“معهد الشلل الدماغي”.. خطوة رائدة لشريحة ذوي الاحتياجات الخاصة للاندماج بالمجتمع
دمشق- حياة عيسى
بين مدير معهد المصابين بالشلل الدماغي عزت صالح بيّن في حديث لـ”البعث” أن المعهد يضم مجموعة من الأقسام أبرزها قسم التعليم النظري والإشراف التربوي، الذي يعتمد على التعليم ويُقبل للدراسة فيه من عمر /4/ سنوات، ولا يزيد عن /14/ عاماً، لتقديم الخدمات التعليمية والتربوية المعتمدة في منهاج وزارة التربية مع توفير كافة الوسائل التي تساعد المعلمين على تبسيط هذا المنهاج ليصبح سهل التلقي على الطلاب، ويوزع الطلاب على الصفوف بحسب العمر العقلي وليس العمر الزمني وفق المراحل الابتدائية–الإعدادية– الثانوية.
أما قسم الإعداد المهني، فيُقبل فيه الطلاب من عمر /15/ عاماً وحتى /35/ عاماً، ويخضعون لبرنامج محو الأمية بالإضافة إلى بعض المهارات اليدوية والمهنية البسيطة حسب قدرات كلّ طالب، وإلى الرعاية الذاتية للاعتماد على النفس كـ(النظافة العامة– استعمال اليدين بالشكل الأمثل– غسل الوجه) ويتمّ تدريبهم على مهن بسيطة وأساسية من الممكن أن تفيدهم في حياتهم المستقبلية، كما أنها تتناسب مع قدراتهم الجسدية والعقلية وتساعدهم على الاندماج ضمن المجتمع المحيط من خلال ممارسة هذه المهن والاحتكاك بالناس عند بيع منتجاتهم أو المشاركة في بعض المعارض، الأمر الذي يؤدي في الوقت نفسه إلى تحسين الوضع المادي لديهم وتعزيز الشعور بالاعتماد على النفس، إضافة إلى قسم الرعاية الصحية (العلاج الفيزيائي) الذي يقدم خدمات علاجية على نوعين، منها داخلي لجميع الطلاب المسجلين في المعهد والذي يبلغ عددهم 83 طالباً، ومنها خارجي للأشخاص المصابين بالشلل الدماغي وغير مسجلين في المعهد، وتتجلى مهمته -حسب صالح- بإجراء الفحوص الدورية لطلاب المعهد ومعالجة الطلاب المرضى من قبل الطبيب الذي يتم التعاقد معه خلال العام الدراسي، بالتزامن مع توفير المعالجة الفيزيائية للمصابين بالشلل الدماغي من داخل المعهد أو من خارجه، وتدريب الأهالي على الأساليب الصحيحة بالوضعيات الخاصة بالجلوس والإطعام وكل ما يلزم حسب حالة كل طفل، مع تخصيص جلسات لمعالجة النطق عند الأطفال وتدريبهم على الكلام والبلع والتنفس بالشكل الصحيح، والمساهمة في معالجة المشكلات النفسية والسلوكية التي يعاني منها الطلاب.
كما عرج صالح في حديثه على نشاط المعهد الذي ينقسم إلى قسمين، ترفيهي وعلمي، فالنشاط الترفيهي يعتمد على القيام برحلات ترفيهية والنادي الرياضي للطلاب حيث يتمّ حجز صالة خاصة وأخذ الطلاب يومين من كل أسبوع لممارسة الرياضة، وعرض أفلام فيديو منوعة تربوية وترفيهية، أما النشاط العلمي فيقوم بتدريب الطلاب على استخدام الحاسوب وإقامة نشاطات تدريبية عملية يقدمها بعض الأطباء أو بعض الجهات المتطوعة أحياناً كتطبيق عملي لدراسة هؤلاء الأطباء أو هذه الجهات وإقامة معرض خاص بأعمال الطلاب في نهاية العام الدراسي.
يُشار إلى أن المعهد يهتمّ بتعليم الطلاب حرفاً ومهناً يدوية كشغل الصوف والتطريز على القماش، الكنفة، صنع الإكسسوارات.