لاعب ماهر للسلام في الشرق الأوسط
ترجمة: هناء شروف
أثار الإعلان المفاجئ من جانب إيران والسعودية عن اتفاقهما على استئناف العلاقات الدبلوماسية بعد المحادثات التي رعتها الصين في بكين الانتباه إلى جهود المبعوث الصيني الخاص إلى الشرق الأوسط تشاي جون المستمرة لتسهيل حلّ القضية الفلسطينية. وقد أضفى توسط بكين في المحادثات بين طهران والرياض على جهوده الدبلوماسية العادية أهمية محدّدة وعملية. ففي السنوات الأخيرة لم تقترح الصين فقط مبادرة من خمس نقاط لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، بل كان هناك رؤية من ثلاث نقاط لتنفيذ حل للقضية الفلسطينية وربط أقوالها بالأفعال.
ونظراً لحساسية هذه القضايا، فإن العديد من جهود الصين المؤيدة للسلام غير مناسبة بشكل مفهوم للإعلان عنها قبل التأكد من النتائج الملموسة، وكذلك في محاولة لخلق الراحة والمساحة للتبادلات بين الأطراف المتنازعة، وكذلك لمنع بعض التدخلات الخارجية الهادفة لتخريب عملية المصالحة من أجل غاياتها الضيقة.
بعد الحرب العالمية الثانية، وبسبب موارده النفطية الغنية وأهميته الجيوسياسية الاستراتيجية، أصبح الشرق الأوسط ساحة لصراعات القوى الكبرى، وكان النفط السبب الجذريّ لمعاناة السكان المحليين، خاصة وأن المنطقة تعتمد إلى حد كبير على أموال النفط من أجل التنمية.
كانت نهاية حرب العراق في عام 2011 بمثابة بداية انسحاب الولايات المتحدة من البلاد، بالإضافة إلى تحويل انتباهها الشامل من الشرق الأوسط إلى المحيطين الهندي والهادئ، تاركةً وراءها فوضى تسميها واشنطن بوقاحة “الفراغ الاستراتيجي”.
ومع ذلك، فإن التطور القوي لعلاقات الصين مع جميع دول المنطقة تقريباً، خلال العقد الماضي، إلى جانب الفوائد الملموسة التي جناها السكان المحليون من ذلك، يكشف عن مغالطات وادعاءات الولايات المتحدة. فقد أثبتت الصين أنها شريك موثوق وداعم للتنمية المشتركة، حتى إن التصرف كلاعب آخر على الطريقة الأمريكية، وممارسة لعبة ضد دولة ليس من أهداف الصين.
لهذا السبب ترحب المنطقة بأسرها بمساعي المبعوث الخاص تشاي الجارية، وتحظى وساطة الصين بتقدير كبير من قبل جميع أصحاب المصلحة. وينبغي دعم الحوار والتشاور بين دول المنطقة بهدف حلّ نزاعاتها.