أسواق العيد في طرطوس .. الجيوب خاوية والأسعار غالية والناس “تتفرج”!
رغم كثرة البضائع، وكثرة الناس في الأسواق، تحل الأعياد وملابس العيد الجديدة للأسر محدودة الدخل تؤجل لعيد آخر.. البعض في طرطوس يهرب للتندر، قائلاً إن “أسعار ملابس العيد مناسبة لذوي الدخل المحدود ولكن في سويسرا وليس في طرطوس”، في حين يتجول البعض في الأسواق أملا بأن يجد عرضاً على قطعة ملابس هارباً من سنوات مضت حين كان شراء ملابس العيد له ولأطفاله أكثر سهولة. لكن اليوم الجيوب خالية والأسعار غالية، والأولوية للطعام والمأكل، أما اللباس والكسوة فباتت من الكماليات عند معظم العائلات محدودة الدخل، خاصة بعد شهر ليس كغيره من الأشهر لناحية المصاريف، وظرف اقتصادي ليس بالسهل يمر على معظم الأسر السورية.
حركة وهمية
ورغم حركة نشطة شهدتها أسواق المدينة قبيل عيد الفطر بأيام، مع تزامن هذه الفترة مع أعياد الفصح أيضا وعدة مناسبات، لكن يبدو أن هذه الحركة كانت فرحاً بجو ربيعي وفرجة فقط، أكثر منها تسوقاً وتبضعاً للملابس، فمعظم من قابلناهم أكدوا ارتفاع الأسعار بصورة كبيرة جداً ولا تناسب قدرتهم على الشراء، ومعظم هذه الحركة للفرجة فقط، و”التصفير” على الأسعار كما يقول حسن محمد الشاب العشريني، في حين يؤكد علي عثمان (أب لأسرة مكونة من ثلاثة أطفال) أنه بالكاد يستطيع أن يشتري كسوة عيد لواحد من أطفاله، ويؤجل البقية للعيد الذي يليه، مؤكداً أن شراء الملابس الجديدة يتجاوز قدرته، فكيف بأصحاب الأسر الكبيرة، فالأسعار حلقت بشكل كبير أمّا الدخل فلم يتغير؟!
مرابح بسيطة
سامي إسماعيل، صاحب أحد المحلات التجارية في شارع هنانو، بيّن أن متوسط كلفة كسوة العيد بشكل تقريبي للشخص الواحد تصل لـ ٢٥٠ ألف ليرة، بحسب نوع الملابس وصنفها، ويشرح: بتنا اليوم كأصحاب محلات نضع مربحا بسيطا على القطعة لتشجيع الزبون على الشراء، فلم يعد بالإمكان تقديم عروض وتنزيلات كما كان سابقاً، فالأمور والأسعار معروفة بالنسبة للجميع ويضيف: ارتفاع الأسعار لا ذنب لنا به، فالقيمة الشرائية لليرة ضعيفة والأجور كذلك، وبالتالي فهناك من يرى أن الأسعار لم تتغير، ولكن هناك ضعف في القدرة الشرائية. ولدى السؤال حول تباين الأسعار بين مكان وآخر، أوضح اسماعيل أن أصحاب المحلات في المناطق التجارية يدفعون ضرائب وفواتير أكبر وبالتالي تتباين الأسعار بين منطقة وأخرى لتحميل كلفة هذه الأمور على الألبسة، ويختم: الحركة في الفترة الماضية كانت ضعيفة جدا لكنها تحسنت قليلا في الأيام الأخيرة ومع اقتراب الأعياد، آملاً أن تنخفض الأسعار قليلاُ، فنحن تجار ومن مصلحتنا – بحسب قوله – أن ينشط السوق.
ليست كما يبدو
ويبدو أنه حتى البالات التي اشتهرت كبديل عن أسواق العيد لم تعد هي الأخرى أفضل حالاً فالأسعار فيها مرتفعة أيضاً، وبحسب بعض الزبائن فإن أسعارها تحلق، بل قد تجد بعض الثياب أعلى سعراً من الملابس الجديدة نفسها، وتقول رانية ربة منزل التي اشترت بنطال جينز بسعر ٤٥ ألف ليرة، أن الفرق ليس بالكبير جدا عن أرخص بنطال جديد يمكن أن تشتريه لكن الفرق بالجودة، فبضائع البالات، كما تؤكد لنا، أكثر جودة ومتانة..!
أما علي الذي اشترى قميصاً بسعر ٣٥ ألفاً، فأكد أن الملابس جيدة وأقل سعراً من الجديدة، لكنها تفتقر في الوقت نفسه لبهجة الجديد الذي لا يكون العيد إلا به، لكن للضرورة أحكام.
ويدافع أصحاب محال البالة عن أسعار البضائع بالقول أن الأسعار في حال بدت مرتفعة قليلا فهذا يرجع لارتفاع ثمن “رصات” البالة وبحسب نوع البضاعة وجودتها.
الرقابة حاضرة!
تعليقاً على ما سبق من فوضى الأسعار، يؤكد نديم علوش مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك أن المديرية كثفت من دوريات التموين والرقابة قبل فترة الأعياد وستستمر أثناء أيام العيد، مبيناً قيام المديرية بتسجيل عدة ضبوط تموينية تتعلق بعدم الإعلان عن الأسعار، أما بخصوص غلاء أسعار الملابس والأحذية وغيرها من مستلزمات العيد، فأوضح علوش، فأوضح أن هناك تحرير أسعار لهذه البضائع موضحا أن دور المديرية ينحصر في وجود شكاوى من المستهلك ومتابعتها مع التأكيد على التواصل مع دوريات المديرية خلال فترة الأعياد في حال تسجيل أي حالة رفع أسعار أو غبن من التجار.
طرطوس – محمد محمود