مجلة البعث الأسبوعية

الجديد في اجتماع عمَان

 د. مهدي دخل الله

سجل البيان الختامي لاجتماع عمان تطوراً ملحوظاً بالمقارنة مع بيان جدة . اجتماع عمان ضم وزراء خارجية سورية و الأردن و مصر و العراق و السعودية ، بينما ضم اجتماع جدة وزيري خارجية سورية و السعودية ..

التطور ظهر على مستويين : مستوى المواقف ، ومستوى المتابعة ( الإجراءات التنفيذية ) .. لكن ، قبل أي شيء ، لا بد من التأكيد على أن التطورات كلها جاءت نتيجة تامة و مباشرة لتقدم سورية مراحل مهمة على طريق الانتصار ، وهي نتيجة لتضحيات الجيش و الشعب و القيادة التاريخية للرئيس الأسد ..

 

أولاً – فيما يتعلق بالتطورات في المواقف ، من الجدير ذكر مسألة ما يسمى بالحل السياسي بالمقارنة مع مفهوم المصالحة . كانت البيانات و التصريحات السابقة تصر على ما يسمى بـ ( التسوية السياسية ) و كأن هناك نديْن في ( الأزمة ) السورية . بالمقابل ، كانت سورية تؤكد على المصالحة و العفو كعملية أثبتت نجاحها و نجاعتها في مناطق عدة في سورية ..

بيان عمان سجل تقدماً في تأكيده أن المصالحة الوطنية هي المستند و الهدف و أن مصطلح

( التسوية أو الحل ) ينبغي أن يخدم مفهوم المصالحة . و نلاحظ في البيان ، على الرغم مما سبق ذكره ، إشارة من وزراء الأردن و مصر والعراق ( وليس الاجتماع ) إلى اللجنة الدستورية و الحل السياسي . وهنا ، لا بد من ملاحظة أمرين : أولاً أن الدول الثلاث في حديثها عن الحل السياسي ربطته أيضاً بالمصالحة ؛ ثانياً أن الاجتماع ( بما فيه سورية ) وافق على مفهوم عملي عنوانه ( التدرج نحو التوصل لحل سياسي ) ، مع ذكر ( الخطوات الإيجابية للحكومة السورية ) في السياق نفسه ..

وهناك مواقف أ كثر وضوحاً و لغة أقوى في مسألة الاعتراف بالسيادة السورية على كامل أراضي الجمهورية ، و فرض القانون السوري على هذه الأراضي .

وهناك أيضاً تعابير أكثر قوة في التأكيد على خروج القوات غير الشرعية ، وهذا التأكيد على ( غير الشرعية ) مهم لأنه اعتراف بسيادة سورية و حرية قرارها في الدعوة الشرعية لحلفائها ..

و بصدد مسألة مكافحة الإرهاب ، فاللغة هنا أيضاً أكثر تركيزاً ، خاصة أن البيان اعتبر وجود الإرهاب في سورية تهديداً إقليمياً ، بمعنى أن الدول المجتمعة تعتبر مكافحة الإرهاب أمراً يعنيها هي أيضاً .

 

ثانياً – يتميز بيان عمان عن سابقيه بأنه لا يكتفي بالمواقف و إنما يتعداها إلى أدوات التنفيذ عبر إجراءات محددة .

1 – اتفق الوزراء على المتابعة بأجندة محددة وفق جدول زمني . و هذا مهم كي لا يبقى البيان مجرد رغبات .

2 – الآمر المميز الآخر أن الوزراء اتفقوا على تشكيل فريقيْ عمل سياسييْن أمنييْن لمعالجة مسألة تهريب المخدرات .

3 – وهناك أمر محدد ، وهو الاتفاق على إجراءات فعالة لأمن الحدود المشتركة .

4 – تشكيل فريق أمني لمتابعة مخرجات الاجتماع . وهذا فيه تأكيد مهم على التنفيذ ..

5 – التواصل مع الدول العربية و الدول الصديقة و الأمم المتحدة لاطلاعهم على مخرجات الاجتماع ( وهذا أيضاً اجراء تنفيذي مهم ) ..

6 – هنا من المهم الإشارة إلى أن الاجتماع أكد موقف سورية ، و هو أن اللاجئين يعودون إلى مناطقهم و قراهم ، لا إلى منطقة تجمع محددة خاضعة للاحتلال ، كما كانت تركيا تطرح ..

mahdidakhlala@gmail.com