صحيفة البعثمحليات

ازدياد الأزمات القلبية في الأوساط الشبابية.. والشدة النفسية في مقدمة المسببات

دمشق – حياة عيسى

شهدت الآونة الأخيرة انتشاراً ملحوظاً للأزمات القلبية الشبابية التي من شأنها أن تودي بحياتهم، الأمر الذي يستحق تسليط الضوء عليه، حيث أكد الدكتور أحمد الحسين اختصاصي داخلية قلبية لـ”البعث” أهمية العضلة القلبية كون كافة خلايا الجسم تعتمد عليها من ناحية التروية، وبيّن أن” نقص التروية القلبية” أو “الجلطات” القلبية من الأمراض الشائعة ولاسيما عند الشباب، كونها المسبّب الأول للوفيات عند كافة الشرائح عالمياً، لذلك يجب التعرف على عوامل الخطورة والابتعاد عنها ووضع أساسيات للمراجعة والاستشارة الطبية لتجنّب الإصابات الخطيرة، والتي تتمثل بالتضيق العصيدي الذي يؤثر على جريان الدم، وخطورة التدخين، والأمراض المزمنة وعلى رأسها داء السكري، العامل الوراثي، اضطرابات الشحوم والكولسترول.

وتابع الحسين أن الأزمات القلبية عند الشباب قاتلة مع التقدم بالعمر، وحسب  المنحنى البياني للإصابة بالأزمة القلبية تكون الإصابات عند الذكور فوق الـ50 سنة وعند الإناث فوق الـ60 عاماً، ولكن هناك انزياحاً بالمنحى خلال السنوات القليلة الماضية، وبالتالي لوحظت أزمات قلبية قاتلة ومؤذية بأعمار صغيرة، وبالتالي يجب تسليط الضوء عليها وتفسيرها حسب التشريح البنيوي في شرايين العضلة القلبية، وأن الشرايين الأساسية ثلاثة شرايين (الشريان الأمامي النازل، الشريان المنعكس، الشريان الأيمن)، الشرايين المغذية بالإضافة لتفرعاتها، فعند الشباب لا يوجد هناك شبكة احتياطية أو الدوران الرادف أو المفاغرات بين الشرايين، وتلك الشبكة تتكوّن مع التقدم بالعمر، وبالتالي حجم الأذية القلبية يكون أقل مع التقدم بالعمر، وعند حدوث أذية على أحد الشرايين الأساسية عند الشباب فإن هذا يؤدي إلى انقطاع الدم على قسم واسع، وبالتالي يؤدي إلى أذية قلبية خطيرة، تدخل المريض الشاب بصدمة قلبية خطيرة أو باضطرابات أنظمة قلبية وقصور قلب حاد، لغياب الدوران الرادف بين الشرايين القلبية، حيث يعدّ السبب الرئيسي لتكوّن الأزمات القلبية عند تلك الشريحة خطيراً ومميتاً في أغلب الأحيان.

وأشار الحسين إلى أن التخفيف من الأزمات القلبية ضروري جداً، كونها تؤثر على المجتمع بشكل كبير، لذلك يجب التنبّه عند الإحساس ببعض الأعراض كالألم الصدري الحارق المنتشر للعنق والذراع الأيسر والذلة التنفسية، والتوجّه نحو الاستشارة القلبية ولاسيما بوجود عامل الخطورة، والأهم بموضوع الأمراض المزمنة حسب –الجمعية العالمية لأمراض القلب- بالتوصيات قبل العلاج الدوائي تعديل النمط الحياتي “اللايف ستايل” والابتعاد عن عوامل الخطورة وممارسة الرياضة والتقليل من الملح والسكريات، إضافة إلى الاستشارات القلبية بشكل دوري.

من جهته الدكتور أيهم شيخة اختصاصي نفسية يتحدث بالقول إن كلّ ما هو نفسي له أرضية بيولوجية، وهي عبارة عن كيمياء أو كهرباء في الدماغ من شأنها أن تؤثر وتنعكس على الجسم عندما تكون الشدة قوية تؤثر على الجسم بكافة أعضائه ولاسيما القلب، وتؤدي إلى حدوث أزمات قلبية نتيجة وجود هرمونات الشدة، التي تعتبر مرتبطة من الناحية النفسية بشدة الأزمة والعمر، وهنا يعتبر الرابط الأساسي بينها نفسياً، فالعمر له تأثير عندما يكون هو العامل الرئيسي وكذلك الشدة.

وأشار شيخة إلى أن الخوف من كثرة الجلطات وزيادة التفكير يؤدي إلى ضغط نفسي، لذلك يجب اتباع خطين علاجين، علاج دوائي أو سلوكي معرفي، والطبيب النفسي هو الذي يحدّد الخطة العلاجية لكلّ حالة على حده لضمان النجاح بالخطة، ومن الممكن اتباع العلاج الدوائي والسلوكي معاً، لبناء أفكار معيّنة والتصرف بسلوكيات معينة للتخلص من الخوف لفهم الحالة وتقبلها.