“سفر برلك” إلى العرض.. موسم رمضان ٢٠٢٣
أعلنت منصة “شاهد” عن إدراجها مسلسل “سفربرلك” على قائمة عروضها التلفزيونية، لموسم رمضان 2023.
الخبر كان له وقعه المؤثر عند الجمهور، خصوصا وأن المخرج الراحل حاتم علي كان يعمل عليه مع المخرج الليث حجو، إلا أن موت مخرج “التغريبة الفلسطينية”، عام 2020، أوقف المشروع، أو قام بتأجيله، فالمهمة ليست باليسيرة على حجو، رغم أنه من أمهر المخرجين السوريين، ولا بد من تغييرات سيجريها مخرج “الندم”، دون أن يكون لهذه التغييرات، تأثيرها على بصمة حاتم علي، الحاضرة في مزاج “سفربرلك” كمسلسل درامي، وكوثيقة فنية أيضا، على تلك المرحلة وأحداثها.
أحداث “سفربرلك” ليست غريبة على المشاهد المحلي والعربي، فالدراما المحلية تناولت هذه الثيمة عدة مرات، إلا أن أهم تلك الأعمال، وأكثرها حضورا بذاكرة الجمهور، كان مسلسل “أخوة التراب” (حسن م يوسف/ نجدت آنزور، 1996) الذي عرض لأحداث ووقائع صادمة وصاعقة، جرت في “سفربرلك”، ومنها مشهد “الخازوق” الشهير، وهذا ما سيكون سبباً للمقارنة، التي سيجريها المشاهد دون شك، إلا إن الإمكانيات الإنتاجية الضخمة التي وضعت في العمل، سيكون لها ثقلها أيضا في المستوى الفني، ككل، وعلى المستوى التقني، الذي اصبح اليوم من أساسيات الصناعة الدرامية.
و “سفربرلك” هو النفير العام والتأهب للحرب. المرحلة الجحيمية التي بدأت مع “الفرمان” الذي أصدره السلطان العثماني محمد رشاد، في 3 آب 1914، عندما قامت الحرب العالمية الأولى ودخلتها الدولة العثمانية بجانب ألمانيا ضد الحلفاء. الفرمان يعتبر كل شخص، من مواليد ما بين 1869 – 1882، في أراضي الدولة العثمانية من المسلمين وغير المسلمين، مطلوباً للخدمة العسكرية، ويجب عليه الالتحاق بشعب تجنيده من تلقاء نفسه دون انتظارهم التبليغات.
تلك المرحلة القاسية في تاريخ المنطقة العربية، وما جرى فيها من جرائم ارتكبها “العسكر العثماني” في المدن والفرى العربية، أثناء بحثه وملاحقته للفارين من تلك المهلكة، لا زالت حكاياها ماثلة في الأذهان، خصوصا وأنها كانت بمثابة استكمال لمرحلة “الأخد عسكر” التي جرت عام 1886، لكن إعادة تقديمها اليوم، وفي مسلسل تلفزيوني، سيشاهده الملايين، ومنهم الأتراك بطبيعة الحال، له ما له من دلالة، فالدراما التلفزيونية اليوم حمالة رسائل مباشرة وغير مباشرة، والإعلان عن عرض “سفربرلك”، الآن، وعلى الشاشة الأشهر عربياً، والأكثر متابعة، يدل بعمق على التوتر الذي تشهده العلاقات العربية عموماً، مع تركيا، بعد أن شطح الخيال بنظامها السياسي القائم، في قدرته على السيطرة على المنطقة العربية، وما جره ذلك من ويلات في سورية، مصر، السعودية، العراق، وغيرها، والعمل الأنف الذكر، يضع هذا في الحسبان دون شك، خصوصاً وأن الإعلام السعودي، قدم العمل على أنه “ملحمة تاريخية”.
سيناريو “سنوات الحب والحرب” أو “سفربرلك” وضعه عمرو علي (نجل حاتم)، وسيحمل اسم والده مع الليث حجو، في الإخراج، كما سيشارك فيه العديد من نجوم الدراما السورية والعربية، ومنهم: عابد فهد، فادي صبيح، ديمة الجندي، جورج خباز، عبد الرحمن اليماني، وسام فارس، أنس طيارة، محمد بخش، مؤيد الثقفي، خالد يسلم، ميلا الزهراني، هند محمد وغيرهم، وهو من إنتاج مجموعة MBC وسيعرض على شاشة Mbc ومنصة “شاهد”.
تمّام بركات