الفنان فؤاد نعيم.. وداعاً
البعث الأسبوعية- رفعت الديك
ودع فنانو محافظة السويداء الفنان التشكيلي فؤاد نعيم الذي رحل عن عمر يناهز ٦٨ عاماً بعد معاناة من المرض لتفقد الحركة التشكيلية السورية برحيله أحد روادها البارزين وتفقده صخور البازلت التي بادلها وبادلته الحب بالحب والشموخ بالشموخ.
وجسد الراحل نعيم وهو من مواليد السويداء عام 1955 من خلال منحوتات التراث الفكري والتاريخي والشعبي، وطوع البازلت إلى أعمال غنية بالرموز والتعابير زينت بعضها عدداً من الحدائق والساحات العامة في السويداء، كما قدم أعمالاً فنية بأحجام مختلفة وخامات متنوعة.
أمضى الراحل حياته متبحراً بالتراثِ الفكريِ والتاريخيِ والشعبي طوعَ البازلتِ بأصنافه الثلاثة حتى نطق التاريخ وحضارة الإنسان بفن راقي تقلد ريادتها لتزين أعمالهِ ساحات الوطن بين تخليداً للنضال وللبطولة وترسيخاً للفن وأهله.
يقول رئيس فرع اتحاد الفنانين التشكيليين في السويداء الفنان حمد عزام: إن الحركة التشكيلية في سورية والسويداء فقدت برحيل الفنان نعيم أحد روادها، حيث جسد خلال مسيرته الفنية الغنية التراث الفكري والتاريخي والشعبي، وطوع البازلت في أعمال نحتية غنية بالرموز والتعابير زين بعضها عدداً من الحدائق والساحات العامة في المحافظة.
ولفت عزام إلى أن الفنان الراحل كان عضواً في اتحاد الفنانين التشكيليين في سورية، وعضواً في المكتب الفرعي للاتحاد في المحافظة، ولديه أكثر من مئة عمل نحتي بحجوم مختلفة وخامات متعددة أهمها البازلت، منها عمل نصبي في مدينة “شهبا”.
وتنوعت أعماله بين البورتريه وأخرى تعكس التراث والمرأة، كما نشاهد فيها حضوراً لقصائد وأشعار نزار قباني مجسداً فيها الأنثى بكل ما تعنيه من جمال وانتماء وشموخ وعاطفة، واتسمت أعماله بجمالية تعكس في كل منها قصة وتاريخاً باقياً في الذاكرة، ما يعكس حسه وأسلوبه الفني المتميز، أثرى خلال مسيرته الفنية الغنية التراث الفكري والتاريخي والشعبي، وبين عزام أن الراحل رهن حياته للعمل الفني والإبداعي والتربوية وترك خلفه عشرات الأعمال النحتية التي أبدع الفنان السوري معظمها من خامة البازلت، حيث ملأت أعماله ساحات وشوارع مدينة السويداء، وأغنت موضوعاته النحتية تراثنا وأصالتنا ونضال أهلنا من خلال أعماله ونصبه التذكارية وصمم ونفذ ما ينوف عن عشرين ديكوراً سينوغرافياً للعروض المسرحية، كما شارك في ملتقيات النحت الدولية في جلجلة وسيع وملتقى وزارة التربية.
الصحفي رياض نعيم بين أن أعمال الراحل خلال مسيرته الفنية جسدت مدى محبته لوطنه وأرضه حيث حمل الهم الوطني في كل تفاصيل أعماله التي أغنت الحركة الفنية والمحافظة على حالتها المتميزة على الصعيد الوطني والعربي.
شارك الراحل في العديد من المعارض كان أولها عام 2001 وكان معرض فردي في صالة الشعبِ في دمشق والمعرض الثاني كان في عام 2004 في نفس الصالة والمعرض الثالث في المركزِ الثقافي في السويداء والأول ضم 35عمل نحتياً والثاني 30 عمل والثالث كذلك والحجم في الأعمال كانت طبيعية أو من نصف الحجم الطبيعي بأحجام كبيرة أما بالنسبة للمسرح صنع ديكورات لبعض المسرحيات حتى أصبح لديه 25 عمل ديكور مسرحي وقدْ حصد منْ خلالهمْ عدة جوائز مثل جائزةِ ديكورِ مسرحيةِ “الديكتاتور” التي عرضتْ في مهرجان الرقة وجائزة الدرع.
والفنان فؤاد نعيم خريج قسم النحت في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق عام 1981 أقام عدة معارض فردية في السويداء ودمشق، شارك في معارض جماعية داخل سوريا وخارجها كما شارك في ملتقى النحت الدولي الأول في سيع 2008 والملتقى الثاني في تل جنجلة 2009 وله العديد من المعارض الفردية في النحت ورسم الكاريكاتير بالسويداء ودمشق وهو متزوج من التشكيلية ناديا نعيم ولديه ثلاثة أبناء.