أخبارصحيفة البعث

الخارجية الروسية تحذّر من تصاعد خطر الصدام بين القوات الروسية و”الناتو”

موسكو – واشنطن – تقارير:

حذر نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو من أن مخاطر حدوث اشتباك بين القوات الروسية وقوات حلف الناتو آخذة في الازدياد.

وقال غروشكو في مقابلة مع صحيفة إزفستيا الروسية: “للأسف فإن المخاطر تتزايد، وأبرز مثال على ذلك الوضع في منطقة البلطيق التي تحولت من خلال جهود حلف شمال الأطلسي من منطقة هادئة إلى منطقة تنافس عسكري”.

وأشار غروشكو إلى أن روسيا حاولت بكل الطرق الممكنة تطبيع الوضع في بحر البلطيق لكن حلف الناتو لم يأخذ بعين الاعتبار أيا من المقترحات التي تقدمت بها موسكو، وأوضح أن تمدد خط التماس بين روسيا والناتو بمقدار 1200 كيلومتر نتيجة دخول فنلندا في الحلف يزيد من مخاطر الصدام.

وكان المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أعلن في وقت سابق أن توسع “الناتو” يجبر موسكو على اتخاذ تدابير جوابية لضمان أمنها، مشيراً إلى أن روسيا ستراقب عن كثب ما يحدث في فنلندا بعد انضمامها إلى الكتلة العسكرية الغربية وبناء على ذلك ستتخذ الإجراءات اللازمة.

كذلك، أكد بيسكوف أن البحر الأسود لن يكون أبداً بحراً لحلف الناتو.

وكان وزير الخارجية الأوكراني دميتري كوليبا دعا في وقت سابق إلى تحويل البحر الأسود إلى بحر للناتو، وجعله منطقة منزوعة السلاح.

من جهة ثانية، قال بيسكوف: إن ملامح الحرب العالمية الدائرة حالياً بدت خلال الأشهر الـ6 الماضية أكثر وضوحاً، مضيفاً: “إن درجة مشاركة الناتو في النزاع في أوكرانيا ازدادت وهذا يؤدي إلى تأخير في حل الأزمة، لكن لا يمكن أن يغير جوهر ما يحدث ولن يؤثر على أهداف العملية العسكرية الخاصة، كما لا يمكن لروسيا العيش بدون نصر، لذا فإن النصر حتمي، فما يحدث الآن هو أمر وجودي بالنسبة لروسيا”.

ولفت بيسكوف إلى أنه في الوقت الحالي هناك حرب معلومات شاملة، منوهاً بأن لدى الناتو بروتوكولات للعمل مع وسائل الإعلام، ويطلق معلومات مضللة ويوقف تدفق المعلومات من الخارج، وبالتالي أصبح دور أولئك الذين يشرفون على العمل الإعلامي في روسيا أكثر أهمية.

وحول الصين أكد بيسكوف عدم جواز استفزاز بكين من خلال مساعدة القوى الانفصالية في تايوان، واصفاً ذلك الاستفزاز بأنه أمر غير مقبول.

وقال بيسكوف: “إن موقف روسيا معروف جيداً، فنحن ندين بشدة أي أعمال استفزازية من جانب دول ثالثة يمكن أن تؤدي إلى زعزعة استقرار الوضع حول الجزيرة”.

وفي شأنٍ آخر، أكد مدير قسم الشؤون الأفريقية في الخارجية الروسية فسيفولود تكاتشينكو أن العقوبات الأمريكية ضد شركة “روس اتوم أوفرسيز” وهي جزء من شركة “روس اتوم” ليست إلا محاولة للمنافسة غير العادلة، مشدداً على أن بلاده ستواجه هذه الخطوات، ولن تسمح بعرقلة التعاون الروسي الأفريقي.

وقال تكاتشينكو اليوم: “إن هذه الخطوات لن تتمكن من إبطاء التعاون بين روسيا والدول الأفريقية والدول الأخرى في مجال استخدام الطاقة الذرية السلمية”، مشدداً على أنه في ظل الظروف الحالية يجب الأخذ بعين الاعتبار التأثير غير الودي والعدائي لتلك الدول التي تحاول الحفاظ على هيمنتها ليس فقط في السياسة، ولكن أيضاً في العلاقات الاقتصادية مع العالم ومنطقة واعدة مثل أفريقيا.

