العواني: ما أحوجنا إلى أخلاق مسرحية لتغيير وتفسير العالم
أمينة عباس
يحتفل المسرحيون اليوم 27 آذار في جميع أنحاء العالم بيوم المسرح العالمي، هذا الفن النبيل الذي ما زال يصارع لتبقى أنواره مضيئة على الرغم من كلّ الظروف الصعبة المحيطة به وبالعاملين فيه لإيمان الشغوفين به وبرسالته ودوره في المجتمعات، ومنهم المسرحي تمّام العواني الذي يقول في حوار مع “البعث”: “ما أحوجنا اليوم إلى أخلاق مسرحية لتغيير وتفسير العالم”، داعياً الجميع بهذه المناسبة لجعل المسرح العربي مدرسة أخلاق.
محكومون بالأمل
ويوضح العواني أنه في هذا اليوم لا يستطيع إلا أن يتوقف عند كلمة سعدالله ونوس الرائعة الذي وصف فيها هذا الفن خير توصيف حين قال “هو حوار متعدّد مركب وشامل، حوار بين الأفراد وبين الجماعات.. المسرح هو أكثر من فن.. إنه ظاهرة حضارية مركبة سيزداد العالم وحشة وقبحاً وفقراً لو أضاعها أو افتقر إليها، ومهما بدا الحصار شديداً والواقع محبطاً فإنني متيقن أن تضافر الجهود والإرادات الطيبة سيحمي الثقافة ويعيد للمسرح ألقه ومكانته.. إننا محكومون بالأمل، وما يحدث اليوم لا يمكن أن يكون نهاية التاريخ”.
تحية للكبار
ويتذكر الفنان تمام العواني في هذا اليوم أساتذة كباراً تعلم منهم الكثير، وكان من حسن حظه أنه التقى بهم أمثال: فواز الساجر ونديم معلا محمد ومحمد سعيد الجوخدار ومانويل جيجي وأسعد فضة وعلي عقلة عرسان وعدنان جودة وأيمن زيدان ود. عجاج سليم وزيناتي قدسية وممدوح عدوان وجواد الأسدي وعبد الفتاح قلعه جي ووليد فاضل ونور الدين الهاشمي ومحمد بري العواني، مشيراً وهو الذي بدأ العمل في المسرح عام ١٩٧٨في مسرح الهواة بحمص إلى أن المسرح في هذه المدينة كان مزدهراً قبل الحرب من خلال الأعمال الكثيرة التي كانت تقدمها فرق مسرحية كثيرة، ويؤسفه أن الحرب أثرت كثيراً على هذه الفرق المسرحية، إلا أنه يؤكد أنه كان لدى الجميع إصرار على بثّ الروح فيها بالحب والتعاون والإرادة القوية، وقد بدأت تستعيد هذه الفرق عافيتها بتقديم عروض جيدة وحضارية بهمّة شباب واعدين، وهي عروض تليق بالجمهور الذي عاد أيضاً إلى المسرح.
المونودراما
احتلت المونودراما حيّزاً كبيراً من تفكير تمام العواني وأصبحت هاجساً بالنسبة له، مخرجاً وكاتباً وممثلاً. وأكد العواني أن المونودراما فن صعب بحاجة إلى نصّ جيد ومخرج متمكن يعرف العملية الإبداعية جيداً لهذا النوع من المسرح، والأهم وجود ممثل متمرس يمتلك أدواته، لأن المونودراما منزلق خطر برأيه، فهي تغوي الممثل الذي يظنّ ويتوهم أن باستطاعته تقديم عمل مونودرامي، وهو قد لا يملك أي شرط من شروطها، والأهم أنه سيقابل الجمهور وحده وهي مسؤولية كبيرة، فإن لم يكن يمتلك أدواته بشكل جيد سترميه المونودراما في حفرة عميقة لا يمكن الخروج منها، منوهاً بأن المونودراما بحاجة إلى شراكة مهمّة بين مؤلف وممثل ومخرج متمكن، وبهذه الشراكة يمكن أن يقدم الممثل عملاً جيداً يلاقي استحساناً من قبل المتفرج، موضحاً أنه قبل أن يغامر بتجربة المونودراما كان قد وقف كممثل مع الفرق المسرحية لأكثر من ثلاثين عرضاً مسرحياً وشاهد عروضاً كثيرة في مجال مسرح المونودراما حتى تجرأ أن يقدم على هكذا نوع من المسرح الصعب والذي يحتاج إلى صبر طويل.
لماذا نحتفل بيوم المسرح؟
شرع تمام العواني من خلال تجربته المسرحية في كتابة بعض النصوص المسرحية التي قام بتمثيلها وإخراجها وقام بطباعة عدة كتب، منها كتابان من منشورات اتحاد الكتّاب العرب، الأول بعنوان “حكايات تعرفونها” وهي مجموعة مسرحيات مونودرامية، والثاني بعنوان “قناديل حالمة” ثم أصدر كتابه الثالث عن الهيئة العامة السورية للكتاب وحمل عنوان “آخر ليل نهار” والرابع عن اتحاد الكتّاب العرب بعنوان “نصوص مالحة”، وكانت هذه الكتب التي ضمّت مجموعة من المسرحيات خلاصة لتجربته المسرحية خلال أربعين عاماً من الوقوف على خشبة المسرح ممثلاً ومخرجاً، مبيناً أنه اليوم وبمناسبة يوم المسرح العالمي سيلقي محاضرة في اتحاد الكتّاب العرب بحمص بعنوان “لماذا نحتفل بيوم المسرح؟”.