مؤيد النابلسي: توقعتُ نجاح “العربجي”
أمينة عباس
لم يكن مسلسل “العربجي” الذي عُرض ضمن الموسم الرمضاني مؤخراً الشراكة الأولى للكاتب مؤيد النابلسي مع الكاتب عثمان جحى، والتي أثمرت سابقاً عدة أعمال، كان آخرها “وثيقة شرف” و”ولاد البلد”، وفي رصيده عدد كبير من الأعمال التي قام بكتابتها منفرداً مثل “زوال”، “دامسكو”، “هارون الرشيد”، “علاقات خاصة”، “سر”. “البعث” كان لها معه هذا اللقاء:
هل توقعتَ هذا النجاح لـ “العربجي”؟ وماذا أضاف المخرج سيف السبيعي على النص؟
توقعتُ هذا النجاح لأن المقومات الأساسية لنجاح أي مشروع درامي متوفرة فيه، من نص وممثلين وإنتاج وإخراج، كما أن للمخرج سيف السبيعي باعاً طويلاً في مسلسلات البيئة الدمشقية، لهذا ترك بصمة جيدة في العمل.
هل ما شاهدناه كان النص بصيغته الأولى؟
كتب النص الأساسي الكاتب عثمان جحى منذ ثلاث سنوات، ولم أكن موجوداً حينها ضمن المشروع، والنسخة التي ظهرت على الشاشة هي النسخة النهائية التي كتبتُها بطلب من الكاتب بالدرجة الأولى، ثم من الشركة المنتجة للعمل.
ما خصوصية الشراكة بينك وبين الكاتب عثمان جحى وسبب نجاحها؟
عملتُ مع عثمان جحى في عدة أعمال أعتبرها جيدة، وسبب شراكتي له بالدرجة الأولى الصداقة، وأهم ما يميّز جحى قدرته على أن يضيف لأي نص يعمل عليه لأنه يمتلك مخزوناً فكرياً وثقافياً كبيراً، وأهم مافي هذه الشراكة وجود توافق وانسجام كبيرين بيننا.
ما الذي يتغيّر فيك ككاتب في الكتابة المنفردة؟
عندما أكتب منفرداً أشعر بحرية تامة، فأنا في هذه الحالة لستُ مضطراً للمجادلة والإقناع، مع قناعتي أن للشراكة متعة خاصة تقوم على العصف الذهني الذي يساعد على توليد أفكار أكثر وبغزارة.
هل تؤمن أن النص مقدّس؟
لا يوجد نص مقدس لأن أي عمل درامي يحتمل الإضافة والتحسين مهما بلغ كماله، ولكن لا ينبغي للمخرج أن يبيح لنفسه انتهاك النص دون موافقة كاتبه لأنه هو الأساس وهو صاحب الحق الوحيد في قبول التعديل أو رفضه، ويحق للمخرج البحث عن عمل ليس بحاجة لتعديل، وكذلك لا يحق للكاتب المساهمة في كتابة نص دون موافقة صاحبه الأول، أما بالنسبة لمسلسل “النار بالنار” فأعتقد أن الخلاف بين المخرج محمد عبد العزيز والكاتب رامي كوسا ليس منطقياً، لأن الكاتب – حسب معلوماتي – كان موافقاً على التعديلات في مرحلة التحضير – بحسب تصريحات المخرج – والخلاف حصل لاحقاً، مع الإشارة إلى أن الكاتب رامي كوسا أجرى في عام سابق تعديلات على نص دون موافقة كاتبته.
من هو المخرج القادر على تقديم صياغة فنية عالية المستوى للنص؟
لدينا في سورية مخرجون من العيار الثقيل، ولدينا أيضاً جيل شابّ من المخرجين الذين سيحدثون فرقاً.
معظم الأعمال اليوم تُقدَّم عبر المنصات.. ما هي الأعمال التي تغري هذه المنصات؟
أعمال المنصات يجب أن تتسم بطابع الإيقاع السريع، وهي تتميّز بسقف حرية أعلى على الصعيد السياسي والاجتماعي، وبالتالي فإن كتابة هكذا أعمال ستكون مختلفة عن كتابة وصناعة الأعمال الطويلة.
ما هو أكبر تحدّ يواجهك ككاتب في كتابة الأجزاء؟
نجاح الجزء الأول هو أهم تحدّ، ويجب على الكاتب ألا ينساق خلف الإغراءات المادية في صناعة الأجزاء، وفي مسلسل “سر” كنا قد هيأنا مع قناة mbc لصناعة جزء ثان، وعندما كتبتُ الجزء الثاني منه اعتمدتُ على قتل البطل الرئيسي، عامر بدران، الذي لعب دوره الفنان بسام كوسا لكي لا يُطلب مني الدخول في جزء ثالث.
من هو المخرج الذي تتمنى أن يرى أحدُ نصوصك النور على يديه؟
لا يوجد مخرج محدّد، فأنا عملتُ مع أهم المخرجين، وما زلت أطمح للعمل مع مخرج قادر على تقديم الصورة التي تخيلتُها، وأتعامل مع مخرجين في تجاربهم الأولى.
على ماذا يتوقف استمرار تألق الدراما السورية؟
لم تستعد الدراما السورية ولو بجزء بسيط ألقها السابق لأنها كانت في مكان مختلف تماماً، وما يظهر الآن على الشاشة والمنصات هو بقايا مجد سابق، ويلزمنا الكثير لنعود إلى تلك المرحلة.
ماذا عن مشاريعك القادمة؟
بعد تجربة العمل في سورية سوف أعود للخارج قليلاً، إذ لديّ التزامات مع شركات لأعمال مشتركة.