المقاومة تتصدّى للاحتلال في نابلس.. ومخطّط جديد لإقامة 1248 مستوطنة
الأرض المحتلة – تقارير:
تصدّى عناصر المقاومة الفلسطينية لاقتحام نفّذته قوة من الاحتلال الإسرائيلي فجر الإثنين في نابلس في الضفة الغربية المحتلة، وفي الأثناء قامت قوات الاحتلال بشنّ حملة دهم واعتقال في عددٍ من مناطق الضفة ما أسفر عن اعتقال 19 فلسطينياً.
جاء ذلك في وقت أعلنت فيه سلطات الاحتلال مخطّطاً جديداً لإقامة 1248 وحدة استيطانية في الضفة.
وذكرت وكالة وفا، أن المخطط الجديد يهدف إلى توسيع مستوطنات مقامة في مدن القدس وبيت لحم والخليل ومناطق شمال الضفة.
وتواصل سلطات الاحتلال توسيع عمليات الاستيطان، متجاهلةً رفض المجتمع الدولي وعشرات القرارات الأممية التي تؤكد عدم شرعية الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتطالب بوقفه.
ميدانياً، اشتبك المقاومون في سرايا القدس – كتيبة نابلس مع قوات الاحتلال خلال اقتحامها عدّة مناطق في محافظة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، واقتحمت قوة “إسرائيلية” خاصة منطقة شارع عمان ومحيط مخيم بلاطة وقبر يوسف بعدد من الآليات العسكرية، فتصدّى لها مقاومو كتيبة نابلس واندلعت اشتباكات مُسلّحة، ما أجبرها على الانسحاب في النهاية، وأطلق المقاومون صليات كثيفة من الرصاص على القوات التي اقتحمت المنطقة الشرقية في نابلس، بينما انتشر قناصة الاحتلال في محيط مقام يوسف، ما أدّى إلى انطلاق صفارات الإنذار.
في الأثناء، اعتقلت قوات الاحتلال تسعة عشر فلسطينياً في مناطق متفرقة بالضفة، وذلك بعد اقتحامها عدة أحياء في نابلس وبيت لحم وقرى العساكر والعروج وحرملة جنوبها ومخيم الجلزون وبلدة دير أبو مشعل في رام الله وبلدات يعبد وبرقين في جنين والعيسوية في القدس وحبلة في قلقيلية.
وفي قطاع غزة المحاصر، توغّلت قوات الاحتلال بعددٍ من الجرافات والآليات العسكرية في الأطراف الشمالية للقطاع، وجرّفت مساحاتٍ من الأراضي الزراعية.
من جانبهم، اعتدى مستوطنون إسرائيليون على المزارعين الفلسطينيين في قريتي جالود وقريوت جنوب مدينة نابلس.
واقتحم المستوطنون بحماية قوات الاحتلال منطقتي الصرارة في قريوت وخلة الوسطى في جالود، واعتدوا على المزارعين، ونكلوا بهم، ومنعوهم من مواصلة العمل في أراضيهم، كما قاموا بإعطاب إطارات جرار زراعي.
سياسياً، طالب رئيس وزراء السلطة الفلسطينية محمد اشتية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونسكو” بالتدخل لمنع سلطات الاحتلال من إقامة بؤرة استيطانية قرب المنطقة الأثرية في بلدة سبسطية بمدينة نابلس، محذراً في تصريحات له من أن إقامة الاحتلال للبؤرة سيلحق أضراراً فادحة بالمنطقة الأثرية.
إلى ذلك، دعا اشتية الشعب الفلسطيني في جميع أماكن وجوده بالعالم ومناصري العدالة والحرية والمتضامنين مع القضية الفلسطينية للخروج الإثنين القادم إلى الساحات والميادين للمطالبة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، واستعادة الفلسطينيين لحقوقهم الوطنية المشروعة الثابتة غير القابلة للتصرّف، وفي مقدّمتها حق اللاجئين في العودة إلى ديارهم التي هجّرهم الاحتلال منها.
ولفت اشتية إلى أن القرار الذي أصدرته الجمعية العامة في تشرين الثاني الماضي والذي يقضي بتكريس أنشطتها في عام 2023 لإحياء الذكرى الـ75 للنكبة، بما في ذلك إقامة حدث رفيع المستوى في قاعة الجمعية العامة في الـ15 من أيار الجاري يشكّل بداية واعدة لتحرك دولي واسع وفعّال ضدّ حرب الإبادة والتطهير العرقي التي يمارسها الاحتلال ضد الفلسطينيين.
من جانبها، أكّدت وزارة خارجية السلطة الفلسطينية أن الاحتلال يضرب عرض الحائط بجميع قرارات الشرعية الدولية التي تطالب بوقف الاستيطان باعتباره غير قانوني وغير شرعي، وجريمة تهدّد بتقويض فرص إقامة الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس، ما يستدعي تحرّكاً جدّياً من المجتمع الدولي لوقفه وإلزامه بتنفيذ القرارات الأممية ذات الصلة.
وأدانت الخارجية في بيان، إعلان سلطات الاحتلال مخططاً لإقامة 1248 وحدة استيطانية جديدة لتوسيع مستوطنات مقامة في القدس وبيت لحم والخليل ومناطق شمال الضفة الغربية، معتبرةً أن توسيع الاستيطان تحدٍّ سافر لإرادة المجتمع الدولي، واستخفاف بالمواقف الدولية التي تحذر من مخاطره.
ورأت الخارجية أن سلطات الاحتلال تستغل ازدواجية المعايير الدولية لتنفيذ المزيد من مخططاتها الاستعمارية التوسعية، والمضي قدماً في عمليات الضم التدريجي للضفة، مشدّدةً على أن إفلات “إسرائيل” المستمر من المحاسبة على جرائمها يشجّعها على ارتكاب المزيد منها، وفي مقدّمتها الاستيطان.