تحديات كبيرة تواجه إعادة تأهيل الغطاء الحراجي المتضرر
البعث الأسبوعية – مروان حويجة
يشكّل تأهيل الغطاء الحراجي تحدّياً بيئياً وتنموياً حقيقياً يتطلب برامج وخطط عمل تشاركية وإمكانيات اقتصادية ولوجستية تستهدف المساحات المتضررة من الغابات سوء المواقع الحراجية المحروقة أم المعرّضة للتعدّيات والكسر والقطع الجائر ، ما جعل الثروة الحراجية تستنزف مساحات منها بكل مافيها من تنوع حيوي ومخزون جمالي ومورد طبيعي وطابع سياحي ، وهذا كله يضع المؤسسات الزراعية والحراجية أمام مسؤوليتها في كبح جماح المخاطر والتعديات والتحديّات من جهة ، والتوجّه إلى معالجة الأضرار الحاصلة في الغطاء الحراجي ترميماً وتأهيلاً وتحريجاً لاستدراك مايمكن استدراكه من المخاطر التي باتت تعصف بثروتنا الحراجية وتتهددها بيئياً وسياحياً وجمالياً وأيضاً
الغابة ثروة
وهنا تكمن الأولوية التي ينبغي أن تفرض نفسها على قائمة أولويات المعالجة الهادفة إلى تعويض المساحات التي أتت عليها الحرائق و إعادة إحياء المناطق المحروقة و هذه الأولوية أكثر ما تحتاج إلى خطة وطنية شاملة مخصصة للمناطق المحروقة بكل ما تعنيه الخطة من دراسة و محتوى و محاور و كوادر و تجهيزات و اعتمادات لأن تعويض الخسائر و الأضرار يحتاج إلى خطة شاملة ومتكاملة لا تقتصر على حملات التشجير و التحريج من مؤسسات المجتمع الرسمي و الأهلي و الفعاليات المحلية رغم الأهمية البالغة الأهمية لها لكن لا يمكنها أن تغطّي كل المساحات و المناطق التي طالها الضرر و الأهم من ذلك أن تأهيل الأضرار الحاصلة يحتاج إلى إمكانيات كبيرة جداً لا يتحقق إلّا بتطبيق النهج التشاركي المؤسساتي و المجتمعي في عملية إعادة تشجير المناطق الحراجية المتضررة.
خطة التأهيل
رئيس دائرة الحراج والغابات في مديرية زراعة اللاذقية المهندس جابر صقّور أوضح أنّ خطة التأهيل والترميم تستهدف حوالي 63% منها مواقع محروقة في سنوات سابقة و37% منها إعادة تأهيل الأراضي المعرّضة للتدهور من ترقيع ورفع كثافة وأراضي مكسورة ، وكل مايجري تخطيطه وتنفيذه من برامج وخطط يرتكز على الاستدامة المطلوبة في تنمية الغطاء الحراجي من خلال الحفاظ على الغابات بالتوازي مع زيادة رقعتها وفق خطط إنتاج الغراس الحراجية في مشاتل متخصصة تابعة لدائرة الحراج ، ومن ثمّ تحريج بعض المساحات سواءً المحروقة أوذات التغطية الحراجية الضعيفة أو المواقع التي تعرضت للتعدي الجائر وكذلك مواقع قرارات نزع اليد.
وبيّن صقّور أنّ البداية تكون من جمع البذور الحراجية من الغابات المنتشرة في المحافظة ومن ثمّ تجهيزها في المشاتل وصولاً إلى غراس بمواصفات فنية جيدة وجاهزة للزراعة في الأرض الدائمة ،ويراعى في خطة إنتاج الغراس الحراجية مايقارب الثلاثين نوعاً حراجياً بهدف تنفيذ خطة التحريج الاصطناعي ضمن المواقع الحراجية
وتأمين احتياجات المواطنين الراغبين بشراء الغراس الحراجية تم هذا الموسم بيع /106696/ غرسة بالقيمة ،وتوفير احتياجات بعض المحافظات الأخرى من الغراس ولاسيما الأنواع الحدائقية حيث تم خلال الموسم تسليم /164750/ غرسة بموجب موافقات وزارية ، ورفد القطر اللبناني الشقيق بعدد من الغراس سنوياً حيث تم خلال الموسم الحالي رفدهم ب /160000/ غرسة حراجية ،وبلغ عدد الغراس الحراجية الجاهزة للزراعة في بداية الموسم الحالي ( 723750 )غرسة حراجية من نوع (الصنوبر الثمري – الصنوبر البروتي – الغار – الخرنوب – السرو – السنديان والبلوط والعذر – الأرز –الشوح) ، ولفت إلى أنّ خطة التحريج المقررة للموسم الحالي بلغت 1000هكتار تم تنفيذها بالكامل من خلال زراعة المواقع المقررة بعدد /317449/ غرسة حراجية مع الإشارة إلى أنّه تمّ اختيار الأنواع الحراجية الملائمة بيئياً لكل موقع من مواقع التحريج مع التركيز على بعض الأنواع متعددة الأغراض : غار – صنوبر ثمري بالإضافة للأنواع عريضة الأوراق المقاومة للحرائق كالخرنوب.
الاستدامة بالزراعة
وحرصاً على تكريس مفهوم الاستدامة في زراعة الأشجار الحراجية وزيادة مساحة الغطاء النباتي الأخضر والمحافظة على الغابات وضمان استمرارية القيام بدورها الحضاري والاجتماعي والاقتصادي والبيئي فقد جاءت مجموعة حملات التشجير شملت تجهيز مساحة 30دونم في موقع بيت فارس – بللوران وزراعتها ب /2000/غرسة حراجية من أصناف (الخرنوب والصنوبر الثمري والروبينيا) ،و حملة التشجير الأسرية رب الأسرة مع أفراد عائلته وأقربائه ،وحملة تشجير الأراضي التايعة للمدارس والجامعات و النقابات والمنظمات والهيئات والمؤسسات حيث تمّ تنفيذ /12/ حملة تشجير من قبل مجموعة من الجمعيات البيئية والمنظمات والمؤسسات الحكومية (جمعية سوق الضيعة – كتائب البعث – بلدية مشقيتا ..) شارك في هذه الحملات /486/متطوع قاموا بزراعة /6950/غرسة حراجية ضمن مساحة تقريبية /14/هكتار.
تعزيز الانتماء
ويعتبر صقور أن الهدف من هذه الحملات هو التعريف بأهمية الشجرة وتعزيز الانتماء للغابة والحراج ، وحملة توزيع خمس غراس مجانية حيث تمّ لغاية تاريخه توزيع /65700/غرسة حراجية على /13140/أسرة بالإضافة ل /50000/ غرسة توت بالتنسيق مع مديرية الوقاية لدعم تربية دودة الحرير بمايعود بالنفع على السكان المحليين .
ويؤكّد صقور على أولوية نشر الوعي للحفاظ على الثروة الحراجية وحمايتها والعمل على زيادة الغطاء النباتي لما للغابات من دور جوهري في صون التنوع الحيوي وحماية التربة من الانجراف وفي حماية المسطحات المائية ودعم تغذية المياه الجوفية والتخفيف من السيول إضافة لأهميتها السياحية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية.