مجلة البعث الأسبوعية

قبل انطلاق إياب الدوري الكروي الممتاز.. مدربون جدد لأغلب الأندية وتنقلات واسعة بين اللاعبين وفرص المنافسة كبيرة

البعث الأسبوعية – ناصر النجار

ينطلق بشكل رسمي يوم الجمعة بعد القادم الدوري الكروي الممتاز في مرحلة الإياب بعد أن عانى من التوقف الطويل أكثر من مرة وهذا يدل على استحالة قدرة كرتنا على تنظيم مسابقاتها وتحديد مواعيد مبارياتها بدقة، ما يجعل الموسم الكروي مقطعاً يشوبه الكثير من العثرات والعقبات التي تؤثر على الحالتين الفنية والبدنية للفرق وتصيب لاعبيهم ومدربيهم بالملل، والحقيقة التي لا تحجب بغربال أن فرقنا لعبت مباريات استعدادية للدوري أكثر مما لعبت وستلعب بالدوري ولا يسعنا إلا قول: إلى متى؟

وإذا كانت حجة التوقف الأخيرة مقبولة بسبب الزلزال العنيف إلا أن التوقفات السابقة لم تحمل كلها العذر الشرعي المقبول خصوصاً التوقفات بسبب المنتخب الأول الذي دربه حسام السيد الذي لم يكن بتشكيله أي مبرر ولم يمنح كرتنا أي فائدة بل جرّ علينا الخسائر والكثير من الأذى النفسي والمعنوي والمالي.

التوقف الأخير للدوري كان الأطول وبلغ أكثر من شهرين، والأندية عادت للاستعداد وسيعود إلى ملاعبنا صخب الكرة والإثارة والندية والمنافسة الساخنة.

وقبل الاستئناف كانت نافذة التنقلات الشتوية التي تم تمديدها بموافقة الاتحاد الدولي بسبب الكارثة، فاختارت الأندية ترميم نواقصها ببعض اللاعبين سواء من المغترب أو محترفين عرب أو أجانب أو عبر عملية تبادلية بين الأندية، والملاحظ ان التنقلات كان أكثرها لفرق الوسط والمؤخرة بينما كانت فرق القمة المنافسة على اللقب مقلة في التعاطي مع التنقلات ما يؤكد هذا الشيء أنها مقتنعة بما تملك من لاعبين وليست بحاجة لجدد تدعم بهم صفوفها أو إن المعروض من اللاعبين لم يكونوا من النوعية الذي تريدها هذه الأندية.

وبالفعل فقد شاهدنا أكثر اللاعبين المنتقلين إلى الأندية كانوا من كبار السن ويعتبرون من الخبرات، مع وجود لاعبين آخرين لم يجدوا لأنفسهم مكاناً في هذه التنقلات فانضموا إلى مقاعد المتفرجين.

وكما هو الحال وجرت عليه العادة فقد شهد الدوري بعض التنقلات في المدربين، وهناك مدربون جدد دخلوا الدوري لأول مرة هذا الموسم وسنشاهدهم مع افتتاح مرحلة الإياب.

ورغم كل ما قلناه عن تأجيل الدوري والتوقفات الطويلة إلا أن استئناف الدوري لن يكون مثالياً لأن تشرين سيشارك في بطولة الأندية العربية مع موعد استئناف الدوري حيث يواجه فريق المريخ السوداني بلقاءي ذهاب وإياب بتاريخ في السابع والحادي عشر من الشهر المقبل، وهذا يفرض على اتحاد كرة القدم تأجيل مباراتيه في الأسبوعين الأول والثاني مع الفتوة وحطين إلى إشعار آخر، ومع انطلاق مسابقة الكاس في دورها الأول قبل أيام إلا أن تدفق المباريات واستمرار الدوري الممتاز لن يجعل نهاية الموسم الكروي متاحاً له النهاية المحددة بنهاية شهر أيار، لذلك فإن زحمة المباريات القادمة ستفرض على الموسم أن يستمر شهراً إضافياً إن لم يكن أكثر ، وها هو جدول الدور الثاني من مباريات دوري الدرجة الأولى يؤكد لنا هذا الأمر واستحالة نهاية الموسم بنهاية شهر أيار.

كرم اتحادي

اتحاد كرة القدم وبعد الزلزال العنيف اجتمع مع رؤوساء أندية الدرجة الممتاز وتناقش الجميع في مسألة استكمال الدوري خصوصاً أن بعض الفرق طالبت بتأجيل الدوري لأمد بعيد أو إلغائه هذا الموسم، وموضوع إلغاء الدوري كان غير ممكن لمحاذير كثيرة تخص النشاط المحلي وأثره الخارجي على الاتحادين الآسيوي والدولي، وهو متعلق بقطاعات كثيرة ستضر بكرتنا من كل النواحي لو تم التأجيل.

