محمود إدريس يقدم دراما استعراضية في “صبايا 6”
ملده شويكاني
لا شكّ بأن التكاليف الإنتاجية للجزء السادس من مسلسل “صبايا فليكس”، بتوقيع المخرج والممثل والمشارك بأعمال الدبلجة فادي وفائي، ساهمت بإغناء المشهدية البصرية المتكاملة من حيث إظهار الجمال الأنثوي بكل ملحقاته من أزياء وتجميل وأناقة، إضافة إلى جماليات المكان الأساسي الذي يجمع سبع صبايا في بيت واحد، مع المؤثرات الفنية والموسيقية، واستحضار ذكريات الأجزاء السابقة لدى المشاهدين، ومن ثم عرضه على قنوات متعدّدة وتكرار مواعيد العرض، كلها كانت عناصر ساعدت على انتشاره.
تأثير السوشل ميديا
ورغم مرور عشر سنوات على الحدث وعودة الصبايا للقاء والحياة المشتركة مرة ثانية بعد التغييرات التي طالت الشخصيات الأساسية “نور” (ديمة بياعة) أكثر الصبايا اتزاناً وأقلهن توتراً، صاحبة المنزل والمشروع، و”ريهام” (نظلي الرواس) التي تحاول التأثير على زوجها والد “نور” (أسامة الروماني)، و”ميديا” (جيني إسبر) التي انفصلت عن زوجها وعادت ثانية بعد حرمانها من حضانة ابنتها، إضافة إلى انضمام صبايا جديدات تفاوت أداؤهن وحضورهن، إلا أن العمل لم يأت بجديد إلا بالتركيز على تأثير السوشل ميديا بالحياة العامة والخاصة للأفراد، وهو المحور الأساسي الذي بُني عليه العمل، إذ أوضح تغلغل السوشل ميديا في يوميات الصبايا، ولاسيما “ميرا” (لين ضحية)، ومن ثم التعمق أكثر بمشروع الصبايا المشترك والمتداخل مع خطوط دقيقة للتواصل والتعارف والحب كعلاقة “نور” بـ”المهندس حسام” (جوان خضر)، وعلاقة “دانا” (ميرنا شلفون) بخطيبها وتعرضها لمواقف شائكة بسبب غيرته. ومن زاوية أخرى يدخل العمل ضمن دائرة المسائل الاجتماعية التقليدية بإثارة المشكلات التي تفتعلها “ريهام”.
محمود إدريس والهدف
والأسئلة التي نطرحها وتنتظر إجابات جمهور الدراما: هل حقق كاتب السيناريو، محمود إدريس، لعمل نسائي، هدفه بكتابة سيناريو تلفزيوني جديد بالمحتوى والتقنية وبالتفاعل مع المشاهدين، كونه يعمل على إطلاق مشروع الدراما التفاعلية على المنصة الإلكترونية، ومشاركة الجمهور كعنصر فاعل ببناء الأحداث، وصولاً إلى رسم النهايات، إضافة إلى شهرته بأشعاره الغنائية؟.
وهل تمكن المسلسل من رسم ابتسامة على وجوه المشاهدين، كما قال في أحد لقاءاته قبل العرض، وأنه سيكون متنفساً لهم من قسوة الواقع؟.
وإلى أيّ مدى تشغل الدراما الترفيهية الخفيفة حيزاً في خارطة الموسم الدرامي؟ وخاصة في ظل تضارب الآراء بين من يرى أن أعمال الدراما الترفيهية ضمن إطار المودرن مطلوبة ولها جمهورها ومنتشرة عربياً وعالمياً، بذريعة أنه ليس المطلوب من الدراما أن تكون نسخة حقيقية عن الواقع، وأن مساحة التخيّل بالمشهدية البصرية ضرورة من ضرورات الدراما، ومن جانب آخر، لسهولة المتابعة، وجمالية الإخراج باللقطات الطويلة والحوارات الجماعية وتنقل الكاميرا بعفوية داخل المكان الأساسي المنزل المشترك.
بينما في الطرف الآخر هناك من يرفض هذا العمل وغيره ضمن المسار الدرامي ذاته، ويرى أنها دراما منفصلة عن الواقع في ملامح كثيرة منها، وبعيدة عن صعوبات الحياة اليومية.
صورة مختلفة
الأمر الواضح هو متابعة “صبايا” الجزء السادس وتوجّه نسبة كبيرة من المشاهدين نحوه، لأنهم رأوا صورة مختلفة عن الأعمال المعروضة هذا العام، والتي اتصفت بالعنف اللفظي والجسدي وخاصة ضد النساء، وتكرار التطرق إلى خطوط الجريمة بأنواعها، إضافة إلى ممارسات خاطئة بالتربية وبالتعامل مع اليافعين، وتناول سلبيات ألوان الثقافة مثل محاولة تزوير اللوحات التشكيلية في مسلسل “دفا”، ما أدى إلى تفاقم مساحة الشر ليبقى دور صغير للحب يبحث عنه المشاهد.