وفد المثقفين والأكاديميين الفرنسيين يزور السويداء: سورية انتصرت بفضل صمود شعبها
السويداء – رفعت الديك
عبّر وفد المثقفين والأكاديميين والباحثين الفرنسيين من المنظمة العالمية لدعم سيادة الشعوب، عن رفض الشعب الفرنسي الحرب الظالمة التي يتعرّض لها الشعب السوري، مؤكداً خلال زيارته محافظة السويداء اليوم ولقائه عدداً من المفكرين والمثقفين والإعلاميين في مبنى قيادة فرع الحزب موقفه الرافض للعقوبات الأمريكية على الشعب السوري الذي انتصر في معركته ضدّ الإرهاب بفضل تضحيات جيشه وصمود قيادته.
وتحدّث الرفيق أنور الحسنية، عضو قيادة الفرع رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام الفرعي، خلال افتتاح الجلسة الحوارية عن دور المثقف ورسالته وأهمية أن يقوم بهذا الدور بشكل يعبّر عن إنسانيته ومسؤوليته الفكرية والثقافية، مؤكداً أهمية وجود دور أوروبي يتناسب مع المخزون والحجم الكبير للقارة الأوروبية ووضعه في خدمة الإنسانية بدلاً من دورها الحالي الذي يدور في فلك السياسة الأمريكية.
وبيّن رئيس المنظمة ومنسق الزيارة عدنان عزام أن سورية أحيت مفهوم سيادة الشعوب وأعاقت زحف الأيديولوجية الغربية القائمة على السيطرة على العالم، وقد أثبتت للعالم أن هناك طريقاً غير طريق الذل والهوان هو طريق الشرف المؤدّي للحرية، مؤكداً أن أنظار أحرار العالم تتجه اليوم إلى دمشق.
وبيّن عزام أن وجود الوفد الفرنسي في سورية اليوم هو ترجمة لإرادة أعضائه الصادقة لتفعيل علاقات الصداقة بين الشعوب القائمة على احترام مبادئ سيادة الشعوب.
وبيّن أعضاء الوفد أنهم منذ بداية الحرب على سورية تعاطفوا معها من منطلق فهمهم أن صفحة جديدة من التاريخ تُكتب بالدماء على الأرض السورية التي هي منبع الحضارات، بعد الكذب والخداع اللذين تم تقديمها للعالم أجمع على أنهما ربيع عربي، لكنه في الحقيقة أدخل العالم في غياهب جهنم.
وقال أعضاء الوفد: إن فرنسا بشكل خاص تتحمّل مسؤولية معنوية عما يجري في سورية نظراً لخصوصية تاريخها، ومن المحزن ابتعاد قادة أوروبا عن قيم الشعوب الأوروبية المعهودة ورسالتهم المنادية بالحرية واحترام سيادة الشعوب، إلا أن دول حلف الناتو التي تأتمر بأوامر سيّدها الأنجلوساكسوني قد تكالبت على الشعب السوري وسبّبت له آلاماً كبيرة.
وأشار أعضاء الوفد إلى أنه يتم التحضير لإعداد فيلم وثائقي من الصور التي تم جمعها وما تمت مشاهدته من دمار، وفي الوقت نفسه توثيق ما لمسوه من ثقة بالنفس عند الأطفال الذين تمت تربيتهم تربية وطنية، وحالة الشموخ والصلابة وعزة النفس عند الشعب السوري، وسيُعرض ما تم توثيقه في أكثر من ١٥٠ وسيلة إعلامية معارضة في فرنسا.
وقال الكاتب فيليب كوتات: بفضل دماء الشهداء استطاعت سورية الانتصار في حربها ضد الإرهاب التي استخدم فيها العدو كل أشكال العدوان العسكري والاقتصادي والإعلامي، والأخطر هو الحرب الاقتصادية لجعل الأطفال يشعرون بالعوز والحاجة عبر قانون قيصر.
وأكد أهمية تعاون الأغنياء والفقراء للانتصار على الحرب الاقتصادية، مبيّناً أنه نتيجة الانتصار العسكري ستنتهي العقوبات الاقتصادية على سورية خلال الأشهر القادمة.
الضابط المتقاعد بيير لوسيان بلاس عبّر عن مشاعره الجياشة على أرض ارتوت بدماء الشهداء عبر حقب مختلفة، وقال: عندما استمعت إليكم وأنتم تنشدون النشيد الوطني اهتزّت مشاعري، وهذا الشعور لا نشعر به عندما نسمع النشيد الفرنسي، مبيّناً أن الشعوب الأوروبية ضحية نفاق السياسيين، لأن فرنسا تحكمها الصهيونية والأنجلوسكسونية والامبريالية التي فرضت علينا حكومة رجعية، مؤكداً أن الشعبين السوري والفرنسي في خندق واحد في هذه المواجهة.