بعد الاتفاق على موعد استئناف الدوري قرر اتحاد كرة القدم إعفاء الأندية من كل الغرامات المفروضة عليها نتيجة القرارات الانضباطية والبالغة خمس وستون مليون ليرة سورية، كما تبرع بدفع أجور الحكام والمراقبين والمنسقين الإعلاميين لكل مرحلة الإياب، وأجلّ موعد تسديد الديون المفروضة على الأندية جراء عقودها مع المدربين واللاعبين إلى بداية الموسم القادم، وكما هو معلوم فإن اتحاد كرة القدم له نسبة من هذه العقود، ووعد عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام عبد الناصر كركو الأندية بصرف معونات مالية من المكتب التنفيذي.

المدربون الجدد

تغييرات عديدة على ساحة المدربين طرأت في فترة التوقف، فاستقال ماهر بحري من فريق أهلي حلب ليحل مكانه ابن النادي حسين عفش قادماً من نادي الجيش، كما تعاقدت إدارة نادي الجيش مع المدرب أيمن حكيم خلفاً للمدرب حسين عفش، إدارة نادي الكرامة تعاقدت مع المدرب طارق الجبان الذي جاء محل أحمد عزام الذي أقيل من منصبه لتدخله بشؤون الإدارة وإجراء عقود وفسخ عقود من تلقاء ذاته، وأخيراً أقالت إدارة نادي الطليعة الجديدة مدرب فريقها بشار سرور لسوء النتائج.

المدربون الذين سيبدؤون الدوري مع فرقهم هم: فراس معسعس (الوثبة) وعلي بركات (جبلة) وأيمن الحكيم (الجيش) وحسين عفش (أهلي حلب) وعمار شمالي (الفتوة) ومحمد عقيل (تشرين) وطارق الجبان (الكرامة) وعمار ياسين (حطين) ومصعب محمد (المجد) ووليد الشريف(الوحدة)وخالد حوايني(الطليعة)، ونشير هنا إلى أن فرق الدوري غيرّت مدربيها في مرحلة الذهاب أكثر من مرة باستثناء ناديي الوثبة وجبلة فقد حافظا على كادرهما الفني والإداري منذ بداية الموسم وحتى الآن.

تنقلات واسعة

فترة الكشوف الشتوية شملت أكثر من أربعين لاعباً وقع لأندية الدوري الممتاز بعضهم يظهر للمرة الأولى هذا الموسم، البداية مع الوثبة متصدر الدوري حيث تعاقد مع محترف نادي السلط الأردني أمية المعايطة، كما تعاقد مع المدافع حسن بوظان وسبق لبوظان أن لعب مع اندية المجد والجيش والطليعة، والملاحظ بالتعاقد مع المحترف الأردني زيادة الفاعلية الهجومية ليكون مؤازراً لمهاجم الفريق الوحيد أنس بوطة، وكما لاحظنا فإن فريق الوثبة افتقد للمهاجم الثاني الذي يشكل فارقاً في العمليات الهجومية للفريق.

جبلة استقر على وضعه دون أي تغيير باستثناء عودة لاعبه حيدر محمد الذي فسخ عقده مع نادي الجيش بالتراضي.

الجيش ثالث الدوري وبعد تولي أيمن الحكيم المهام الفنية للفريق فسخ عقد اللاعبين شادي الحموي وحيدر محمد وجميل عبد الله، واسترجع الفريق لاعبه محمد البري قادماً من زاخو العراقي، وتعاقد مع الحارس الدولي إبراهيم عالمة الذي لم ينتسب لأي نادٍ في ذهاب الدوري.

نذكر هنا أن نادي الجيش خسر جهود مدافعه أحمد الصالح الذي تعرض لعقوبة الإيقاف مدى الحياة، وسيخسر جهود مدافعه مازن العيس في أول ثلاث مباريات بسبب توقيفه من قبل لجنة الانضباط والأخلاق.

فريق أهلي حلب خسر أفضل ثلاثة لاعبين من صفوفه أولهم المهاجم النيجيري أوكيكي لخلاف مالي وتم تسوية وضعه بالتراضي، ثم خسر محمد ريحانية ومحمد كامل كواية على التوالي بسبب احترافهم في الخليج، وبالتالي مراكز اللاعبين الثلاثة بقيت شاغرة، التعويض الوحيد كان بالمهاجم السنغالي بابا سالا ولا ندري إن كان بالمستوى الذي يغطي غياب أوكيكي خصوصاً أن الأهلي يفتقر للمهاجم وهذا المركز يبقى ثغرة في صفوفه، الإضافة الثانية كانت بالمدافع إبراهيم الزين القادم من الكرامة.

فريق الفتوة فسخ عقد ولات عمي ومحمد ميدو، وخسر جهود لاعب منتخب الشباب مالك جنعير المنتقل إلى نادي الوصل الإماراتي، فيما استعاد الفريق لاعبه السابق ثائر كروما العائد من نفط البصرة وكان قد وقع بداية الموسم مع الفتوة وما لبث أن ذهب برحلة احترافية إلى العراق من باب الإعارة، اللاعب الثاني الجديد بنادي الفتوة هو مهاجم حطين مصطفى جنيد.

