مجلة البعث الأسبوعية

الأطفال الذين يذهبون إلى الفراش متأخرين أكثر عرضة للإصابة بالزهايمر!!

“البعث الأسبوعية” ــ لينا عدره

هل نتعامل بقسوة مفرطة مع أطفالنا من خلال إرسالهم إلى الفراش مبكراً؟

يقول الأطباء إنه كان من الأسهل على الأطفال في الماضي النوم مبكراً، وأن العادة المتمثلة بإرسال الأطفال للنوم مبكراً ليست بجديدة، وقد انتقلت من جيل إلى جيل، ولكن ذلك أصبح على مر السنين مهمة أكثر تعقيداً، إذ يميل الأطفال اليوم إلى الذهاب إلى الفراش متأخرين، وتؤثر هذه العادة السيئة بشكل كبير على مستقبلهم، وتؤدي إلى مشاكل في الانتباه والقلق واضطرابات أخرى، فهل يمكن تغيير هذه العادة؟

نعم يمكن تغييرها، مثل أي شيء، ولكن يجب أن تكون هناك مساهمة كبيرة جداً من العائلة، فإذا أرادت عائلة تغيير عادات طفلها، فإن عليها أولاً تغيير عادات جميع أفرادها، فطالما أن الطفل يواصل سماع الضوضاء في المنزل، وكان هناك من يشاهد التلفاز والأضواء والأجهزة الأخرى، قيد التشغيل، فسوف يعتقد أنه لا يزال هناك وقت للعب وليس للنوم.

ولأن الطفل لن يوافق على الذهاب إلى الفراش مبكراً، وهو يلاحظ أن كل من في المنزل لا يزال مستيقظاً، لذلك، يوصي المتخصصون بتهيئة البيئة المناسبة وقت النوم وإطفاء الأنوار في المنزل.

 

بعض النصائح

– على الجميع الذهاب إلى الفراش في نفس الوقت. وحتى لو لم يكن الوالدان نائمين حقاً، ينبغي إعداد مشهد من الهدوء، بحيث يبدو أن الجميع نيام كذلك.

– قراءة القصص قبل النوم، فقد ثبت أن تعويد الأطفال على القراءة قبل النوم يساعد على إخبارهم بأن الوقت قد حان للنوم.

– أن تكون الإضاءة في المنزل صفراء اللون. وفي الواقع، يبعث اللون الأصفر على الاسترخاء ويحفز الوصول إلى النوم.

– لا تقطع نوم الأطفال، وتجنب ترك الهواتف المحمولة قريبة الرنين بأي ثمن، لأنها قد تعطل نوم أطفالنا. فهناك دائماً إمكانية لتلقي رسالة في وقت متأخر من الليل، الأمر الذي يمكن أن يتسبب بإيقاظ الطفل.

– تساعد الرياضة الأطفال على النوم، فهي تجعلهم يشعرون أكثر بالتعب، ويريدون النوم مبكرا.

 

هناك العديد من الاضطرابات التي يمكن أن تصيب الأطفال

يقول الأطباء إن الأطفال يجب أن يناموا مبكراً لأن هرمون النمو يبدأ خلال المرحلة الرابعة من النوم. فإن ذهب الطفل إلى الفراش بعد فوات الأوان، لن يكون له بالتالي ما يكفي من هذا الهرمون، وسوف يكون نشاطه أقل بكثير.

 

كيف تم الحصول على هذه النتيجة؟

ومن أجل تأكيد هذا الاستنتاج، تمت مقارنة صورة أدمغة الأطفال الذين ينامون مبكراً بصورة أدمغة الأطفال الذين ينامون متأخرين.

وعند إجراء اختبارات الرياضيات، كان أداء الأطفال الذين ينامون متأخرين أقل بكثير. وقد سمح ذلك للأطباء باستنتاج أن الطفل الذي ينام وقتاً أقل كان أقل قدرة على تذكر التمارين وحلها.

 

يمكن أن يعانوا أيضاً من مرض الزهايمر

ويضيف الأطباء أن الأطفال الذين ينامون مبكراً هم أقل عرضة للإصابة بمرض الزهايمر. وعلى العكس، فإن الأطفال الذين ينامون متأخرين هم الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض، وذلك لأن المرض يتأخر بالنوم وممارسة الرياضة.

ومن المهم للوالدين تطوير استراتيجيات معينة لجعل أطفالهم ينامون مبكراً. وبالتالي يمنعون مستقبلهم من أن يتم اقتطاعه بسبب اضطرابات معينة بسبب قلة النوم.

