“التحكيم” الحلقة الأضعف في كرة السلة ومطالب الاستعانة بحكام أجانب منطقية بشروط
البعث الأسبوعية -عماد درويش
ارتفعت وتيرة الضغوط على قضاة الملاعب في مباريات دوري كرة السلة بعد اقتراب نهاية مرحلة الذهاب واحتدام الصراع على الصدارة او الهروب من الهبوط، فكثير من صالاتنا شهدت الاعتراض على أداء بعض الحكام المحليين دون مبرر.
بعض الأندية ولعدم إيمانها بحكامنا المحليين طلبت من اتحاد كرة السلة الاستعانة بحكام أجانب فهاهو نادي الكرامة يستبق انطلاق المرحلة المقبلة من الدوري حيث تقدم بطلب لاتحاد كرة السلة بتعيين طاقم حكام عرب لمباراة الفريق مع الجيش والمقررة يوم غدٍ “الخميس”، ليضع اتحاد اللعبة الكرة في ملعب نادي الجيش، وليتنصل الاتحاد من مهامه بدعم حكامنا المحليين.
الحلقة الأضعف
الكل يعتبر أن (الحكم) هو الحلقة الأضعف والجميع يصب جام غضبه عليه ويحملونه وزر خسارتهم وهو الشماعة لبعض المدربين والجماهير الذين لا يشاهدون أداء لاعبيهم السيء خلال المباريات، ويتناسون أن أي حكم يتخذ أي قرار في أجزاء من الثانية والتي قد تصيب وقد تخطئ، وكل الحكام لديهم هفوات وتقديرات خاطئة، فالحكم “بشر” لا يتقصد الخطأ والحكم الناجح هو الأقل أخطاء، وهناك حكام يمتازون عن أخرين بالجرأة والحزم.
بعض كوادر اللعبة أشاروا إلى أن بعض الحكام يتأثر ببعض الضغوط خاصة إذا كانت المباراة تجمع بين فريقين كبيرين ومتقاربي المستوى، وهنا يجب عليهم الابتعاد قدر الإمكان عن هذه الضغوط، كما أن تكرار نفس الحكم لإدارة مباراة لبعض الأندية بصفة مستمرة يجعل الحكم تحت ضغوط كبيرة ويقوم على إثر ذلك بمحاولة تعويض هذا النادي عن خطأ ارتكبه دون قصد في مباراة سابقة.
وطالبت تلك الكوادر من اللجنة الفنية المسؤولة عن توزيع الحكام بضرورة اختيار الأطقم التحكيمية للمباريات حسب قوة المباراة وحساسيتها حتى لا يتم الزج بحكام جدد لا يمتلكون الخبرة الكافية في مباريات حساسة ومصيرية.
جهود وصعوبات
من جهتها لجنة الحكام بذلت الكثير من الجهود حيال حفظ ماء وجه القاعدة التحكيمية رغم الصعوبات التي واجهتها من حيث عدم رغبة بعض اللاعبين المعتزلين بالانتساب للتحكيم، رغم أن اللجنة نجحت عبر مبادرات شخصية في إقامة عددٍ من المعسكرات الداخلية للحكام ، وكان نقطة ارتكاز مهمة للانطلاق نحو مرحلة أكثر إشراقاً في موضوع التحكيم لكن تلك المعسكرات ورغم إيجابيها لم تكن كافية في رفد القاعدة التحكيمية التي بدأت تعاني الأمرّين جراء هجرة أفضل حكامنا، وعدم القدرة على توفير طواقم تحكيمية جيدة، وخاصة لمباريات الرجال التي كثر حولها اللغط في المواسم الماضية، وظهور بعض من الحكام الشباب غير المؤهلين بشكل جيد لقيادة مباريات قوية في منافسات الدوري.
ظالم أم مظلوم؟
المشكلة أن حكامنا اكتسبوا السمعة العطرة في محافل دولية هامة وما أكثرها لكن الحكم في المنافسات المحلية لا يعطى الفرصة المناسبة ليبدع وتكال له التهم بصفات غير أخلاقية، ورغم قلة الإمكانات المادية والمعنوية لا يقل شأنه مطلقاً عن أي حكم عالمي.