فريق تشرين حافظ على مجموعته كاملة ولم يغادر صفوفه أي لاعب وعزز فريقه بعدد من اللاعبين الشبان المميزين وخصوصاً المشاركين مع المنتخب الوطني للشباب، وأضاف إليهم حارس المجد السابق أحمد المنجد، وكانت وجهته بالعقود إلى منطقة الجزيرة فتعاقد مع لاعبي الجزيرة يوسف الحسين وممو محمد صديق ولاعب الجهاد باهوز محمد.

فريق الكرامة أجرى تبادلاً مع حطين فتعاقد مع مهاجمه علي غصن مقابل عماد الحموي، كما تعاقد مع شادي الحموي قادماً من الجيش، ومن لاعبي الشباب تم ترفيع زكريا جمعة وإبراهيم خانكان، مع الإشارة إلى ان نادي الكرامة سيخسر جهود لاعبيه عبد الملك عنيزان وهمام أبو سمرة وتامر حج محمد ومصعب بلحوس أول ثلاث مباريات بسبب إيقافهم من لجنة الانضباط والأخلاق.

فريق الوحدة أكثر من التعاقدات وكان أهمها المهاجم الغاني محمد أنس القادم من الأردن وما علينا إلا الانتظار لنكشف مستواه في المباريات الرسمية، وتعاقد أيضاً مع مهاجم المجد إياد عويد ومع لاعبه السابق ولاعب أهلي حلب حسام الدين العمر ومع لاعب تشرين السابق ياسر شاهين ومع حارس النواعير محمد داود، المقربون من نادي الوحدة يعتبرون هذه التعاقدات سلاحاً ذو حدين لأن هؤلاء اللاعبين من كبار السن وقد تكون إضافتهم لكسب الخبرة من أجل إجراء توازن بالفريق بين الخبرة والشباب.

فريق الطليعة مع تغيير الإدارة وتغيير الكادر الفني والإداري للفريق استرجعت في أول قرار لها مهاجمها المخضرم محمد زينو الذي كان على خلاف سابق مع الإدارة السابقة، وعززت صفوفها باللاعب الشاب المحترف في الصفاء اللبناني علاء حمادة ولاعبها الشاب السابق عمار فخري قادماً من فريق التعاون الإماراتي.

فريق حطين عزز صفوفه بخمسة لاعبين جدد أولهم الحارس خالد الحجي عثمان قادماً من نادي قلوة السعودي والمهاجم عماد الحموي من نادي الكرامة ومحمد ميدو وولات عمي من نادي الفتوة وريفا عبد الرحمن من نادي الجهاد، واستغنى عن مصطفى جنيد لمصلحة الفتوة وعلي غصن لمصلحة الكرامة.

أخيراً نادي المجد استقدم خمسة لاعبين واستغنى عن مهاجمه إياد عويد لمصلحة فريق الوحدة، اللاعبون الجدد هم: محمد مارديني وهو حارس سابق في فريق أهلي حلب، عبيدة السقي الذي سبق له اللعب في أندية الشرطة والوحدة والكرامة وغيرها، سامر خانكان كذلك سبق له اللعب لأندية حطين والكرامة والساحل والشرطة وغيرها، وجميل العبد الله قادماً من الجيش وأسعد الخضر قادماً من الساحل وسبق له اللعب مع عدة أندية محلية.

منافسة قوية

كل ما سبق من باب التعزيزات والاستعدادات تأتي من أجل المنافسة على لقب الدوري أو أجل تحسين المواقع وتفادي الهروب من الهبوط، المنافسة على القمة ما زالت محصورة بين خمسة أندية، والفارق بين الأول والخامس نقطتين فقط، وربما دخل تشرين مواقع المنافسة وهو القريب جداً من المركز الخامس بشرط أن يفوز في المباريات الثلاث الأولى، فإن تحقق له الفوز دخل أبواب المنافسة من أوسعها، لذلك يعتقد المراقبون أن مباريات الإياب ستكون على أشدها بين هذه الفرق من أجل الوصول إلى اللقب الذي هو غاية هذه الفرق.

أما موضوع الهبوط فقد حسم البطاقة الأولى فريق الجزيرة بعد أن استبعدته لجنة الانضباط والأخلاق من الدوري وأقرت شطب نتائجه وهبوطه وذلك لتخلفه للمرة الثانية عن مباريات الدوري الممتاز في مرحلة الذهاب.

الأقرب إلى البطاقة الثانية فريق المجد الذي لم يحقق أي فوز في الذهاب وانتهت مشاركته على نقطتين من تعادلين ويأمل محبو النادي أن يجتاز هذه المحنة بنتائج تقيه شر الهبوط، الأقرب لفريق المجد فريقا حطين والطليعة وحتماً سيسعيان لتفادي هذا المأزق أما فريقا الكرامة والوحدة فسيكون سعيهما لتحسين الأداء والنتائج أملاً بمصالحة جمهورهما بعد نتائج لا تليق بتاريخ الفريقين.

أخيراً علينا أن نذكر أن نادي الوثبة هو النادي الوحيد الذي لم يتعرض للخسارة في ذهاب الدوري وأنهى المباريات العشر بخمسة انتصارات ومثلها تعادلات.