بوتين: العلاقات بين روسيا وبيلاروس ذات طبيعة تحالف حقيقي
موسكو – نيويورك – سانا:
أكد الرئيس فلاديمير بوتين أن العلاقات بين روسيا وبيلاروس تتسم بطابع خاص متميز، وهي ذات طبيعة تحالف حقيقي، ومكونها المهم هو التعاون التقليدي في المجالين العلمي والتكنولوجي.
ونقل موقع روسيا اليوم عن بوتين قوله في رسالة وجهها اليوم إلى مؤتمر العلماء الشباب في روسيا وبيلاروس، وتلاها السفير الروسي في مينسك بوريس غريزلوف: “إنه أمر رمزي أن ينعقد هذا المؤتمر عشية يوم الوحدة بين شعبي روسيا وبيلاروس الذي يعتبر عيدنا المشترك، ويجسد علاقات الصداقة الأخوية التي تعود إلى قرون بين الروس والبيلاروس، ويوحد قيمهم الروحية”.
وأضاف بوتين: “تم في الآونة الأخيرة إنجاز الكثير في اتجاه التعاون في المجال العلمي والتكنولوجي، وتعمل فرق البحث المختلطة بشكل فعال، ويجري تطوير مشاريع بحثية مشتركة واعدة، ويتم تبادل الخبرات المهنية بشكل منهجي من خلال المراكز الأكاديمية الرائدة”.
وأشار بوتين إلى أهمية جذب العلماء الشباب إلى الشراكة بين روسيا وبيلاروس، لأن العلماء الشباب هم الذين سيحددون مستقبل العلوم الروسية والبيلاروسية لعقود قادمة.
بدوره، أكد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن تحقيق أهداف العملية العسكرية الخاصة بالطرق السياسية والدبلوماسية في حالة أوكرانيا أمر مستحيل.
وقال بيسكوف للصحفيين اليوم: إن “أهداف روسيا لا يمكن تحقيقها بطرق سياسية ودبلوماسية حالياً، لذلك تبقى الطرق العسكرية.. أي من خلال تنفيذ عملية عسكرية خاصة”.
وأضاف بيسكوف: إن “الشيء الرئيسي بالنسبة لروسيا هو تلبية متطلباتها، ومنها ضمان سلامة الناس في المناطق الجديدة من روسيا، وضمان أمن روسيا ككل”.
وكان بيسكوف قال في وقت سابق إن إمداد أوكرانيا بأسلحة بعيدة المدى من شأنه رفع مستوى النزاع إلى درجة نوعية جديدة لا تبشّر بالخير إزاء الأمن لعموم أوروبا.
من ناحيتها، جددت وزارة الخارجية الروسية التأكيد أن قيام حلف شمال الأطلسي “الناتو” بإمداد النظام الاوكراني بالأسلحة لن يسهم في حدوث تحول على أرض المعركة، وإنما فقط يؤجج الأزمة ويقوض فرص السلام.
وقالت عضو الوفد الروسي في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا يوليا جدانوفا خلال الجلسة العامة لمنتدى المنظمة: “إن إمداد أوكرانيا بالمزيد من الأسلحة لن يشكل نقطة تحول للغرب في ساحة المعركة لكنه سيطيل أمد الصراع كما يؤدي إلى استنزاف الاقتصادات الأوروبية، والتسبب في أضرار أكثر جسامة بالقدرات الدفاعية للدول الأعضاء في حلف الناتو”، مشددةً على أنه يتوجب على النخب “عبر الأطلسي” أن تدرك حقيقة أن سياساتها تضاعف مخاطر نقل الصراع الأوكراني إلى أوروبا وصولاً إلى صدام مباشر بمشاركة القوى النووية في نهاية المطاف.
من جانبه، كشف نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل غالوزين عن احتمال نقل الغرب مجموعات تخريب من أوكرانيا إلى بيلاروس، للإطاحة بالقيادة البيلاروسية الحالية.
