منتخب سلة الناشئات في بطولة آسيا للنخبة والجهود مطلوبة لتمثيل مشرف ونتائج جيدة
البعث الأسبوعية-عماد درويش
تمر لعبة كرة السلة هذه الأيام بفترة عصيبة على صعيد المستوى والنتائج حيث لم تفلح منتخباتنا في مختلف الفئات وأنديتنا في تحقيق أي بصمة في مشاركاتها الخارجية لتكتفي بالتواجد وتلقي الخسارات التي كانت ثقيلة للغاية في بعض الأحيان.
وفي زحمة هذه الإخفاقات برزت إشراقة عبر منتخب الناشئات الذي استطاع عبر تحقيقه المركز الثاني في بطولة المستوى الثاني وبجهود اتحاد اللعبة أن ينتزع التواجد في بطولة آسيا المقبلة للمستوى الأول في بادرة تحدث للمرة الاولى.
غياب وتأثر
كما أسلفنا تبقى كرة السلة الأنثوية هي الوجه الوحيد المفرح خاصة في فئة الناشئات فقد سبق أن توج منتخبنا مرتين ببطولة غرب آسيا وكان قاب قوسين من الوصول للمستوى الأول من بطولة آسيا في مناسبتين أيضاً إلا أن الظروف حالت دون تحقيق الحلم.
ورغم السمعة الجيدة لسلتنا الأنثوية في المحافل العربية والدولية إلا أنها غابت لفترة طويلة من الزمن، حيث عادت الحياة والبسمة لسلتنا التي شاركت منذ نحو ثلاث سنوات في بطولة آسيا “المستوى الثاني” وكانت النتائج على مستوى الطموح، هذه النتائج التي تحققت إضافة إلى جهود اتحاد كرة السلة واهتمامه ورغبته بالمشاركات الخارجية ونتيجة لفوز منتخبنا الوطني تحت 16 عاماً في بطولة غرب آسيا التي أقيمت الشهر الماضي في العراق، والمستوى المتطور بعد المشاركة في بطولة آسيا المستوى الثاني قام المكتب الإقليمي للاتحاد الآسيوي بإرسال دعوة لمنتخبنا بشكل استثنائي للمشاركة في بطولة كأس آسيا المستوى الاول التي ستقام في العاصمة الأردنية بين 10-16 من تموز القادم إلى جانب كل من( استراليا ، الصين، الهند ، اليابان ، كوريا الجنوبية، نيوزيلندا ، تايلاند ، الصين تايبيه ،ساموا).
الاهتمام ضروري
وإذا كان تطور كرة السلة الأنثوية سيبدأ من القاعدة بخطوات سليمة ومدروسة وفق استراتيجية بعيدة المدى، فإن المعطيات الموجودة والخطوات التي خطاها اتحاد السلة في هذا الاتجاه ما زالت بحاجة لبذل المزيد من الجهد ، خاصة وأن بعض الأندية لا هم لها سوى المشاركة بالنشاطات المحلية تأدية للواجب، والدليل المستويات الهزيلة والفوارق الرقمية والطابقية التي ظهرت فيه الأندية في الدوري وأثرت بشكل سلبي على منتخبنا الوطني، والتي أكدت بالدليل القاطع أن سلتنا الأنثوية بحاجة لجهود جبارة لمواكبة التطور الحاصل في مثيلاتها في البلدان المجاورة.
وهذا يؤكد دون أدنى شك بأنه على القائمين على سلتنا الأنثوية الاهتمام والمتابعة وضرورة عودة البطولات المدرسية للفئات العمرية الصغيرة التي تشكل الركيزة الأساسية لاكتشاف المواهب وزجها في الأندية والمراكز التدريبية، والاهتمام بالفئات العمرية الصغيرة (الناشئات) التي تشكل العمود الفقري الذي يمد منتخباتنا الوطنية باللاعبات المميزات اللواتي بمقدورهن تنشيط وتفعيل مسيرة اللعبة.