وتجري شركة “روس اتوم” حواراً مع أكثر من 20 دولة إفريقية في مجالات بناء محطات الطاقة النووية الكبيرة والصغيرة، ومراكز العلوم والتكنولوجيا النووية، وتطوير رواسب اليورانيوم، كما تنفذ أكبر مشروع للطاقة في القارة الأفريقية، وهو بناء أول محطة للطاقة النووية في مصر.

وجددت الخارجية الروسية تأكيدها أنه دون إحراز تقدّم في حل المشاكل الأساسية المتعلقة بصفقة الحبوب عبر البحر الأسود، فلا داعي للحديث عن أي تمديد بعد الـ 18من أيار المقبل.

وقالت الوزارة في بيان: “نعيد التأكيد على أنه لم يتم إحراز أي تقدم في حل خمس مشاكل أساسية، وهي إعادة ربط مصرف (روسلخوزبنك) مع نظام سويفت، واستئناف توريد الآلات الزراعية وقطع الغيار والخدمات، ورفع القيود المفروضة على التأمين، إضافة إلى رفع الحظر المفروض على الوصول إلى الموانئ واستعادة تشغيل خط أنابيب الأمونيا، وفك تجميد الأصول الأجنبية وحسابات الشركات الروسية المتعلقة بإنتاج ونقل المواد الغذائية والأسمدة”.

ولفتت الخارجية إلى أن صفقة الحبوب تواصل خدمة الصادرات التجارية الحصرية من كييف لصالح الدول الغربية فقط.

وفي سياق منح التأشيرات للوفد الروسي إلى مجلس الأمن، فقد طالب السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنطونوف واشنطن بإصدار تأشيرات فورية لأعضاء الوفد، وذلك بعد رئاسة روسيا الدورية للمجلس.

وقال أنطونوف في بيان: تم إرسال طلب إصدار تأشيرات للوفد الروسي والصحفيين إلى السفارة الأمريكية في موسكو في نهاية آذار الماضي، ومع ذلك لم يتم منح إذن دخول واحد حتى الآن، موضحاً: إنه كان هناك اتفاق على قيام ممثلي وسائل الإعلام الروسية بزيارة البعثة الدبلوماسية الأمريكية في لـ31 من آذار الماضي، لفحص طلبات الحصول على التأشيرة، لكن الموعد أُلغي دون أي تفسير قبل أقل من يوم واحد، مشدداً على أن امتناع واشنطن عن إصدار تأشيرات فورية للوفد الروسي والصحفيين المرافقين له يمثل انتهاكاً لالتزامات الولايات المتحدة، بصفتها الدولة المضيفة لمقر الأمم المتحدة، ما يعيق التشغيل المناسب والكامل لمقر المنظمة العالمية.

وفي سياق آخر أكد الدبلوماسي الروسي أن العقوبات الأمريكية الجديدة تكشف عجز الولايات المتحدة عن دفع روسيا إلى التخلي عن حقها في الدفاع وحماية مصالحها الوطنية الحيوية.

وأشار أنطونوف إلى انتهاك واشنطن المتكرر لمبادئ عمل أسواق الطاقة، معتبراً أن فرض العقوبات الأمريكية على كيانات كالشركة الحكومية الروسية للطاقة النووية روساتوم، ما هو إلا محاولة للالتفاف مرة أخرى على قواعد المنافسة العادلة في الأسواق الخارجية، مؤكداً أن الخطوات غير الودية التي اتخذتها الإدارة الأمريكية لا يمكن أن تؤثر على مواقف روسيا، لكنها ستلحق أضراراً كبيرة بسمعة الأعمال التجارية الأمريكية على الصعيد العالمي.

يُشار إلى أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات جديدة على أفراد ومؤسسات في 20 دولة، بتهمة مشاركتهم في الالتفاف على عقوبات الغرب ضد روسيا ودعم العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

من جهةٍ أخرى، أعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي أن البنتاغون ودول الناتو يقفان وراء هجمات إلكترونية ضخمة من أوكرانيا على البنية التحتية الحيوية لروسيا.