وقال غالوزين في تصريح له اليوم وفق وكالة تاس: “إن الخارجية الروسية لا تستبعد هذا الاحتمال من الدول الغربية نتيجة التعاون العسكري بين مينسك وموسكو”، لافتاً إلى أنه في الأشهر الأخيرة اشتدت تصريحات ممثلي التشكيلات القومية البيلاروسية الذين يقاتلون إلى جانب القوات الأوكرانية في دونباس، بدعم من سلطات كييف والغرب والتي تشير بصراحة إلى أنهم يخططون في المستقبل لاستخدام خبرتهم القتالية للإطاحة بالقيادة البيلاروسية الحالية.
ودعا غالوزين هيئات الأمن والمخابرات البيلاروسية إلى أخذ هذه المخاطر بعين الاعتبار بشكل كامل، وكذلك صد كل الاستفزازات المستهدفة والغزو الشامل للعدو في أراضي الجمهورية إذا لزم الأمر.
إلى ذلك، أكد نائب المندوب الدائم لروسيا الاتحادية لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي أن الصراع في أوكرانيا بعيد عن التوصل إلى حل سلمي، بسبب عدم وجود جهود دبلوماسية من الدول الغربية التي تزود كييف بالمساعدة العسكرية.
وقال بوليانسكي في تصريح له: “أعتقد أننا بعيدون جدا عن التوصل إلى السلام في هذه المرحلة، بسبب عدم وجود جهود دبلوماسية جدية من جانب الدول الغربية.. الشيء الوحيد الذي يقومون به هو توريد الأسلحة وإشعال الصراع، لذلك من الصعب الحديث عن أي جهود سلام معنوية وإمكانية تحقيقها في هذا العام”.
وأضاف بوليانسكي: إن روسيا مستعدة للمشاركة في مناقشات جادة حول كيفية تحقيق أهداف عمليتها العسكرية الخاصة من خلال وسائل أخرى ولكن نظراً لعدم وجود رغبة من الغرب في مناقشة هذا الأمر، يتعين على موسكو المضي قدماً بشكل عسكري.
من جهة ثانية أشار بوليانسكي إلى أن إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن خطط لنشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا جاء رداً على خطط المملكة المتحدة تزويد الجيش الأوكراني بقذائف مصنوعة من اليورانيوم المنضب، مشدداً على أنه لم يتم اتخاذ أي خطوات ملموسة حتى الآن لنقل الأسلحة النووية التكتيكية الروسية إلى بيلاروسيا فيما سبق للولايات المتحدة أن نشرت أسلحة نووية في الأراضي الأوروبية منذ عقود، وتجاهلت شكاوى روسية بهذا الشأن وبالتالي فإن الخطوة التي تنوي القيام بها روسيا تتوافق مع ما فعلته الولايات المتحدة منذ زمن طويل.
من جانب آخر وفي سياق المفاوضات بين الجانب الروسي ونظام كييف أعلنت مفوضة حقوق الإنسان في روسيا تاتيانا موسكالكوفا عن لقاء جرى بين موظفي مكتبها ونظرائهم من مكتب مفوض حقوق الإنسان في البرلمان الأوكراني دميتري لوبينيتس في شهر آذار الجاري بمدينة جنيف، حيث تبادلوا قوائم الأسرى وجرت محادثة جوهرية.
وقالت موسكالكوفا في مقابلة مع سبوتنيك: إنه “على الرغم من حقيقة أن الجانب الأوكراني بدأ العمل على استبعاد المفوض الروسي من الشبكة الأوروبية للتحالف العالمي لمفوضي حقوق الإنسان إلا أنه يواصل طرح تساؤلاته” مضيفة: بما أن الأسئلة تتعلق بمصير الناس فلا شيء أهم من مصير الإنسان.. مبادئ الرحمة يجب أن تكون فوق الطموحات السياسية والانزعاجات الشخصية.
وأشارت مفوضة حقوق الإنسان إلى أنه نتيجة لاجتماع جنيف الأخير والمفاوضات التي عقدت طوال شهر شباط الماضي أعاد الطرفان بشكل متبادل طفلين روسيين إلى أقاربهما، وطفلين أوكرانيين إلى جدتهما، معتبرة أن هذا يمثل تحركاً متبادلاً تجاه بعضنا البعض بشأن قضية إنسانية… وهذه واحدة من المجالات في لم شمل الأسر.