“الدعم النفسي ثقافة ومبادرة في زمن الكوارث” في ندوة حوارية تفاعلية
اللاذقية – مروان حويجة
اتسعت المساحة الحوارية التفاعلية وتعدّدت الإضاءات على الحالات والمبادرات الداعمة للموضوع المطروح في الندوة الثقافية التي أقامتها مديرية الثقافة في محافظة اللاذقية بالتعاون مع كليتي الآداب والتربية في جامعة تشرين بعنوان “الدعم النفسي ثقافة ومبادرة في زمن الكوارث”، وذلك في قاعة المحاضرات بدار الأسد للثقافة.
وأوضحت مديرة الندوة الدكتورة رنا جوني (قسم اللغة العربية) أنّ ضحايا الزلزال بحاجة للشعور بأنهم ليسوا وحدهم وأن هناك من يساعدهم، واليوم حينما نرى التعاطف الكبير مع المناطق المنكوبة والمتضررة بفعل الكوارث، نرى صور التضامن والمسارعة لتقديم المساعدة، ولا يخفى على المتابع لسير الأحداث وخاصة السياسية منها ما للأزمات الطبيعية والبشرية والكوارث بكل أنواعها من دور في تاريخ الشعوب والمجتمعات، سواء على صعيد الهدم أو البناء، وبيّنت أنّ الأزمات والكوارث ظواهر ترافق سائر الأمم والشعوب في جميع مراحل النشوء والارتقاء والانحدار.
بدورها، تحدثت الدكتورة لميس حمدي (قسم تربية الأطفال) عن مفهوم الدعم النفسي الاجتماعي وأشكاله ومصادره وآثاره الإيجابية وشروطه وتحدياته، وأوضحت أن الدعم هو المساعدة الانفعالية، والمادية والأدائية التي يتلقاها الفرد من قبل الآخرين المحيطين به كالأسرة، والأصدقاء، والجيران وزملاء العمل، ويعدّ ضرورة وصيرورة للفرد المصاب بالفقدان والخسارة لأنّه قد يخفّف من المعاناة النفسية، ويولّد درجة من المشاعر الإيجابية، ويزيد من قدرة الفرد على مقاومة الإحباط.
وقالت: يتجسّد الدعم النفسي الاجتماعي بأشكال أربعة تبدأ بالمساعدة المادية والعينية ليشعر الفرد بأنه ذو أهمية ومقبول من قبل الآخرين في محيطه الاجتماعي، وهناك دعم التقدير بتقديم أشكال مختلفة من المعلومات لمساعدة الفرد على تعميق إحساسه بأنه مقبول من الآخرين، وهناك الدعم بالمعلومات ويظهر في إمداد متلقي المساندة بالمعلومات التي تفيده في حلّ مشكلة صعبة يواجهها في حياته اليومية، وهناك الصحبة الاجتماعية وهي ممارسة الفرد مع الآخرين المحيطين به بعض الأنشطة الترفيهية والترويحية والمشاركة الاجتماعية في المناسبات المختلفة، أما الدعم الإجرائي فيقوم على تقديم المساعدات الماديّة وقت حاجة المتلقي.
أما الأستاذة الاختصاصية سماح مصطفى، من قسم الإرشاد النفسي، فقد تحدثت عن الاستشارة النفسية وأهميتها كوسيلة للتنفيس عن المشاعر السلبية والأفكار التي تخلق الصراعات الداخلية والانفعالات المتضاربة، وتخفّف من التوتر والضغوط النفسية، وتكفل مساحة آمنة للإفصاح عن الخواطر المزعجة والموضوعات الشائكة، كما تساعد الفرد على تقييم سلوكياته وبناء نمط من الأفكار الإيجابية البناءة، وتطرقت إلى أن تكون الاستشارة موضوعية وسريّة للغاية ومبنيّة على موافقة مستنيرة، كما تحدثت عن القلق وعقدة ذنب الناجي بعد الزلزال، حيث هناك شعور بعدم الارتياح، مثل التوتر أو الخوف، أمّا اضطراب القلق العام فهي حالة طويلة الأمد، وأشارت إلى أعراض اضطراب القلق ومعاييره المستخدمة للتشخيص، فعند البالغين يمكن أن يكون حول مسؤوليات الوظيفة أو الأداء، وعند الأطفال فمن المرجّح أن يكون من قدراتهم أو جودة أدائهم.
وبشأن “عقدة الذنب” و”متلازمة الناجي” فهي نوع من الاضطرابات النفسية التي تحدث للشخص بعد تعرضه لحادث أو تهديد خطير أو صدمة استثنائية غير متوقعة، وإلى جانب الشعور بالذنب أو الندم، ويمكن للعديد من الأشخاص أن يتعافوا من الصدمة دون الشعور بالذنب، ويمكن أن يؤدي النجاة من حدث صادم إلى مشاعر متضاربة وطبيعية تماماً، وأشارت إلى استراتيجيات المواجهة كأن يمنح الفرد نفسه الفرصة للشعور والتعبير عن المشاعر والوصول إلى الدعم من الآخرين وعدم العزلة عن المجتمع واستعرضت بعض الأعراض النفسية والجسدية.