باتروشيف: واشنطن تستخدم مختبراتها البيولوجية العسكرية لتدمير الدول المعارضة لها
موسكو – تقارير:
اعتبر سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف أن الولايات المتحدة انخرطت في مغامرات وخطط جيوسياسية أنستها مشاكلها الخاصة، محذراً واشنطن من أزمة مالية كبيرة ستواجهها قريباً.
وقال باتروشيف في مقابلة مع صحيفة “روسيسكايا غازيتا” اليوم: “إن الولايات المتحدة في طريقها للتخلف عن سداد ديونها التي تجاوزت 31.5 تريليون دولار”، معرباً عن ثقته باستحالة استمرار عمل النموذج المالي الأمريكي غير المنضبط، والذي يحاول حل أي مشاكل اقتصادية من خلال إصدار الأموال.
ولفت باتروشيف إلى أن الولايات المتحدة انخرطت في الألعاب الجيوسياسية لدرجة أنستها مشاكلها الخاصة، مبرزاً بهذا الصدد العداء المتزايد بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وارتفاع حدة التناقضات بين مختلف المؤسسات المالية والشركات الدولية التي لا تهتم إلا برأسمالها، ولا تأبه برفاه الولايات المتحدة وشعبها.
ورأى باتروشيف أن النزعة الاستهلاكية للأمريكيين، ستلعب دوراً مهما في انهيار الولايات المتحدة، مشيراً إلى أنه في الوقت الذي تستخدم فيه الولايات المتحدة مختبراتها البيولوجية العسكرية لإنتاج فيروسات جديدة لتدمير شعوب الدول المعارضة لها، فإن المدن الأمريكية التي كانت نظيفة في السابق تغرق في الوحل والقمامة الآن.
وأشار باتروشيف إلى أن واشنطن شرعت بالتخطيط لإنشاء حلف “الناتو الآسيوي”، بهدف كبح الدول المستقلة وتحويلها إلى كتلة عدوانية جديدة موجهة ضد روسيا والصين.
وشدد باتروشيف على أن “روسيا كانت مدافعة تاريخياً عن سيادة أي دولة أو شعب لجأ إليها طلبا للمساعدة”، مشيراً بهذا الصدد إلى أن قادة أمريكا اللاتينية لا يخفون إدراكهم للدور التدميري الذي لطالما لعبته الولايات المتحدة، والذي انتشر على نطاق أوسع الآن، مبدياً الثقة بأن تستعيد هذه الدول أراضيها المسروقة عاجلاً أم آجلاً.
ولفت باتروشيف إلى أن واشنطن اكتسبت مكانتها كقوة عظمى من خلال اقتصادها القائم على الاستيلاء على الأراضي والموارد واستغلال الشعوب والاستفادة من المشاكل العسكرية للدول الأخرى، متوقعاً أن تؤدي هذه الأسس الضعيفة إلى تفكيك الولايات المتحدة عاجلاً أم آجلاً.
ومن جانب آخر اعتبر باتروشيف أن انهيار الاتحاد الأوروبي أصبح قاب قوسين أو أدنى، وأن الأوروبيين لن يتسامحوا مع الاتحاد الذي شن حرباً مفتوحة مع روسيا، متناسياً المصالح الوطنية للدول الأعضاء فيه.
كذلك أكد باتروشيف أن حلف شمال الأطلسي (الناتو) حوّل أوكرانيا إلى معسكر حربي كبير من أجل تحقيق هدفه الرئيسي المتمثل في هزيمة روسيا، وتمزيقها إرباً إرباً.
وقال باتروشيف في لقاء مع صحيفة روسيسكايا غازيتا: إن “دول الناتو تعتبر طرفاً في الصراع الأوكراني بشكل واقعي، فقد جعلوا أوكرانيا معسكراً حربياً كبيراً من خلال إمداد جيش البلاد بالأسلحة والذخيرة، وتقديم معلومات استخبارية له باستخدام مجموعة من الأقمار الصناعية، وعدد كبير من الطائرات دون طيار في محاولة لإطالة أمد المواجهة العسكرية لأطول فترة ممكنة، خدمة لهدفهم الرئيسي في دحر روسيا في ساحة المعركة ثم تقطيع أوصالها”.
ولفت باتروشيف إلى أن الولايات المتحدة ومع إعلانها شعارات ديمقراطية، ودفاعها عن حرية التعبير ظاهرياً، إلا أنها أكثر الدول انتهاكا لسيادة البلدان الأخرى فهي الديكتاتور الرئيسي في العالم، وأكثر دولة شنت حروباً وأطلقت العنان لها حول العالم.