ألكسندر غاراكوتش قال: إننا هنا لنقل الحقيقة ولنكون سفراء حقيقيين للشعب الفرنسي، وليس للحكومة التي سبّبت الأذى للشعب السوري، فالفرنسيون عبيد لوسائل الإعلام والأفكار التي تبثها الصهيونية العالمية، مؤكداً أن هذا اللقاء سيكون نقطة بداية جديدة بين الشعبين، وستكون هناك مشاريع قادمة مهمّة جداً، منها إعداد كتاب عن زيارة سورية وحقيقة ما شاهدنا، مشيراً إلى أن الحرب العسكرية انتهت ويجب الاستعداد لكسب المعركتين الاقتصادية والاجتماعية.
السياسي والصحفي والكاتب آلان تيزيولي قال: إن سورية ستستعيد بريقها وألقها قريباً وإن مرحلة إعادة الإعمار قد بدأت، مشيراً إلى أن الحكومة الفرنسية شاركت في الحرب ضد سورية عسكرياً واقتصادياً وإعلامياً، مؤكدا أن انتصار سورية منارة لكل أحرار العالم في السنوات القادمة، وأن هناك بداياتٍ لحراك عالمي ضد الإمبريالية العالمية التي تقودها أمريكا.
الإعلامية والناشطة جانفييف سكيفليه قالت: إنها عندما نظرت في وجوه الحاضرين أدركت أنها أمام محاربين أشداء، إضافة إلى كونهم رجال فكر وعلم، وبيّنت أن الوفد يمثل قوة كبيرة متغلغلة في الوسط الفرنسي، وأن فهم ما يجري في سورية هو ضرورة ملحّة لكل مفكر عالمي، فسورية غيّرت وجه العالم من أحادي القطب إلى متعدّد الأقطاب، وانتصارها ليس ملكاً للسوريين فقط بل لكل أحرار العالم، حيث تكسّرت أحلام الاستعمار في سورية بقيادة الرئيس بشار الأسد.
وبيّن محافظ السويداء المهندس بسام ممدوح بارسيك أن سورية هي مهد الحضارات والأديان والثقافات وأرض الأبجدية والموسيقى والزراعة الأولى وأرض أقدم اتفاقية سلام في العالم، وهذا المكان هو مكان جيواستراتيجي مهمّ، لذلك تكالبت عليه كل دول العالم منذ القديم، إلا انه بفضل تضحيات وصمود أبنائها تمّ طرد المستعمرين الذين جاؤوا غازين.
وبيّن المحافظ أن ما يتعرّض له وطننا اليوم كان الأشرس، حيث تعرّض لحرب عسكرية وإعلامية واقتصادية أثرت في كل أطياف الشعب السوري وظهرت آثارها واضحة بعد كارثة الزلزال.
بدوره رئيس مجلس المحافظة رسمي العيسمي عبّر عن تقديره لما تحدّث به الوفد الفرنسي حيث عبّر عن متابعة دقيقة وشفافة لما يجري، وما حملوه من مشاعر إنسانية تذكّرنا بما تعلّمناه في مؤسساتنا التربوية من أهمية الرسالة الإنسانية التي تسهم في نشر المحبة والتآخي بين شعوب العالم، مؤكداً تمسّك السوريين بجذورهم وتاريخهم وأن القوة الأكبر هي قوة الشعوب.
وأشار الحضور إلى دور المثقف الفرنسي في نقل حقيقة ما يجري في سورية، فرغم إدراك معظم الفرنسيين هذه الحقيقة إلا أن ذلك لم يغيّر من سلوك الحكومات الفرنسية المتعاقبة.
حضر اللقاء الرفاق فوزات شقير أمين فرع الحزب وعدد من أعضاء قيادة الفرع ومجلس الشعب والمكتب التنفيذي.
وضمّ الوفد الأوروبي كلاً من الإعلاميين والكتاب فيليب كوتات وألكسندر غاراكوتش وآلان تيزيولي والجنرال المتقاعد دومينيك ديلاوارد ودومنيك مويار وفرانك بيرتيغاس وحليمة مرابط والضابط المتقاعد بيير لوسيان بلاس وديفي ريشار موجيرين وجانفييف سكيفليه، ورئيس المنظمة العالمية لدعم سيادة الشعوب عدنان عزام وهو رئيس المجموعة.