ثقافةصحيفة البعث

النضال ضد الإقطاع الظالم.. هل يعيد مسلسل “الزند” رسم قصة “الثريا”؟

مادلين جليس

على الرغم من الحقب الزمنية الطويلة التي فصلت بين العملين، إلا أن مسلسل “الزند” الذي بدأ عرضه مع بداية الموسم الرمضاني الحالي، استطاع أن يعيد للمشاهدين أحداث مسلسل “الثريا” الذي عرض عام 1998، وكتبه نهاد سيريس وأخرجه هيثم حقي.

تدور أحداث مسلسل “الثريا” في ريف حلب، وتحكي قصة الشاب “عكاش” الذي يحارب المحتل التركي ويرفض الاستكانة والخنوع والعمل تحت إمرة الباشا كما يفعل باقي أهالي قريته.

يحب “عكاش” “ثريا” ابنة الباشا التي تؤدي دورها الفنانة سوزان نجم الدين، والتي تواجه والداها وعائلتها، وتتخلى عن العيش في القصر، وعن حياة الترف لتنتقل للعيش مع “عكاش”، في منزله الفقير في القرية التي يستولي عليها والدها “إسماعيل باشا” الذي أدى دوره بإتقان الفنان الراحل خالد تاجا.

أما مسلسل “الزند: ذئب العاصي” فتدور أحداثه في ريف حمص، وتحكي قصة شاب يتعرّض والده للمضايقات ومن ثم للقتل من قبل “الباشا الكبير” الذي يحاول بشتى السبل الاستيلاء على أرضه، دون أن يلين أو يقبل بالتخلي عن أرضه، لكن يد الباشا كانت أسرع وأرسلت له من قتله أمام أعين زوجته وأولاده، وهنا تبدأ قصة “عاصي” الذي يقوم بطعن القاتل المرسل من قبل الباشا.

إذاً فالخطوط الأساسيّة متشابهة: “السلب” الذي كان حينها عادة وحقاً من حقوق الباشاوات، و”قصة حب” تنشأ في قلب الفلاح المقاوم، و”ظلم” يقع على كل من يخالف الباشا أو الآغا.

الأرض أساس الصراع 

الأرض والدفاع عن الحق بها هو الأساس الذي بنى عليه كلّ من العملين قصصهما، على الرغم من الاختلاف الجغرافي بينهما. فعاصي الذي لم يقبل أن يسلبه “نورس باشا” ابن الباشا الكبير أرضه، كان نسخة حمصية من عكاش الحلبي الذي حارب الإقطاعي التركي “إسماعيل باشا”. كما أن من أوجه الشبه بين العملين هو اعتماد كلّ منهما على لهجة المنطقة التي يصوّر بها ليكسب العمل بتلك النقطة مصداقية أعلى لدى متابعيه، وهو الأمر الذي شكّل عامل جذب للمتابعين الذين تغنوا بعودة اللهجات السورية للظهور في الأعمال الدرامية بقالب رصين ذي قصة هادفة، بعيداً عن الكوميديا والتهريج.

الحب 

يبدو الحب حاضراً في كلّ شيء، فحتى الأعمال التي تروي قصص النضال يتسلل الحب إلى قلوب أبطالها، لنشاهد البطل الذي لا يهاب الجيوش ولا يخشى الباشا، يتلمس قلبه في ابتسامة من محبوبته. وهو وجه شبه جديد قد تكون الحلقات القادمة قادرة على كشفه للمتابع، فمن الملاحظ من السياق الدرامي أن عاصي الزند سيقع في حب “نجاة” ابنة القاضي التي تؤدي دورها الفنانة الشابة دانا مارديني، والتي تعمل ممرضة في المستشفى وتعمل على إنقاذ حياة أخت عاصي “عفراء” التي تؤدي دورها الفنانة نانسي خوري، ويؤدي الفنان جرجس جبارة دور القاضي “كرم أفندي” والد “نجاة”.

إشادات وإعجاب جماهيري 

والحق يقال، لقد استطاع العمل ومنذ عرض الحلقات الأولى منه أن ينال إعجاب المشاهدين الذين أشادوا بعودة تيم حسن إلى الدراما السورية بعد غياب 13 سنة قدّم خلالها أعمالاً مشتركة استطاعت أن ترسخ اسمه كأهم الممثلين على مستوى الوطن العربي ككل، منها مسلسل “الهيبة” الذي استمر في أربعة أجزاء، وفيلم تمّ تصويره وعرضه مؤخراً في عدد من دور العرض في الوطن العربي.

كما أشاد المتابعون أيضاً بصوت الشاب وسام رضا ابن الفنان أيمن رضا الذي ظهر في العمل بدور “يونس” ابن عمة عاصي، وخاصة عندما أنشد بعض مواويل العتابا، التي نالت إعجاب زملائه في المشهد، والمتابعين على حدّ سواء.

وحاز الفنان أنس طيارة الذي يؤدي شخصية “نورس باشا” على ثناء وإعحاب النقاد والمشاهدين في الوقت ذاته، بسبب قوة أدائه وقدراته الفنية التي ظهرت أوضح وأكثر قوة واحترافية من خلال الدور الذي وصفه النقاد بالمتفرّد.