مع العلم أن حكامنا يبدعون في المحافل الخارجية والدليل ما بقدمه حكمنا الدولي وسام الزين الذي اختاره مؤخراً الاتحاد الدولي لكرة السلة ” FIBA ” لقيادة مباريات كأس العالم للرجال بكرة السلة والتي ستنطلق في الخامس والعشرين من شهر أب القادم وتمتد لغاية العشرين من شهر أيلول القادم والتي تستضيفها ثلاث دول وهي اليابان والفلبين واندونيسيا وذلك لأول مرة في تاريخ السلة السورية، ولم يأت ِهذا الاختيار من عبث وإنما جاء نتيجة الأداء الجيد الذي يظهر عليه حكمنا في جميع البطولات الاستحقاقات التي يشارك فيها كذلك الأمر بالنسبة لحكمتنا الدولية عليا الياسين التي شاركت في تحكيم العديد من البطولات العربية والقارية وتركت بصمة مشرقة للصافرة السورية عن جدارة واستحقاق، كما ينتظر أربعة من حكامنا في الشهر السادس من العام الحالي نتائج الاختبارات التي أقامها الاتحاد الدولي لهم ليتم اعتمادهم على اللائحة الدولية، وهذا يدل على أن صافرتنا السلوية أثبتت في السنوات الماضية علو كعبها وجدارتها في البطولات العربية والقارية.
حكام نخبة
مسألة الاستعانة بحكام عرب لقيادة مباريات الدوري رغم حصوله في كثير من المناسبات إلا أنه ما يزال مثار جدل وأخذ ورد، خاصة وأن حكامنا من أفضل حكام المنطقة ودليل ذلك تفوقهم في كافة البطولات التي يتواجدون بها، وحين يتم استقدام حكام من الدول المجاورة لقيادة مباريات دورينا يظهر هؤلاء الحكام بنفس مستوى حكامنا أو أقل شأناً.
رئيس لجنة الحكام في اتحاد كرة السلة ماهر أبو هيلانة أكد لـ”البعث الأسبوعية” أن الأمر ليس انتقاضاً من حكامنا ففكرة استقدام طواقم تحكيم عربية يساعد على إراحة حكامنا خاصة مع الكم الهائل من المباريات لكافة الفئات، مضيفاً: نحن نعمل على تواجد مع كل طاقم تحكيم عربي حكم محلي ليتم تبادل الخبرات كون الحكام الذين تتم دعوتهم هم من حكام النخبة في الوطن العربي، كون حكامنا هم أيضاً من حكام النخبة خارجياً، والنادي هو صاحب القرار في الطلب من الاتحاد لتأمين حكام عرب لمبارياته القوية، ويمكن لنا أن نرفض الفكرة لكن للمصلحة العامة وللعدل لكافة الأندية يتم الموافقة على استقدام هؤلاء الحكام.
أدوار مفقودة
بدورها الحكمة الدولية عليا الياسين أشارت إلى أن المسألة اليوم هي ليست مشكلة ثقة بل فهم أدوار المفاصل المختلفة من لاعب أو مدرب أو إداري، موضحة أن إدارات الاندية اليوم تفكر بطريقة أحادية الجانب ألا وهي مصلحتها وفقط هي (البطولة) وبعيدة جداً عن واجبها ودورها بتطوير اللعبة بكل مفاصلها.
وأضافت الياسين: أثبتت التجربة أنه سواء كانوا حكام أجانب أو محليين فإن الاعتراضات هي ذاتها من الموسم الماضي للحالي، إذاً المشكلة ليست بالصافرة، وبرأي تلك الأندية التي تطالب بحكام عرب أن تغيير وجه الحكم ضروري متناسين أن تغيير ثقافة التعامل والتواصل مع الحكم هو الذي يصنع الفارق ، لأن التركيز على اللعب يكون أكبر من التركيز على صافرات الحكم، وهذا لا ينفي الفائدة الكبيرة الي انعكست علينا كحكام من خلال التحكيم مع خبرات مهمة دولياً وعالمياً، وهو كان هدف من أهداف اتحاد اللعبة ولجنة حكامنا، لكن إصرار بعض الأندية على أن طاقم الحكام يجب أن يكون أجنبياً كاملاً يبعد الفائدة عن حكامنا.