وقال الجهاز في بيان: “في سياق تحليل التهديدات الحاسوبية تم الحصول على بيانات تشير إلى استخدام الأراضي الأوكرانية من قبل الولايات المتحدة ودول الناتو لشن هجمات حاسوبية واسعة النطاق على منشآت مدنية في روسيا”، مضيفاً: “في الوقت الحالي يتم استخدام البنية التحتية الأوكرانية من قبل وحدات العمليات السيبرانية الهجومية في الدول الغربية ما يسمح لها باستخدام أنواع جديدة من الهجمات سراً”.

ولفت البيان إلى أن واشنطن تسعى إلى إخفاء تورطها في هذه الهجمات من خلال تقديم أوكرانيا فقط بصفتها المسؤولة عن الهجمات الإلكترونية على مصادر المعلومات الروسية.

وأشار البيان إلى أنه تم صد أكثر من 5 آلاف هجوم على البنية التحتية الحيوية لروسيا منذ بداية عام 2022.

وفي سياق آخر، أعلنت هيئة الأمن الفيدرالية الروسية أن الأجهزة الأوكرانية الخاصة وعملاءها هم المسؤولون عن الهجوم الإرهابي الذي قتل فيه المراسل العسكري فلادلين تاتارسكي في مدينة بطرسبرغ، مشيرةً في بيان إلى أن جريمة القتل تم إعدادها من قبل المواطن الأوكراني يوري دينيسوف الذي سلم العبوة الناسفة إلى داريا تريبوفا من خلال خدمة التوصيل، وقد ثبت أن دينيسوف وصل إلى موسكو من كييف في شباط الماضي عبر أراضي لاتفيا وبعد الهجوم الإرهابي في الثالث من الشهر الجاري ذهب إلى تركيا عبر أرمينيا، ويتم الاستعداد الآن لوضعه على قائمة المطلوبين دولياً.

ووقع انفجار في الثاني من هذا الشهر في مقهى (ستريت بار) وسط مدينة بطرسبرغ أسفر عن مقتل المراسل العسكري فلادلين تاتارسكي، فيما أظهرت المقاطع وكاميرا المراقبة لحظة دخول مشتبه بها تبين أنها داريا تريبوفا، والتي تم القبض عليها في اليوم التالي للهجوم الإرهابي، ووجهت إليها تهم ارتكاب عمل إرهابي بفعل جماعة منظمة وحيازة متفجرات بطريقة غير مشروعة.

إلى ذلك، أعلن رئيس هيئة التعاون الخارجي والإنساني الدولي الروسية، يفغيني بريماكوف، تعليق عمل المراكز الثقافية الروسية في سلوفينيا وسلوفاكيا وكرواتيا ومقدونيا ورومانيا.

وقال بريماكوف في مقابلة مع وكالة نوفوستي: “إن تعليق العمل لم يتم بمبادرة من روسيا بل هناك أسباب مختلفة، ففي دولة واحدة أعلنت الحكومة عن تعليق الاتفاقية الثنائية حول نشاط المراكز الثقافية الروسية، في حين تم في دول أخرى طرد جديد للدبلوماسيين الروس، ولذلك نحن مضطرون لتعليق عملنا، وإذا غادر موظفونا أراضي دولة ما فلا يتم إصدار تأشيرات جديدة لهم، ويتم تجميد كل هذا النشاط”، لافتاً إلى أن الهيئة تنقل مواردها وعملها إلى مناطق تعتبرها روسيا ذات أولوية بالنسبة لها وخاصة بلدان أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية.

ويواجه نشاط المراكز الثقافية الروسية في البلدان الأوروبية حالياً ضغوطات شديدة، حيث أعلن المكتب الصحفي لوزارة الخارجية الرومانية أنه أخبر السفير الروسي في بوخارست بقرارها تعليق عمل مركز الثقافة والعلم الروسي بسبب ما أسماه (نشر دعاية ومعلومات مزيفة من جانب المركز).