المتظاهرون إلى الشوارع مجدّداً.. وغانتس: نتنياهو “أسير” للمتطرّفين وحكومته “مفلسة”
الأرض المحتلة – تقارير:
في مؤشر على الانقسام الكبير الذي يعصف بالطبقة السياسية والاجتماعية في كيان الاحتلال الإسرائيلي، وتزامناً مع عودة جلسات كنيست الاحتلال للانعقاد في أعقاب عطلة استمرّت شهراً، عادت المعارضة “الإسرائيلية” للنزول إلى الشوارع احتجاجاً على خطط ما يسمّى إصلاح “النظام القضائي” الذي تسعى حكومة المتطرّفين بقيادة بنيامين نتنياهو لتمريرها.
جاء ذلك في وقت هاجم فيه بيني غانتس زعيم ما يسمّى “معسكر الدولة” المعارض في كيان الاحتلال نتنياهو، معتبراً أنه غير قادر على قيادة الكيان، وأنه “أسير” للمتطرّفين، واصفاً حكومته بـ”المفلسة”.
ودعا غانتس نتنياهو “إلى التوقيع على صفقة إقرار بالذنب والتقاعد من الحياة السياسية”، في إشارة إلى القضايا التي يواجهها أمام المحكمة.
وفي شأن السلوك الأمني للحكومة قال غانتس، الذي شغل سابقاً منصب وزير الحرب بحكومة سابقة لنتنياهو: “أنا لا أفهم الحكومة ولا أعتقد أن هناك أشخاصاً يفهمونها، كان بودّي أن أثني على الحكومة وأن أقول إنهم يفعلون شيئاً جيداً، لكن للأسف لا يمكنني العثور على أيّ شيء جيّد”.
في الأثناء، تظاهر مستوطنون “إسرائيليون” ضد خطة حكومة نتنياهو لإصلاح “النظام القضائي”، على أمل زيادة الضغط على أعضاء الكنيست بعد عودته للانعقاد هذا الأسبوع في أعقاب عطلة استمرّت شهراً.
وأغلق المتظاهرون الطرق والتقاطعات الرئيسية في مستوطنة “تل أبيب” وغيرها، وقالت شرطة الاحتلال إنه تم إلقاء القبض على أحد المتظاهرين لأنه تسبّب في اضطرابات.
كذلك تجمهر العشرات من المتظاهرين خارج منزل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، كما توجّه فريق منهم للاحتجاج أمام منزل الوزير في حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير، حيث تمّ وضع عرض جثث ملطّخة بالدماء تمّت عنونتها بالشعار “بن غفير هذا كبير على قياساتك”.
من جانبها، قالت وسائل إعلام “إسرائيلية”: إنّ قادة الاحتجاجات نشروا رسالة مفادها أن “الأيام التي يتحكّم فيها حزب واحد بالكيان، ويموّل المدارس الدينية، ويعمل على إقامة ديكتاتورية دينية، قد ولّت”.
ووفقاً للوسائل، نادى المتظاهرون بعدم السماح بخفض سن الإعفاء من الخدمة العسكرية للمتشدّدين “الحريديم” وتجنّب “الإضرار بالمساواة في العبء”.
وشارك في الاحتجاجات أيضاً تمثيل عن قطاع “الهايتك” في “إسرائيل” المعروف بمعارضته الشديدة والواضحة للمخطط التشريعي نظراً لحجم الضرر الذي سيلحق بالقطاع في حال أقرّت الخطة التي ترمي إلى تضييق “صلاحيات القضاء”.
يُذكر أن الاحتجاجات ضد حكومة نتنياهو التي تعمّ المستوطنات وخاصة “تل أبيب”، دخلت أسبوعها الثامن عشر.
إلى ذلك، تحدّثت وسائل إعلام “إسرائيلية” عن أنّ عدداً من جنود الاحتلال تركوا وحدتهم الأربعاء، من دون إذن، وبعد ذلك عادوا بأمر من قادتهم إلى القاعدة.
وعدّت صحيفة “إسرائيل هيوم” ما حصل “حادثاً خطراً”، مشيرةً إلى أنّ الجنود هم من كتيبة باراك “12” في لواء غولاني وعددهم 8.
وأضافت الصحيفة: “يجري الحديث عن حادث خطر واستثنائي عمل فيه الجنود خلافاً لأوامر الجيش والمتوقع منه”، موضحةً أنّه “جرى التحقيق في الحادث مع عودة الجنود إلى القاعدة، وقد تمّت محاكمتهم من قادتهم”.
تجدر الإشارة إلى أن الفجوات الداخلية والاتجاهات السلبية التي يسلكها جيش الاحتلال دفعت باحثين وخبراء “إسرائيليين” إلى دقّ جرس الإنذار والتحذير من تراكم المؤشرات والشواهد على فشله في أداء وظيفته، بعدما تحوّل، في رأيهم، إلى “جيش طبقي” يعزّز الفروق ويفاقم الانقسامات الداخلية.
وفي هذا الخصوص، أظهرت نتائج استطلاع للرأي أجراه “ائتلاف الحركات الشبابية” في كيان الاحتلال، ونقلته “القناة الـ12″، أنّ “ثلث الشبان الإسرائيليين لا يريدون أن يجري تجنيدهم”، ما عدّته القناة أمراً خطيراً.