فوضى في أسواق ريف دمشق.. و”دوريات حماية المستهلك” متهمة بمحاباة كبار التجار!
مع الأيام الأولى لشهر رمضان، شهدت أسواق محافظة ريف دمشق فوضى بالأسعار مترافقة مع حالات استغلال من قبل عديد التجار الذين استبقوا حلول الشهر الفضيل بأسابيع ليرفعوا أسعار منتجاتهم مستغلين الظروف الاقتصادية.
“البعث” جالت في بعض أسواق ريف دمشق، واستطلعت آراء أصحاب المحلات والتجار الذين اعتبروا أن صعوبة الحصول على المواد وارتفاع سعر الصرف وتحكم المنتجين الكبار أثرت بشكل جليّ على ارتفاع الأسعار، موضحين أن البيع بالسعر النظامي وفق النشرة التسعيرية المحدّدة يسبّب خسارة للبائع، وفي حال تقاضي زيادة ستكون كبيرة ومخالفة للائحة الأسعار المحددة، ما حدا بهم إلى عدم استجرار مواد تشهد ذبذبة وعدم استقرار سعري لها، حسب تأكيداتهم.
في المقلب الآخر، أكد مواطنون أن أحد أهم أسباب ارتفاع الأسعار هو تحكم التجار بالأسواق وأسعارها نتيجة غياب الرقابة وقصور عمل مديريات حماية المستهلك وفساد بعض العاملين فيها، متهمين بعض مراقبي التموين بالتواطؤ مع التجار من خلال “قبض المعلوم”!
اللافت في هذا السياق أن هذه الاتهامات لم يخفها أصحاب المحال ولاسيما الصغيرة منها، معتبرين أن ما يتمّ دفعه سيتم تعويضه من جيب المواطن من خلال رفع سعر المادة، كما أنهم يعتبرون أنفسهم أيضاً ضحية محاباة دوريات الرقابة للتجار الكبار والمنتجين وأصحاب المعامل على حساب الأسواق الشعبية، وفق رأيهم، مؤكدين وجود انتقائية في عمل دوريات حماية المستهلك عبر غضّ الطرف عن التجار الكبار، وهنا يؤكد مصدر مطلع أن نسبة الضبوط المنظمة والمحولة للقضاء أغلبها عائدة لمحال صغيرة مقابل ندرة الضبوط المنظمة بحق كبار التجار وأصحاب الشركات والمعامل!
بدوره اعتبر مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بريف دمشق نائل اسمندر أن عمل المديرية اليومي يدحض ذلك، مؤكداً أن دوريات الرقابة تقوم بدورها على أكمل وجه بغضّ النظر عن صاحب المخالفة، فهي تنظم الضبوط بشكل يومي أينما وجدت المخالفة محال صغيرة أم كبيرة أو معامل.
وأوضح اسمندر أنه منذ أيام قليلة ضبطت عناصر الرقابة معملاً للمواد الغذائية والمعكرونة ونظمت بحقه الضبط اللازم نتيجة مخالفة المواصفات، إضافة إلى مخالفات بملايين الليرات لمحطات وقود، مشيراً إلى أن عمل المديرية لا يتجزأ بين صغير وكبير، فلا يمكن التساهل مع مخالفات معتمدي الخبز مثلاً ولا تجاهل شكاوى المواطنين على المحال التجارية في أسواق المحافظة بكافة تصنيفاتها، مبيناً أن دوريات الرقابة بريف دمشق ضبطت محطة محروقات في القطيفة بمخالفة التصرف باحتياطي البنزين المدعوم في المحطة وغرم بمبلغ ١١,٨١٨,٨٠٠ ل.س وضبط بحق محطة محروقات في عدرا بمخالفة النقص بالكيل، وضبط ٩ مخابز تموينية في الرحيبة وعدرا وعرطوز وقطنا وحفير الفوقا وزملكا بمخالفات سوء صناعة الخبز وعدم التقيد بأوقات العمل وعدم وجود لوحة مع ضبط ٢٠ معتمداً للخبز لمخالفتهم التعليمات المفروضة والامتناع عن تسليم المخصصات وبلغت قيمة التغريم ٨٩,٦١٠,٥٦٠ ل.س، إضافة إلى ضبط ٣ معامل كونسروة وعصير بمخالفة إنتاج وطرح مواد مخالفة للمواصفات القياسية السورية و٧٦ ضبطاً لمحلات مختلفة بمخالفة عدم الإعلان عن الأسعار وعدم إبراز فواتير والبيع بسعر زائد وبلغت قيمة التغريم ١١,٦٠٠,٠٠٠ ل.س.
وشدّد اسمندر على عدم التساهل مع أي مخالف من أصحاب الفعاليات مهما كان نوع المخالفة، مع متابعة حركة الأسواق من حيث السعر والجودة في المواد وتوفرها ومواصفاتها واتخاذ أشد الإجراءات بحق المخالفين وإغلاق كل فعالية مخالفة، سواء في السعر أو المواصفة.
علي حسون