 

التكنولوجيا تمنع الأطفال من النوم مبكراً

تقوم الطبيبة لبنى عمار بجولات ليلية تطمئن من خلالها إلى أن أطفالها يضعون جميع أجهزتهم الإلكترونية في سلة على الأرض قبل النوم، وتقول إن أطفالها استخدموا الجهاز اللوحي تحت الشراشف أكثر من مرة: “كدت أن أزيل باب غرفة ابني”! قالت ضاحكة.

 

يمكن أن تؤدي اضطرابات النوم إلى اضطرابات سلوكية

وفقاً للأطباء فإن الشاشة الزرقاء للهواتف لها تأثير طويل الأمد وتمنع النوم، مشيرين بالفعل إلى أن “استخدام هذه الأجهزة قبل النوم يقلل من النوم بما يتراوح بين 17 و45 دقيقة في الليلة”، وأن قضاء ساعتين فقط أمام جهاز ما يقلل من مستويات الميلاتونين – وهي مادة ينتجها الجسم ويحتاجها للنوم – بنسبة 20 في المائة.

ويتفق الجميع على أن من المهم تطوير استراتيجيات حتى لا يستخدم الأطفال التكنولوجيا من قبل

الذهاب إلى السرير. وبهذه الطريقة سوف يرتاحون بقدر ما تحتاجه أجسامهم.

 

تأثير وقت النوم على الأطفال

“اذهب إلى الفراش وإلا لن تكبر” تلك هي بالتأكيد واحدة من أكثر العبارات شيوعاً خلال مرحلة الطفولة، حيث استخدمها الكبار من الأجيال السابقة للتنمر على الصغار وتشجيعهم على النوم مبكراً. ولكن، وفقاً للطب النفسي، ما هي عواقب تأخر النوم على الأطفال؟

تفيد دراسة جديدة مثيرة للجدل، ونشرت مؤخراً، إلى أن الذهاب إلى الفراش مبكراً يؤدي إلى اختلاف كبير في نمو الأطفال وتطورهم، وأن الأطفال الذين ينامون متأخرين يميلون إلى المعاناة من المزيد من الاضطرابات، وهذا بلا شك موقف مثير للجدل.

ووفقاً للدراسة، فإن التغيير في عاداتنا وأنماط حياتنا له تأثير مباشر على مستقبل الأطفال، الذين يمكن أن يصابوا بمشاكل مثل قلة الانتباه وضعف التركيز وزيادة القلق والاضطرابات المختلفة.

وفي هذه الأيام، ليس الذهاب إلى الفراش قبل الساعة العاشرة مساءً أمراً شائعاً. الشائع هو لجوء العائلات بشكل متكرر إلى الاستشارات الطبية بسبب العواقب السلبية للتأخر في النوم.

 

هل من الممكن تغيير وقت النوم؟

وعلى الرغم من أنه من الممكن تغيير عادات نوم معينة، إلا أنه ليس من الممكن تغيير عادات الأسرة بأكملها.

ومن النصائح التي يسوقها الأطباء أن إضاءة المنزل، أو على الأقل إضاءة غرف النوم، يجب أن لا تكون بيضاء، ويفضل أن تكون صفراء، لأن نورها الدافئ يساعد على النوم.

ولا يُنصح بترك بعض الأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف المحمولة أو الأجهزة اللوحية قريبة منا، فهي في الواقع ضارة لأنها توقظ الناس عند الفجر.

 

لماذا لا يذهب الأطفال للنوم متأخراً؟

وفقاً لدراسات علمية مختلفة، يجب أن يذهب الأطفال إلى الفراش مبكراً لسبب بسيط وأساسي، وهو أن هرمون النمو يعمل دائماً في الساعة 00:30 لدى معظم الناس، لكنه يفعل ذلك فقط في المرحلة الرابعة من النوم.

نتيجة لذلك، إذا ذهب الطفل إلى الفراش في موعد لا يتجاوز الساعة 10 أو 11 مساءً، فإن الهرمون المذكور سيقلل بشكل كبير من وقت عمله، مما سيؤثر سلباً على نموه.

في سياق هذه الدراسة، تمت مقارنة صور دماغ الأطفال الذين ناموا مبكراً مع صور الأطفال الذين ناموا متأخرين، ثم خضع الأطفال لاختبارات رياضية. وافترض الباحثون، لكنهم لم يؤكدوا أي شيء، أن أولئك الذين ينامون أكثر يميلون إلى الاحتفاظ بذاكرة أمضى، وعنما يصبحون بالغين يكونون أقل عرضة للإصابة بأمراض مثل الزهايمر.

ومع ذلك، يشير الاختصاصيون في الطب النفسي للأطفال إلى أنه يمكن الوقاية من مرض الزهايمر أو تأخيره عن طريق ممارسة الرياضة البدنية والنوم، و”كلما زاد عدد ساعات النوم كان ذلك أفضل”، ويجب على الآباء إدخال أطفالهم إلى الرياضة منذ سن مبكرة.