابق انطلقت في دمشق اليوم أعمال اجتماع الأمانة العامة لمؤتمر الأحزاب العربية في دورته الطارئة الثالثة والستين تحت عنوان “نعم لوحدة سورية وسيادتها ومشروعها القومي.. لا للحصار والعدوان على سورية”.
وفي كلمة له خلال الافتتاح أكد الأمين العام لمؤتمر الأحزاب العربية قاسم صالح أن انعقاد المؤتمر في دمشق اليوم هو إعلان الأحزاب العربية عن تضامنها مع سورية في ظل الظروف التي تتعرض لها، إضافة إلى الكارثة الإنسانية التي أودت بحياة آلاف الضحايا، ودمرت البنى التحتية، مشيراً إلى أنه من واجب الأحزاب القدوم إلى سورية وإعلان تضامنها معها ورفع الصوت لكسر الحصار عنها الذي يزيد من معاناة الشعب السوري وعدم قدرة الدولة على الإيفاء بما يجب لإسعاف وإنقاذ السوريين من الأزمة التي يعانون منها.
ولفت صالح إلى أن جدول الأعمال يتضمن الرؤى والآليات التي يمكن وضعها لتأمين تدفق المساعدات والمعونات إلى سورية قائلاً: “إننا نراهن على الشعوب والأحزاب لأنها تمثل الحراك الشعبي العربي بشكل أساسي”.
وأشار صالح إلى ضرورة تفعيل العمل الحزبي العربي المشترك حيث تنعقد هذه الدورة الطارئة في دمشق قلعة العروبة وقلب الأمة النابض والأمة العربية تمر بتحديات تستهدف تقسيم وحدتها، وبث الفتنة فيها خدمة للعدو الصهيوني ومخططه المعادي، مبيناً أن الأمريكيين أشعلوا عدداً من الحروب في المنطقة خدمة لهذا العدو.
وأعرب صالح عن أصدق مشاعر التضامن مع سورية والوقوف إلى جانب الشعب السوري الذي تكبد خسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات جراء الزلزال المدمر الذي ضرب سورية مؤخراً بعدما قدم تضحيات كبيرة خلال السنوات الـ 12 السابقة دفاعاً عن العروبة ودعماً لقضايا الأمة.
وأكد صالح أن الولايات المتحدة وحلفاءها شنوا حرباً كونية على سورية لإسقاطها لكونها نقطة ارتكاز العمل القومي وحصن المقاومة، ولكن سورية شكلت خط الدفاع الأول عن مصالح الأمة العربية وقضاياها العادلة فألحقت الهزيمة بالإرهاب التكفيري الذي كان يسعى إلى بسط هيمنته على كيانات الأمة، مبيناً أن كل ذلك ما كان ليتحقق لولا تضحيات الجيش السوري الباسل وصمود الشعب وشجاعة قيادته.
وأوضح صالح أنه عندما عجزت أمريكا وحلفاؤها عن تحقيق أهدافها من خلال الحرب الكونية لجأت إلى سلاح الحصار الظالم تحت عنوان ما يسمى “قانون قيصر” للضغط على سورية وشعبها الذي تعرض للتجويع لكنه لم يستسلم بل صمد وواجه وتحمل.
وأشار صالح إلى أن معيار العروبة والالتزام بها هو دعم الشعب الفلسطيني الأبي وقضيته المحقة ومقاومته الباسلة، منوهاً بالمواجهة البطولية للفلسطينيين ضد الاحتلال الإسرائيلي ومحاولاته اقتحام المدن والمخيمات وحرم المسجد الأقصى، وتمسكهم بحقهم في استرجاع أرضهم ومقدساتهم.
واستعرض صالح مجمل القضايا للدول العربية وحال الأمة العربية والأوضاع والتحديات التي تواجهها إضافة إلى المواقف والتطورات الإقليمية والدولية، مشدداً على أهمية المناقشة بين أعضاء المؤتمر بعمق وموضوعية لجميع الوسائل والآليات التي تعزز دور المؤتمر وحضوره ليواكب الأحداث ويكون قادراً على مواجهتها.
عضو القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي الرفيق الدكتور مهدي دخل الله أوضح أن السوريين يواجهون الإرهاب باسم كل العرب، ولو سقطت سورية لسقطت الدول العربية كلها، لذلك لا بد من محاولة الارتقاء بمستوى أداء الأحزاب العربية.
وأشار دخل الله إلى أن حزب البعث العربي الاشتراكي سيقدم خلال المؤتمر برنامجين حول دعم صمود سورية وفلسطين، ودور الأحزاب في رفع مستوى الوعي في مواجهة الليبرالية الجديدة، آملاً بأن يكون هناك تحول نوعي في الحركة الحزبية العربية.
عضو الأمانة العامة للمؤتمر وأمين سر المؤتمر عبد الله منيني أكد أن الاجتماع طارئ جاء بعد كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب سورية، وارتقى بسببه الكثير من الضحايا حيث بات واضحاً للعالم أجمع أنه لولا العقوبات الغربية والأمريكية لكانت مواجهة هذه الكارثة أفضل، لأن العقوبات التي منعت عن السوريين الغذاء والدواء والآليات والأجهزة الطبية هي شريك في قتل السوريين إلى جانب الزلزال.
وأكد منيني أن وحدة سورية وقرارها المستقل ضمانة لكل الواقع والانتماء العربي، مشيراً إلى أن الأحزاب جاءت إلى سورية لدعم جهودها في محاربة الإرهاب وتحرير أرضها من كل الاحتلالات الموجودة ودعم جهودها في إعادة الإعمار والبناء وفي مواجهة كل تداعيات الحرب الإرهابية التي ساهمت في تدمير البنية التحتية والمقدرات السورية.