هل ترفع مجموعة السبع العقوبات عن روسيا؟
عائدة أسعد
تشير التطورات الأخيرة المتعلقة باستجابة الغرب للنزاع الأوكراني إلى انقسامات محتدمة ومتّسعة حول الإجماع على الموقف الغربي بشأن الأزمة.
ووفقاً للتقارير، رفض الاتحاد الأوروبي واليابان اقتراح الولايات المتحدة لدول مجموعة السبع بحظر جميع الصادرات إلى روسيا، حيث يهدف الاقتراح إلى استبدال نظام العقوبات الحالي لكل قطاع على حده ضد روسيا بفرض حظر كامل على الصادرات مع استثناءات قليلة فقط.
يبدو أن واشنطن تأمل في أن يتبنى زعماء مجموعة السبع الاقتراح الجديد في قمتهم المقبلة في هيروشيما، الشهر المقبل، من أجل سدّ الثغرات في نظام العقوبات الحالي بشكل فعّال، وتشديد القيود الاقتصادية المفروضة على روسيا بشكل أكثر إحكاماً.
وفي تطور آخر، أفاد موقع “بوليتيكو” الإخباري الأمريكي أن إدارة جو بايدن تستعد بهدوء لاحتمال إعادة التعامل مع الصين بهدف استدراج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى طاولة المفاوضات إذا كان الهجوم المضاد في أوكرانيا في الربيع أقل من التوقعات. كما أثارت المحادثات الهاتفية بين الزعيمين الصيني والأوكراني الآمال في إمكانية تهيئة الظروف الضرورية لوقف إطلاق النار في وقت مبكر، ومن شأن تقديم واشنطن دعمها أن يعزّز تلك الآمال.
إن هذا كله يدلّ على أنه بعد أكثر من عام من الدعم الشامل لأوكرانيا والضغط المتزايد باستمرار على روسيا، تواجه الولايات المتحدة وحلفاؤها شكوكاً في ساحة المعركة، ويشعرون بردّ فعل عنيف لنظام العقوبات ضد روسيا.
لقد بات من الواضح أنه لم تنجح العقوبات قط في حلّ النزاعات الإقليمية، ولن تتأثر أزمة بحجم الأزمة في أوكرانيا أيضاً بالعقوبات التي تقودها الولايات المتحدة، ناهيك عن أنه بينما تفشل العقوبات الغربية في إجبار روسيا على الاستسلام، فإنها تضرّ الاقتصاد العالمي وسلاسل التوريد العالمية أكثر مما تنفع.
فالدول الغربية فرضت عقوبات على روسيا على أمل خنق قنوات تصدير الطاقة وتدمير اقتصادها، لكن هذه العقوبات أدت إلى نتائج عكسية، وأضرّت بحلفاء الولايات المتحدة وأثارت أزمة طاقة عالمية، كما عطّلت التجارة وفاقمت التضخم وتركت العديد من الاقتصادات تتأرجح على شفا الركود.
إن المزيد من أعضاء المجتمع الدولي، بما في ذلك الصين، قد بثّوا مقترحاتهم لوقف إطلاق النار، وإنهاء الصراع في أوكرانيا، وبعد أكثر من عام من الجهود المتواصلة لتكثيف الأعمال العدائية من خلال تصعيد العقوبات وتوفير الأسلحة والمساعدة العسكرية لأوكرانيا، يجب على الدول الغربية أن تنتبه إلى حقيقة أن التسوية السياسية مطلوبة أكثر من أي وقت مضى، وليس المزيد من العقوبات.
يجب على قادة مجموعة السبع أن ينظروا إلى الأزمة الأوكرانية من منظور عالمي طويل الأمد، وليس من خلال عدسة أيديولوجية ملوثة بمواجهة الكتلة، وعقلية الحرب الباردة، وعليهم أن يتصرفوا بطريقة مسؤولة في قمتهم المقبلة لمجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، وأن يدعوا إلى السلام بدلاً من زيادة تأجيج نيران الصراع.