رياضتنا تستعيد نشاطها في صالات السلة وملاعب كرة القدم بانتظار بقية الألعاب
البعث الأسبوعية- عماد درويش
انقسم الشارع الرياضي في موضوع عودة أو استئناف النشاط الرياضي في كافة الألعاب، بعد مصاب الزلزال الأليم الذي ضرب عدة محافظات الشهر الماضي، وتأثرت به بعض مقرات الأندية والمنشآت الرياضية.
اتحادا القدم والسلة كانا سباقين بإعلان استئناف النشاط لما له من أثر على اللعبتين المحترفتين الوحيدتين في رياضتنا، وبعض الكوادر من اللعبتين اختلفت الآراء فمنهم من وجد أن القرار كان صائباً في حين رأى اخرون أن القرار كان في غير محله، خاصة وأن الوضع العام للأندية لا يبشر بالخير في ظل الضائقة المالية التي تعيشها يضاف إليها العقوبات المتكررة التي يفرضها الاتحادان (القدم والسلة) سواء على اللاعبين والإداريين، أو بحق الأندية أو الجماهير لأسباب متعددة، أبرزها الشغب والتعدي على الحكام وغيرها، مع العلم أنه تم إلغاء جميع العقوبات الانضباطية المالية التي تم اتخاذها من قبل الاتحادين، لكن ما إن عاد دوري السلة للفئات العمرية الصغيرة حتى بادر الاتحاد لفرض عقوبات قاسية بحق بعض اللاعبين والكوادر ضارباً بقراراته السابقة عرض “الحائط”.
موسم استثنائي
كما أسلفنا البعض رأى أنه لابد من استئناف النشاط الرياضي، لأن الحياة ستستمر واستمرارها يكتمل باستعادة النشاط الرياضي والاجتماعي، سّيما وأن معظم اللاعبين يعتمدون في مصدر رزقهم على ممارسة الرياضة، ولا يوجد لديهم مورد أخر، وفترة التوقف الاجبارية أضرت بهم حيث طالبوا القيادة الرياضية بضرورة إيجاد الدعم الكافي لعودة الحياة لملاعبنا وصالاتنا فبدون الدعم لن يكون للرياضة أي فائدة.
على الجانب الأخر رأت بعض الكوادر أن الظرف استثنائي وبناء عليه يجب إيقاف النشاط الرياضي هذا الموسم، خاصة وأنه سبق وأن تم إلغاء كافة النشاطات منذ ثلاث سنوات (أيام فيروس كورونا) فالوضع العام لا يوحي بأن استئناف النشاط سيكون جيداً، فمعظم أراضي الملاعب لا تصلح لمباريات دوري كرة القدم، وصالات السلة ومقرات الأندية أصبحت مراكز لإيواء المتضررين من الزلزال، كل ذلك من شأنه أن يؤثر على المستوى الفني وبالتالي على المشاركات الخارجية ويؤدي لتحقيق نتائج سلبية في البطولات التي نشارك بها، ويؤدي إلى تراجع تصنيفنا الدولي في كرتي “القدم والسلة” الذي هو بالأساس متراجع نظراً للنتائج السلبية التي حققتها كافة منتخباتنا في البطولات التي شاركت بها مؤخراً.
اتحادات غائبة
بقية اتحادات ألعاب الكرات غائبة كلياً على الساحة الرياضية لأسباب عديدة منها عدم استقلالها مالياً، وارتباطها بالاتحاد الرياضي العام الذي يعيش أسوأ مرحلة خاصة مالياً، والبعض من الاتحادات يعاني من مشاكل فنية وإدارية، فاتحاد كرة الطائرة لم يُعتمد تشكيله من قبل المكتب التنفيذي، بانتظار ما آلت إليه الانتخابات “الجديدة” بعدما توصل أعضاء الجمعية العمومية لاختيار رئيس جديد للاتحاد لقيادة دفة اللعبة للسكة الصحيحة في الفترة المقبلة، وفي حال الفشل مرة أخرى فإن اللعبة في طريقها للإندثار.
وهناك اتحادات لم يعد لديها القدرة على استكمال الدوري أو أي نشاط محلي آخر مثل اتحاد كرة اليد، في حين نجد أن اتحاد كرة المضرب وكرة الطاولة لا يعنيه إقامة النشاط المحلي، وهمه المشاركة في البطولات الخارجية فقط، أما الألعاب (الفردية والقوة) فيتفاوت نشاطها حسب همة وحيوية أعضاء الاتحاد.
حاجة ضرورية
رئيس نادي الجيش العميد نزار اسماعيل أكد لـ”البعث الأسبوعية” أن الرياضة تشكل جانباً مهماً لدى هيئة الاعداد البدني في الجيش والقوات المسلحة، باعتبارها عنصر من عناصر الإعداد البدني والذهني والنفسي، وأن حسن الأداء في العمل لابد أن يأتي من إنسان لائق بدنياً وذهنياً وهو ما تحققه الرياضة، مضيفاً أن إدارة النادي تواصل اهتمامها بالرياضة كنشاط رئيس تبرز من خلاله قدرة لاعبينا وأبطالنا على حسن الأداء ليحققوا من خلاله البطولات والإنجازات.
وشدد إسماعيل على أن إدارة النادي مع عودة النشاط الرياضي بكافة أشكاله كون معظم اللاعبين يعتبرون الرياضة مصدر رزق لهم، إضافة إلى عودة الجماهير لمتابعة المباريات التي تعتبر المتنفس لهم فالرياضة ليست نشاطاً زائداً على الحاجة ولكنها أسلوب حياة.
ولفت رئيس نادي الجيش إلى النشاط الرياضي يجب أن يشمل جميع الألعاب قريباً، مضيفاً: ما شاهدته مؤخراً في بطولة الجمهورية للقوة البدنية التي أقيمت مدينة معضمية الشام والحضور الرائع من كافة الرياضيين والجماهير دليل على أن رياضتنا ما زالت تنبض بالحياة.
التأجيل هو الحل
أما مدرب كرة السلة إياد عبد الحي فأشار إلى أن عودة النشاط بكافة الفئات سلاح ذو حدين، موضحاً: من وجهة نظري كنت أتمنى أن يتم تأجيل الدوري هذا الموسم، أو إيقافه نهائياً لعدم تحقيق الفائدة المرجوة منه فالصالات معظمها غير جاهزة خاصة الصالات البديلة للرئيسية التي تحولت لتكون مراكز إيواء حالياً، ووضع اللاعبين غير مستقر فهم وبعد فترة التوقف بحاجة لإعادة تأهيل فني وبدني من نقطة الصفر، وإدارات الأندية صناديقها المالية خاوية “باستثناء ناد أو اثنين” وأغلب اللاعبين لم يتقاضوا رواتبهم منذ ستة أشهر، فكيف سيلعبون الدوري وهم لا يملكون أجرة الوصول للتدريب أو للصالة للعب مباريات الدوري.
وأضاف عبد الحي: كون الظرف استثنائي كنت أتمنى أن يتم التأجيل، وبدلاً من دفع مبالغ مالية كبيرة من الأندية حيث سيصل الرقم لأكثر 500 مليون ليرة من ضمنها التعاقد مع لاعبين أجانب، أن يتم تحويل تلك المبالغ للأهالي الذين هدمت بيوتهم بسبب الزلزال، خاصة وأن طريقة إقامة الدوري غير صحيحة وستضر باللعبة واللاعبين.