كرة جبلة بعد استقالة البركات أمام امتحان جديد مع البحري
ناصر النجار
محطات كثيرة وملاحظات عديدة حملتها مباريات الأسبوع الثاني من إياب الدوري الكروي الممتاز الذي بقي الوثبة في صدارته ومعتلياً قمته.
حالة الاستقالة التي حملتها مباريات الأسبوع الماضية كانت في نادي جبلة بعد مباراة الطليعة، حيث قدّم مدرّب فريق جبلة علي بركات استقالته مباشرة بعد التعادل مع الطليعة بهدف لهدف. العارفون ببواطن الأمور لم يجدوا في الاستقالة أي مفاجأة بل كانت متوقعة، بينما بقية المتابعين استغربوا الاستقالة في هذا الوقت بالذات والفريق مازال بين كوكبة المنافسين وبموقع متميّز خلف المتصدر تماماً، إدارة النادي لم تقف مكتوفة أمام الاستقالة وبعد اتصالات مكثفة واتفاقات ومفاوضات كان خيارها المدرّب ماهر البحري الذي أنهى الذهاب مدرباً لأهلي حلب وقبلها درّب تشرين والوحدة والنجمة اللبناني، وكاد الموسم الماضي أن يكون مدرباً لجبلة في الذهاب ولكنه لم يتوصل لاتفاق مع إدارة النادي رغم بقائه لمدة أسبوع واطلاعه على الفريق وواقعه.
خطوة التغيير في بعض الأحيان قد تكون غير مفيدة لأنها بالمحصلة لا تستند إلى ضرورة، وتأتي كردّة فعل ناتجة عن خسارة مباراة أو خلاف مع إداري أو لاعب متنفذ، أو لأن المدرّب لم يستطع مجاملة رئيس النادي، لكن تكون خطوة التغيير في نادي جبلة ضرورية وملحة لأن الفريق بات يحتاج إلى صدمة إيجابية بعد أن بدأ خط سيره يتجمّد ويهمّ بالنزول إلى الأسفل، وهذا يهدّد طموح الفريق ويقضي على أحلام كل أنصاره.
علي بركات أمضى مع فريق جبلة عاماً كاملاً وقد يكون من المدرّبين القلائل الذين حافظوا على وجودهم مع جبلة وحققوا فيه نتائج جيدة، وعندما استقال ترك الفريق في القمة في مركز الوصيف منافساً على الصدارة مبتعداً عن المتصدّر بفارق ثلاث نقاط.
لكن هناك الكثير من الأمور النفسية قد تقف حائلاً أمام استمرار المدرّب مع الفريق، وقد تكون هناك أمور فنية أيضاً أو رغبة من الإدارة بالتجديد، وخصوصاً إن كان الوقت متاحاً لذلك، لذلك استقال البركات ولم يضغط عليه أحد، وأراد أن يرتاح وقد ترك فريقه في القمة.
ماهر بحري لن يكون وجوده مع جبلة عبارة عن نزهة، فالمطلوب منه بطولة الدوري، ولديه فريق مؤهل لنيل البطولة وهو امتحان جديد للبحري، فهل ينجح به أم أن الظروف لن تخدمه؟.