الرئاسة الروسية: محاولة استهداف الكرملين بطائرتين مسيّرتين عمل إرهابي ولنا حقّ الردّ
موسكو- سانا
يصرّ النظام الأوكراني ومَن يقف خلفه، وخاصة الإدارة الأمريكية، على استدراج ردّ فعل روسيّ عنيف على التصرّفات والأعمال الإرهابية التي يقوم بها بين الفينة والأخرى على الأراضي الروسية، دون إدراك التبعات الخطيرة لهذه الأعمال، التي تنمّ في الحقيقة عن عجزه ويأسه من تحقيق أيّ تقدّم في الميدان، وهذا ما يؤكّد من جهة أخرى أن الغرب الجماعي الذي يقف خلف الحرب في أوكرانيا إنما بات يعبّر عن يأسه من الانتصار على روسيا وهزيمتها استراتيجياً، وبالتالي يحاول الإيحاء بأنه قادر على حسم المعركة بوسائل أخرى، الأمر الذي يؤكّد أن نهاية النظام الأوكراني باتت وشيكة، وأن على الغرب وحلف الناتو خاصة الاعتراف بهزيمته في هذه المعركة.
فقد أعلنت الرئاسة الروسية اليوم إسقاط طائرتين مسيّرتين حاول النظام الأوكراني استهداف منطقة الكرملين بهما، الأمر الذي أدّى إلى سقوط بقاياهما في المنطقة.
وقالت الرئاسة الروسية في بيان نقلته وكالة نوفوستي: “استهدفت طائرتان مسيّرتان الكرملين، ونتيجة للإجراءات التي اتخذها الجيش والأجهزة الخاصة في الوقت المناسب باستخدام أنظمة حرب الرادار تم تعطيل المسيّرتين”.
وأكّد البيان أن الرئيس فلاديمير بوتين لم يُصَب بأيّ أذى نتيجة هذا العمل الإرهابي، ولم يتغيّر جدول أعماله ويستمرّ كالمعتاد، كما لم تقع أي إصابات خلال الهجمة ومن تناثر شظايا الطائرات دون طيار على أراضي الكرملين.
وأكّد البيان أن هذا الهجوم على المقر الرئاسي يعدّ عملاً إرهابياً مخطّطاً، ومحاولة لاغتيال رئيس الدولة، وتحتفظ روسيا بالحق في اتخاذ إجراءات انتقامية أينما وكيفما تراه مناسباً.
بدوره كشف المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية عن المكان الذي كان فيه الرئيس بوتين أثناء الهجوم، مبيّناً أن الرئيس كان موجوداً بمقر إقامته بضواحي موسكو في “نوفو أوغاريوفو”.
من جهته، أعلن عمدة مدينة موسكو سيرغي سوبيانين أن العاصمة سوف تحظر إطلاق الطائرات المسيّرة في سمائها بدءاً من اليوم، باستثناء الطائرات المسيّرة التي تستخدم بقرار من سلطات الدولة.
وأشار سوبيانين إلى أن الإطلاق غير المصرّح به لطائرة دون طيار يعدّ “جريمة وينطوي على مسؤولية إدارية وجنائية”.
بدوره، اعتبر النائب في مجلس الدوما الروسي وزعيم حزب “روسيا العادلة” سيرغي ميرونوف أن محاولة اغتيال الرئيس بوتين هي مبرّر لـ”حرب حقيقية” وتصفية قيادة أوكرانيا.
وقال ميرونوف في بيان اليوم: “هذا سبب ومبرّر لحرب حقيقية وللقضاء على النخبة الإرهابية في أوكرانيا، ولدينا شيء لنضرب مخابئهم”.
وأضاف: “بالنسبة إلى زيلينسكي ومجلسه العسكري يمكن أن تكون هناك ثلاثة خيارات فقط، وهي تكرار مصير هتلر أو تكرار مصير الإرهابي دوداييف، أو مواجهة المحكمة الدولية لجرائم الحرب والجرائم الأخرى”.
وفي موقف متطوّر، استبعد رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين إمكانية إجراء مفاوضات مع كييف، بعد محاولة الهجوم الإرهابي على الكرملين، واصفاً هذا الاعتداء بأنه “هجوم على روسيا بأكملها”.
وكتب فولودين في قناته على تليغرام حسب وكالة نوفوستي: “على خلفية ما حدث لا يمكن أن تكون هناك مفاوضات مع نظام زيلينسكي، كما يجب التعامل مع القيادة الأوكرانية الحالية كمنظمة إرهابية”.
وكانت الرئاسة الروسية أعلنت عن إحباط هجوم أوكراني استهدف مقر الكرملين وتوعّدت بالردّ، حيث اعتبرت إطلاق النظام الأوكراني طائراتٍ مسيّرة على الكرملين عملاً إرهابياً مخططاً، ومحاولة لاغتيال رئيس الدولة، وتحتفظ موسكو بالحق في اتخاذ إجراءات انتقامية أينما وكيفما تراه مناسباً.
في سياق متصل، أعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي اليوم إحباط أنشطة شبكة تابعة للمخابرات العسكرية الأوكرانية، كانت تخطط لتنفيذ هجمات إرهابية في شبه جزيرة القرم.
ونقلت سبوتنيك عن الجهاز قوله في بيان: “في إطار القضايا الجنائية التي تم البدء فيها أدلى المتهمون الذين تم إلقاء القبض عليهم باعترافات حول التعاون مع المخابرات العسكرية الأوكرانية من أجل التحضير لهجمات إرهابية في روسيا وارتكابها”، مضيفاً: إن الموقوفين اعترفوا بالتخطيط للقيام بعمليات اغتيال تستهدف إحداها رئيس جمهورية القرم سيرغي أكسيونوف، بينما تم ضبط متفجّرات وأسلحة بحوزتهم خلال عمليات المداهمة.
وأكّد البيان أنه “ثبت أن المنظم المباشر للهجمات الإرهابية ومنسق التحضير لاغتيال كبار المسؤولين هو على صلة وثيقة برئيس مديرية المخابرات الرئيسية في وزارة الدفاع الأوكرانية، كيريل بودانوف”، لافتاً إلى أنه تم توقيف مواطنين روس وأوكرانيين ومواطن بلغاري ضمن عملية إحباط نشاط هذه الشبكة.
وأشار البيان إلى أنه وفي “إطار التحقيق باستهداف السكك الحديدية في جمهورية القرم في الـ23 من شباط 2023 تم تحديد نوع المتفجّرات التي تم ضبطها من المعتقلين مع تلك المستخدمة في ارتكاب هذا العمل التخريبي واتضح أنها تتطابق معها”، مبيّناً أن إجراءات توثيق الأنشطة الإجرامية للمتهمين مستمرة.
وأعلنت أجهزة الأمن الروسية على مدى الأشهر الماضية إحباط العديد من العمليات الإرهابية التي كان يخطط لها عملاء للمخابرات الأوكرانية في عدد من المناطق الروسية.