تظاهرة تشكيلية سينمائية في معرض “مواهب واعدة ٣”
آصف إبراهيم
أكثر من مئة لوحة يضمّها معرض “مواهب واعدة٣” الذي يقيمه مشروع مدى الثقافي بالتعاون مع مديرية ثقافة حمص في صالة المعارض بدار الثقافة، ويشارك فيه عدد من الفنانين المحترفين تشجيعاً للمواهب الشابة المشاركة، وتقديراً للطاقات الإبداعية الكامنة فيما يقدمونه من فن راقٍ يتناول جوانب مختلفة في حياتنا تعبّر عن ثقافة فنية واعدة يمكن الاشتغال عليها لتعزيز الجوانب الحضارية الخلاقة التي يحملها الفن التشكيلي في دلالاته المادية والمعنوية.
يأتي هذا المعرض استكمالاً لمشروع فني ثقافي يشتغل عليه مشروع مدى لتسليط الضوء على مواهب فنية واعدة ومدّ يد الاهتمام إليها لإخراجها إلى النور وصقل تجاربها مستعيناً بتعاون مشجع لفنانين محترفين. ويعتبر المعرض تظاهرة فنية حقيقية يضمّ عدداً كبيراً من المشاركات الجديدة إلى جانب لوحات سبق لها وأن شاركت في معارض سابقة ولاقت استحساناً من زوار المعرض والمهتمين بالشأن الثقافي والفني في محافظة حمص.
تتناول اللوحات المشاركة مواضيع مختلفة تتوزع بين المدرسة التسجيلية التي تبرز معالم الجمال في الطبيعة وفن العمارة القديم وارتباطها الحميمي مع الإنسان، حيث استحضار التاريخ بواقعيته المتمثلة في معالم عمرانية ذات طابع جمالي مادياً وإنساناً، كما تستحضر بعض اللوحات الميثولوجيا الشعبية، ولاسيما تلك التي تمنح المرأة، برمزيتها الحياتية، ملمحاً من ملامح القدسية والجمالية المرتبطة باستمرارية الحياة وتجدّدها، والمغزى الروحي الكامن في حضورها.
كما نرى إحياء لحرف يدوية بأسلوب واقعي لافت يعيدنا إلى حارات وأسواق قديمة كانت مفعمة بالحياة تتنوع المدارس الفنية وتحضر التعبيرية بأفكار ذات دلالات فكرية عميقة، واشتغال متقن على المساحات البيضاء والتوزيع اللوني المعبّر عن حالات إنسانية وفكرية متنوعة.
يُذكر أن المعرض يأتي ضمن تظاهرة ثقافية يقيمها مشروع مدى اعتباراً من ٢ نيسان الجاري ولغاية الخامس منه، وتتمحور التظاهرة حول الفن التشكيلي عبر عرض ومناقشة فيلمين سينمائيين نالا جوائز عالمية عدة الأول فيلم “فريدا” للمخرجة الأمريكية جوليا تيمور وبطولة النجمة سلمى الحايك، ويحكي قصة الفنانة التشكيلية السريالية فريدا كاهلو التي حظيت بشهرة واسعة. والفيلم الثاني “عيون كبيرة جداً” للمخرج تيم برنو، ويتناول بأسلوب كوميدي حياة الرسامة مارجريت كين التي بدأت برسم وجوه الأطفال بعيون كبيرة جداً، واستغل زوجها موهبتها لسرقة لوحاتها ونسبها إليه إلى أن افتضح أمره وغرّم بدفع تعويض لزوجته.