همروجة!!
معن الغادري
تصدر بين الحين والآخر همروجات عن بعض المسؤولين يؤكدون فيها أن الحكومة تدرس ردم وجسر الهوة العميقة بين دخل الموظف، وبين موجات الغلاء المستعرة التي تشهدها الأسواق يومياً ولحظياً، والتي أتت على كل شيء، وكسرت ظهر ويدي وقدمي المواطن، الذي بات حقلاً للتجارب الفاشلة، ولا يدري من أين تأتيه الصفعة تلو الصفعة.
وفي الواقع فإن “همروجة” زيادة الإنتاج وإغراق الأسواق بالمواد والسلع الأساسية كحل لتخفيض الأسعار، وبديل عن رفع مستوى الدخل، تبقى رهاناً خاسراً بكل المعايير، إذ تقابلها استدارة واضحة من تجار الجملة والمفرق، الذين يصرون على حصد الأخضر واليابس وبلع البيضة مع قشرتها، وهو ما تؤكده حالة الجنون في الأسعار، وحركة الأسواق، والتي تشهد ركوداً واضحاً وعزوفاً من قبل المواطنين على شراء الحد الأدنى من احتياجاتهم الأساسية اليومية لإفلاسهم مادياً ومعنوياً.
وفي استكمال الحديث عن “الهمروجة”، يجدر بنا أن نشير إلى أنه قبل شهر من الآن، وقبيل قدوم الشهر الفضيل، تقرر إعفاء المدينة الصناعية بالشيخ نجار من انقطاع التيار الكهربائي يومي العطلة الرسمية (الجمعة والسبت) كما كان معتاداً، وحينها نفى مجلس محافظة حلب علاقته بالقرار، وأشار إلى أنه قرار مركزي. فإذا اعتبرنا أن هذا القرار، يأتي في اطار الجهود لدعم الانتاج وتخفيض الكلف، ويسهم في تخفيض الأسعار، وإحداث التوازن في حركة العرض والطلب – وإن كان على حساب تغذية الأحياء السكنية التي انخفضت إلى أدنى مستوياتها وبواقع ساعتين وصل مقابل 22 ساعة قطع – يمكن القول والتأكيد أنه لا زاد الانتاج ولا انخفضت الأسعار وربح التاجر وخسر المواطن.
خلاصة القول: لم يعد المواطن يثق بما يصدر عن المعنيين من تطمينات ووعود بضبط حركة السوق وخفض الأسعار ولجم ظاهرة الجشع والإستغلال والاحتكار، والمطلوب تحييد المواطن عن أي تجربة جديدة تزيد من معاناته ومتاعبه، والبحث عن صيغ جديدة للتعاطي مع كبار المصنعّين والتجار والمستوردين، تلزمهم بتقديم الحد الأدنى مما يحصلون عليه من مكاسب ومزايا ودعم وتسهيلات حكومية، خاصة أننا على أبواب عيد الفطر السعيد، وبموازاة ذلك من المفيد أن نذكر الحكومة أن راتب الموظف لا يكفي لوجبة واحدة لإسرة مكونة من أربعة أشخاص، أو لشراء قميص وبنطال لأحد أفراد العائلة من النوع الرديء وقياس – سمول Small.