تقنية حكم الفيديو المساعد تستمر في إثارة الجدل وتعهدات من الفيفا بتطويرها!
البعث الأسبوعية-مؤيد البش
ماتزال تقنية حكم الفيديو المساعد التي اعتمدت في أكبر بطولات كرة القدم العالمية تثير الجدل بعد أن بات تدخلها مرهوناً برغبة الحكم الموجود في غرفة التحكم، حيث أشعل الهدف الذي سجله فريق يوفنتوس على غريمه نابولي يوم الأحد الماضي في قمة مباريات الجولة الحادية والثلاثين من الدوري الإيطالي خلافات كبيرة وذلك بعد أن ثبت حكم المباراة الرئيسي الهدف قبل أن يتدخل حكم الفيديو ويطلبه منه مشاهدة اللقطة التي استدعت إلغاء الهدف بطريقة شابتها الكثير من الشكوك.
ولعل حادثة مباراة يوفنتوس ونابولي لن تكون الأخيرة حيث سبقها تشكيك مدرب ريال مدريد كارلو أنشيلوتي بجدوى تدخل الفيديو في مباراة الكلاسيكو أمام برشلونة الشهر الماضي والتي حرمت فريقه من هدف كان كفيلاً بخطف نقاط الفوز.
ضبابية الفكرة
المشكلة الأكبر التي تواجه مصداقية التقنية واستخدامها هي عدم وضوح كيف ومتى وأين يتدخل الحكم المساعد، خصوصاً مع وجود حالات كثيرة مرت في أكبر المسابقات لم يتدخل فيها القائمون على التقنية لتصحيح أخطاء الحكم الرئيسي، ما جعل النظر إليها تشوبه العديد من الشكوك التي أكدت على أن التقنية رغم وجود جانب تكنولوجي فيها لاتزال تخضع لرغبات بشرية.
المدافعون عن وجود التقنية يملكون العديد من الشواهد عن تحول كرة القدم لتصبح أكثر عدالة مع تقليل هامش الاخطاء التحكيمية التي بات تصحيحها سهلاً وسلساً مع تضييق الخناق على الاعتراضات داخل الملعب التي تتحول عادة لحالات شغب خارجه، أي أن الفوائد تعدت موضوع التحكيم ولعب الكرة على المستطيل الأخضر فقط.
المزيد من التكنولوجيا
تقنية الفيديو وحسب الاتحاد الدولي لكرة القدم هي أولى الخطوات لإدخال التكنولوجيا بشكل أوسع لعالم كرة القدم، حيث كان مدير التطوير في “الفيفا” أرسين فينغر قد أكد أن التوجه القادم هو مساعدة الحكم في اتخاذ القرارات فيما يخص حالات التسلل، لتُصبح تلقائية بالكامل، ما يلغي قرار الحكم المُساعد، ولا يستدعي تدخله.
وأوضح فينغر “سيكون هناك تطور كبير في التحكيم، تجري دراسة كل التفاصيل، التكنولوجيا يمكنها تحديد إذا ما كان القرار ناتجاً عن فارق بنحو 5 أو 6 سنتيمترات، سيتحسن الفار بسرعة كبيرة، إذا غيرنا البرتوكولات المعتادة، وتمكنا من الاستفادة من اللاعبين السابقين في غرفة الفيديو”.
كلام فينغر تحول لواقع في الفترة الماضية مع إدخال تقنية التسلل الآلي واحتساب الوقت بدل الضائع بشكل أتوماتيكي ما يعني أن محاولات إعادة عقارب زمان كرة القدم القديمة لن تنجح.
حالات محددة
تطور تقنية “الفار “وتحولها لضرورة قصوى جعل مطالبات العديد من محبي اللعبة تتمحور حول ضرورة تطوير عملها الذي تم تحديده في حالات معينة، فالتقنية يُمكن للحكم اللجوء لها في حالة تثبيت أو إلغاء هدف فيمكن لحكم الساحة العودة لتقنيّة الفار عندَ تسجيل أحد الفريقين لهدفٍ حيثُ يتحقّق من صحّته وما إذا كان أحدُ اللاعبين قد ارتكبَ خطأ، وفي ركلات الجزاء يسمح للحكم المباراة العودة إلى التقنية في حال ما أعاقَ مدافع الفريق مهاجمَ الفريق الخصم أو حتى في الحالة التي يدّعي فيها هذا الأخير عرقلته ، وبشكلٍ عام فإنّ الحكم يعودُ للتقنيّة حينما يكونُ هناك شكٌ في وجود ضربة جزاء لكنّه لا يعلن عنها دوما بل قد يُنذر في أحيان أخرى المهاجم للتمثيل، إضافة لذلك يمكن لحكم المباراة العودة لتقنيّة الفار للتأكد من تصرف أو سلوك لاعب معين وما إذا كان يستحقّ الطرد المباشر أم لا، وكذلك قد يعود الحكم للتقنية للتأكد من هوية اللاعب الذي يستوجبُ الحصول على بطاقة سواء كانت صفراء أم حمراء.
خارج السرب
أمام التهافت على شراء تقنية الفار في مختلف دول العالم قرر الاتحاد السويدي لكرة القدم عدم استخدام تقنية الفيديو في المسابقات المحلية، بعدما طلب 18 من أصل 32 نادياً منافساً هناك عدم الموافقة على إدخالها، فالأندية السويدية التي رفضت مشروع استخدام تقنية الفيديو ترى أنه من المُبكر الاعتماد على هذه التكنولوجيا في الوقت الحالي.
وحسب وسائل الإعلام المحلية فإن الاتحاد السويدي لكرة القدم أدخل السرور إلى المسؤولين عن اتحاد المشجعين المحلي، الذي يعتبر أن عدم استخدام تقنية الفيديو المساعد “فار” يزيد من إثارة المواجهات رغم احتمال وقوع الحكام بالأخطاء.
سنوات عديدة
كل ما سبق يشير إلى أن فكرة مساعدة الحكام أمر إيجابي إن كان وفق معايير واضحة لا يكون للإنسان دور في تجيير التكنولوجيا لمصلحة طرف دون أخر، وللعلم فإن الاتحاد الهولندي لكرة القدم كان قد أطلق شرارة حكم فيديو المساعد عام 2010 لكن الفيفا حينها لم يتجاوب مع الفكرة بحجة أنها ستغير من شكل اللعبة ، لكن بدءاً من عام 2015 تغيرت النظرة للتقنية وانطلق الاتحاد الدولي لتجريبها ليستقر الحال على تعميمها في كل البطولات الكبرى، حيث تعتبر بطولة كأس القارات 2017 هي أول بطولة رسمية تابعة للفيفا يتم استخدام فيها هذه التقنية، وكان أول استخدام لها في مباراة البرتغال والمكسيك، حينما ألغى الحكم هدفاً لمصلحة لاعب البرتغال بيبي بداعي التسلل بعدما تم اللجوء لخاصية حكم الفيديو المساعد.