مشكلة مزمنة
في هذا السياق تبدو مشكلة سلتنا في الفئات العمرية الصغيرة خاصة فئة الناشئات، والتي تأتي انعكاساً لما يحصل من فوضى فنية في أنديتنا، وعملية بناء اللاعبات ما زالت لا تلبي الطموح، ولا تتناسب مع التطور الحاصل باللعبة بشكل عام، والعمل في هذه الفئة وغيرها من فئات القواعد لدى الأندية لا يبشر بالخير، لكون المشرفين على هذه الفرق هم من المدربين الشبان الذين أنهوا حياتهم الرياضية كلاعبين ضمن أنديتهم، وتكريماً لهم يتم تكليفهم بقيادة هذه الفرق، وهؤلاء المدربون غير مؤهلين فنياً وتدريبياً لقيادة هذه الفرق، وإكساب اللاعبات أبجديات اللعبة الصحيحة، فهم لم يتبعوا دورات تدريبية عالية المستوى تؤهلهم للعمل مع هذه الفئات بطريقة علمية سليمة، وهذا من شأنه أن ينعكس سلباً على اللاعبين واللاعبات الذين يكتسبون مهارات فنية خاطئة وغير صحيحة، وبالتالي يتأثر المنتخب الوطني في المستقبل.
خطوات منتظرة
حالياً وبعد أن تمت دعوة منتخبنا للناشئات لبطولة آسيا بات المطلوب من اتحاد كرة السلة العمل على تشكيل كادر تدريبي للمنتخب على مستوى عال، خاصة وأن تجربة المنتخب (في غرب أسيا وآسيا) أكدت بأن سلتنا تملك مدربين قادرين على تحضير المنتخب وفق أسس علمية متطورة، على أن يتم منح الكادر التدريبي كافة الصلاحيات من حيث دعوة اللاعبات المميزات من خلال الدوري والعمل على دعوة لاعبات يلعبن في الدوريات العربية خاصة وأن البطولة الآسيوية مستواها قوي جداً، وعلى اتحاد اللعبة تأمين معسكرات خارجية للمنتخب فاللقاءات الودية الخارجية فرصة كبيرة لمنتخبنا لزيادة الاحتكاك اكتساب الخبرة وتنشيط المستويات الفنية للاعبات، والتعود على أجواء المباريات الخارجية ، ومن خلال نتائج هذه اللقاءات سيكون هناك تقييم للمستوى الفني للمنتخب.
فرصة ذهبية
رئيس اتحاد كرة السلة طريف قوطرش أكد لـ”البعث الأسبوعية” أن النتائج التي حققها منتخبنا للناشئات ومع جهود الاتحاد كانت السبب في دعوتنا للمشاركة في بطولة آسيا للمستوى الأول، التي فرصة ذهبية لسلتنا الأنثوية للمشاركة في أكبر محفل آسيوي، وهو ما يحتم علينا بذل جهود مضاعفة للعمل على تأهيل وتحضير منتخبنا بشكل لائق.
وكشف قوطرش أن دعوة المنتخب ستكون قريبة للمعسكر بانتظارالانتهاء من الفندق الذي يقيمه الاتحاد في صالة الفيحاء بدمشق، وهو مخصص لإقامة لاعبي ولاعبات منتخباتنا الوطنية فقط، ليشعروا بالراحة التامة خلال المعسكرات التي تقام لهم.
وأضاف قوطرش: المشاركة في آسيا صعبة نظراً لمشاركة أفضل منتخبات القارة، مثل استراليا بطلة النسخة الماضية واليابان والصين ونيوزيلندا وتايلند والصين تايبيه وكوريا الجنوبية وساموا التي تأهلت على حساب منتخبنا بالبطولة الماضية، ورغم ذلك نسعى لتحقيق نتائج تليق بسمعة سلتنا الأنثوية والتقدم على لائحة التصنيف الدولي لكرة السلة “الفيبا” خاصة وأن البطولة مؤهلة لنهائيات كأس العالم المقبلة.