في كأس الجمهورية لكرة القدم.. انسحابات بالجملة وإشارات استفهام عريضة؟
ناصر النجار
أعلن اتحاد كرة القدم عن بدء مسابقة كأس الجمهورية يوم السبت القادم من بوابة الدور الأول، حيث ستُقام السبت والأحد والاثنين تسع مباريات في مختلف الملاعب، وكان اتحاد كرة القدم أعلن عن انسحاب 13 نادياً من أصل 53 نادياً ثبت مشاركته عند إغلاق باب التسجيل نهاية العام الماضي، لكن اتحاد كرة القدم سمح لمن لا يرغب بالاشتراك بالانسحاب بسبب كارثة الزلزال، والغريب أن أغلب الفرق المنسحبة لا تنتمي إلى منطقة الزلزال وكأنها وجدتها فرصة وعذراً مشروعاً للهروب من المشاركة، مع العلم أن المشاركة اختيارية لكلّ فرق الدرجتين الأولى والثانية، وهذا يفرض سؤالاً مشروعاً: لماذا تثبت هذه الفرق مشاركتها في الكأس ثم لا تلبث أن تنسحب منه، فعلى أي أساس ثبتت اشتراكها، ولأي سبب انسحبت؟!.
والمشكلة أن الاهتمام بمسابقة الكأس بات ضعيفاً، سواء من الأندية أو من اتحاد اللعبة الذي ينظم المسابقة ويعتبرها ثاني مسابقاته الرسمية، حيث أكد مراقبون أن عدم الاهتمام يتجلّى بتأخير موعد انطلاق المسابقة، فالموسم الماضي كادت المسابقة أن تلغى وأقيمت بموعد متأخر متزامن مع انطلاق الموسم الكروي الجديد، وكأن الموسمين صارا موسماً واحداً، واليوم قد يواجه اتحاد الكرة المعضلة نفسها، خاصة وأنه مرتبك بموضوع الدوري المتأخر والالتزامات الدولية، سواء على صعيد المنتخبات أو الأندية.
الملاحظة المهمّة التي يمكن تسجيلها على الفرق المنسحبة أن بعضها لم يكن انسحابه مبرراً، وخاصة الفرق الكبيرة التي تأهلت إلى الدور الثاني من دوري الدرجة الأولى كالنبك وعفرين وشرطة حماة، فالمشاركة في الكأس فرصة جيدة للاستعداد وإجراء المزيد من المباريات قبل دخول المعركة النهائية المؤهلة إلى الدرجة الممتازة.
أما العجب العجاب فيتمثل بانسحاب أغلب فرق الدرجة الأولى من المسابقة، وكأنها ختمت الموسم مع نهاية الدوري وأغلقت أبواب ناديها واستراحت حتى يعلن عن بداية الموسم الجديد. وهذا كله يدلّ على انعدام أي فكر كروي لدى هذه الأندية، فغيابها عن الساحة الكروية لمدة طويلة يساهم في إضعافها، خاصة وأن لاعبيها سيزحفون نحو الفرق الشعبية ليمارسوا هوايتهم هناك.
بمثل هذه العقلية لن تتطوّر الأندية ولن تتطوّر كرتنا، ولا بدّ من وجود حلول مجدية تصبّ في خانة خروج كرتنا من عنق الزجاجة!.