الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

التنظيمات الإرهابية تستهدف بالقذائف والمسيّرات طواقم الإطفاء وتشعل الحرائق بريف اللاذقية الشمالي

اللاذقية – سانا / البعث – مروان حويجة   

واصلت التنظيمات الإرهابية المنتشرة بريفي اللاذقية الشمالي وإدلب الشمالي الغربي استهداف الأحراج والحقول الزراعية في ريف اللاذقية الشمالي بالقذائف والرصاص المتفجّر والطائرات المسيّرة، بهدف افتعال حرائق واستهداف طواقم الإطفاء والأهالي لعرقلة عملهم أثناء محاولاتهم إخمادها.

وقال العميد جلال داؤود مدير الدفاع المدني في محافظة اللاذقية في تصريح لـ”سانا”: “إن أكثر ما يعيق عمل رجال الإطفاء هو قيام التنظيمات الإرهابية المنتشرة شمالاً في المناطق المتاخمة للمناطق الآمنة بإطلاق قذائف الهاون والمسيّرات والرصاص المتفجّر على رجال الإطفاء أثناء عمليات إخماد النيران، ما يزيد بؤر الحرائق من جهة ويؤثر سلباً في سرعة التعامل مع النيران من جهة أخرى، إضافة إلى العوائق الطبيعية الموجودة أصلاً والمتمثلة بوعورة الأرض وتضاريسها التي لا تسمح بوصول الآليات”.

وأشار داؤود إلى أن المسيّرات التي أطلقها الإرهابيون من أماكن تجمّعاتهم، والألغام المزروعة في المناطق ذات التماس التي انفجر عدد منها بسبب الحرائق كان لها الأثر السلبي في ازدياد بؤر النيران في ريف اللاذقية الشمالي، وإعاقة حركة تقدّم رجال الإطفاء.

وأكّد مدير الدفاع المدني في المحافظة أنه رغم اعتداءات التنظيمات الإرهابية، إلا أن فرق الإطفاء لم تتوقّف عن عملها في مكافحة النيران مع التحرّك بحذر شديد لتفادي القذائف والألغام التي زرعتها تلك التنظيمات الإرهابية في مناطق متفرقة قبل دحرها من الجيش العربي السوري والتي انفجر عدد منها بسبب الحرائق، ناهيك عن المسيّرات التي ترمي ما تحمله من متفجّرات على الغابات.

وأوضح داؤود أنه بعدما تمكّنت فرق الإطفاء من السيطرة على عدد من الحرائق التي اندلعت أمس الأول في الريف الشمالي وأثناء المباشرة بعمليات التبريد، اندلعت النيران في أماكن أخرى في مناطق جبل النملة ووادي الريحان والعالية ووادي ربيعة والقاموع ومشقيتا وسولاس وجورة الماء.

ونوه داؤود بجهود منظومات فرق الإطفاء المكثفة التي تعمل تحت ظروف مناخية قاسية، مشيراً إلى إصابة ثلاثة عناصر من الدفاع المدني إثر تعرضهم لحروق متوسطة، وتم نقلهم للمشافي لتلقّي العلاج.

إلى ذلك، استُشهد عنصرٌ من الدفاع المدني وأصيب اثنان آخران في تدهور آلية إطفاء، أثناء توجّههم للمشاركة في إخماد الحرائق على محور دير حنا- جورة الماء بريف اللاذقية الشمالي.

وأوضح مدير الدفاع المدني في المحافظة، أن آلية الإطفاء توجّهت للموقع بعد طلب مؤازرة لمنطقة دير حنا لمنع وصول النيران إلى منازل الأهالي باتجاه جورة الماء، مشيراً إلى أن وعورة تضاريس المنطقة وشدّة الانحدار عند الوصول إلى منطقة الكنداسية، أدّت إلى تدهور المركبة في الوادي المحيط، واستشهاد العنصر بسام بكار وإصابة عنصرين آخرين بإصابات متوسطة وفوق المتوسطة.

يُشار إلى أنه أصيب أمس ثلاثة عناصر من الدفاع المدني بحروق متوسطة أثناء القيام بعملهم في إخماد الحرائق ومنع انتشارها على الجهة المقابلة لجبل النملة بريف اللاذقية.

وفي شأن متّصل أكد مراسل “البعث” أن فرق الإطفاء واصلت جهودها  للسيطرة على النيران المندلعة في عدّة مواقع بريف اللاذقية الشمالي.

وذكر رئيس دائرة الحراج والغابات المهندس جابر صقّور أنّ جميع فرق وكوادر وتجهيزات منظومة الإطفاء من مديرية الزراعة وجميع الجهات تعمل بأقصى استطاعتها وتضع كل إمكاناتها للسيطرة على الحرائق في جميع المواقع.

وبيّن أنّه لغاية بعد ظهر الخميس هناك عدّة مواقع من جورة الماء إلى الكنديسية تتواصل فيها عمليات تطويق النيران فيها، موضحاً أنّ فرق الإطفاء تبذل جهوداً مضاعفة.

وفي السياق ذاته، تقوم فرق الإطفاء تدعمها آليات هندسية لوضع حواجز ترابية والسماح لآليات الإطفاء بالتقدّم أكثر إلى مواقع النار، مع مشاركة الطيران المروحي في دعم الجهود بالمواقع التي لا تستطيع دخولها الآليات، كما تتم متابعة عمل فرق الإطفاء وتأمين مستلزماتها على الأرض بمتابعة ميدانية من محافظ اللاذقية المهندس عامر اسماعيل هلال، ورئيس اللجنة الامنية والعسكرية.
وأشاد المحافظ بالجهود المكثّفة والمتواصلة لفرق منظومات الإطفاء للسيطرة على الحرائق والمؤازرة التي تقدّمها الحوامات التابعة للجيش العربي السوري والقوات الروسية الصديقة وفرق الإطفاء التي وصلت من عدة محافظات، مؤكداً الاستنفار التام لطواقم الإسعاف ومشافي مديرية الصحة في المحافظة، إضافةً إلى نشر سيارات الإسعاف وتوزيعها على محاور العمل إلى جانب فرق الهلال الأحمر العربي السوري لتقديم الإسعافات الأولية في حال وقوع إصابات، كما لفت المحافظ إلى أن جميع المؤسسات العامة التي تتواجد فيها آليات هندسية وصهاريج حرّكت آلياتها مباشرة باتجاه مواقع الحرائق للاستفادة منها، سواء بعزل النيران أو بتغذية آليات الإطفاء.