وبين باتروشيف أن سياسة الولايات المتحدة الخارجية تصنعها الشركات الكبرى التي تخلق بؤر التوتر في جميع أنحاء العالم مقابل أرباحها التي تقدر بمليارات الدولارات، مشيراً إلى أنه “إذا قررت الولايات المتحدة حقاً التحرك نحو الديمقراطية والتوقف عن إذلال حلفائها فإننا نرحب بذلك”.
واعتبر باتروشيف أن “قمة الديمقراطية” الثانية التي تنظمها واشنطن في الـ 30 من آذار الجاري ليست إلا محفلاً آخر يصب في مصلحة نظام عالمي يفترض أن تكون الولايات المتحدة في مركزه دائماً، حيث ستعلن واشنطن نفسها مجدداً المدافع عن القانون الدولي، وأنه يجب على بقية دول العالم أن تتبع قواعدها، فيما سيتهم الخصوم الجيوسياسيين عمدا بارتكاب جرائم حرب وفساد، وستغض الطرف عن أعمال الإبادة الجماعية والاحتيال المالي الحقيقية التي ارتكبت بموافقة البيت الأبيض.
وأضاف باتروشيف: إن واشنطن تستخدم الديمقراطية كغطاء لتجاهل حقوق المواطنين الأمريكيين، وتضليل شعبها، وسط الأزمة الممنهجة التي تعصف بهم.
من جهته، أكد مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف أنه على نظام كييف التعهد بعدم قصف محطة زابوروجيه النووية، معتبراً أن هذا النظام ليس جاهزاً اليوم لإعلان ذلك.
وقال أوليانوف: “الشيء الوحيد المطلوب من كييف هو التأكيد أنها لن تقصف محطات الطاقة النووية مثلما فعلت مرات عديدة في الماضي وحتى اليوم فإن الأوكرانيين ليسوا جاهزين لتأكيد مثل هذا الشيء البسيط”.
ولفت إلى أن الجانب الأوكراني يحاول تحويل الحديث إلى مواضيع أخرى ويتحدث عن نزع السلاح وإنهاء الاحتلال في وقت يجب عليه ببساطة التعهد بعدم قصف محطة زابوروجيه النووية، والتمسك به في المستقبل.
وتعد محطة زابوروجيه النووية أكبر محطة نووية في أوروبا من حيث عدد الوحدات وقدراتها وتقوم القوات الروسية بضمان الأمن لهذه المحطة منذ آذار الماضي، فيما تواصل القوات الأوكرانية قصف مدينة إينيرغودار والقرى والمناطق المجاورة للمحطة.
وفي سياق آخر، أكدت وزارة الخارجية الروسية أن مسؤولي الغرب يعتمدون أسلوب النفاق بادعائهم القلق على الأطفال الذين أجلتهم روسيا من مناطق القتال في أوكرانيا، فيما يتعرض الأطفال الأوكرانيون الذين توجهوا إلى أوروبا لانتهاكات تصل إلى حد الاستغلال الجنسي.
وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا على قناة تلغرام: “الأطفال الذين وجدوا أنفسهم في أوروبا بعد إجلائهم من أوكرانيا يواجهون التهميش في مظاهره المختلفة وحتى أنهم يتعرضون للاستغلال الجنسي”.
وأوضحت زاخاروفا أن تصريحات مسؤولين في الاتحاد الأوروبي وتحديداً في السويد أكدت هذه الحقائق، حيث وجدت المديرة العامة لإدارة الدولة للحماية الاجتماعية أوليفيا فيجزيل نفسها مجبرة على توجيه تحذير لجميع اللاجئين بضرورة تسجيل أنفسهم لدى الوكالة الوطنية للمهاجرين.
وتابعت زاخاروفا متسائلة: “لماذا يتوجب على الأطفال فعل ذلك؟ بالطبع كي لا يصبحوا ضحايا للاستغلال”.
وأضافت: إن مشهداً مماثلاً لوحظ في فرنسا إحدى الدول التي تلقى شعبية كبيرة لدى اللاجئين الأوكرانيين، حيث اشتكى المحافظ جوزيف زيميت في مقابلة مع لوموند من أنه لا يملك أدنى فكرة عن مكان قرابة مئة ألف أوكراني.. وأن نصف اللاجئين ببساطة فقدوا أي أن السلطات الفرنسية ليس لديها أي فكرة عن مكانهم وماذا يفعلون وكيف يعيشون بعد اجتيازهم الحدود وكأنهم ببساطة ضاعوا في الزحام.