أخبارصحيفة البعث

15 شهيداً وعشرات الجرحى بعدوان للاحتلال على غزة.. وحالة من الهلع تسيطر على المستوطنين

الأرض المحتلة – تقارير:

ارتكب طيران الاحتلال الإسرائيلي مجزرة جديدة في قطاع غزة المحاصر واستهدف قادة من حركة الجهاد الإسلامي ومدنيين فلسطينيين بعد أيام على سريان مفعول وقف إطلاق النار بين المقاومة وكيان الاحتلال في القطاع، وجاءت المجزرة بمباركة أمريكية على ما ذكرت وسائل إعلام العدو.

وأدانت حركة الجهاد وفصائل المقاومة الفلسطينية المجزرة وتعهّدت بالردّ على العدوان، بينما سيطر الهلع على المستوطنين وهرعوا لإخلاء للمستوطنات المحيطة بغزة خشية من صواريخ المقاومة.

في الأثناء، واصل الاحتلال اعتداءاته على الضفة الغربية المحتلة واقتحمت قواته مناطق متفرّقة من الضفة، ما أدّى إلى اعتقال وإصابة العشرات من الفلسطينيين.

وفي التفاصيل، شنّ طيران الاحتلال الإسرائيلي فجر الثلاثاء سلسلة من الغارات استهدفت عدداً من الأحياء السكنية وسط قطاع غزة وفي رفح وخان يونس جنوبه وبيت حانون شماله، ما أدّى إلى استشهاد 13 فلسطينياً بينهم القياديون في حركة الجهاد الإسلامي جهاد الغنام وخليل البهتيني وطارق عز الدين، إضافة إلى أربعة أطفال وأربع نساء، فضلاً عن إصابة 20 فلسطينياً بينهم 3 أطفال و7 نساء بعضهم حالتهم حرجة وإلحاق أضرار كبيرة بالبنية التحتية.

وجدّد الاحتلال الإسرائيلي مساء الثلاثاء عدوانه على غزة، واستُشهد فلسطينيان اثنان في غارة للطيران المعادي استهدفت بلدة القرارة شرق خانيونس جنوب القطاع.

وحسب مصادر طبية فلسطينية، تم انتشال جثماني شهيدين من مركبة استهدفتها طائرة استطلاع “إسرائيلية”، وأشارت إلى أنه تم نقل إصابتين من منزل مجاور في المنطقة التي تعرّضت للقصف.

وعقب المجزرة ساد الهلع في صفوف المستوطنين وأفادت وسائل إعلام “إسرائيلية” بـ”إجلاء مئات المستوطنين من مستوطنات غلاف غزة”.

وأشارت الوسائل الإسرائيلية إلى إغلاق كل الطرقات في غلاف غزة خشيةً من إطلاق صواريخ مضادة للدروع، كما لفتت إلى أنّ هناك “خشية من إطلاق صواريخ من غزة إلى مدى يزيد على 50 كلم”.

وفي إشارة إلى مباركة واشنطن للمجزرة أشارت القناة السابعة “الإسرائيلية” إلى أنّ “إسرائيل أطلعت الولايات المتحدة الأميركية على العملية المخطط لها في غزة قبل حدوثها”.

من جانبها، أصدرت حركة الجهاد الإسلامي بياناً قالت فيه: “ننعى شهداءنا القادة ومعهم زوجاتهم وعدد من أبنائهم، ونؤكد أن دماء الشهداء ستزيد من عزمنا ولن نغادر مواقعنا وستبقى المقاومة مستمرة ولن تتوقف إلا بزوال الاحتلال”، مشيرةً إلى أن الردّ على هذه الجريمة النكراء لن يتأخر، وأن كل الخيارات مفتوحة أمام المقاومة.

بدورها، قالت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية: إن “الغرفة المشتركة إذ تنعى شهداء شعبنا، تحمّل العدو المجرم المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذه الجريمة الجبانة، وعلى الاحتلال وقادته الذين بادروا بالعدوان أن يستعدّوا لدفع الثمن بإذن الله”.

كذلك حذرت رئاسة السلطة الفلسطينية من خطورة تمادي الاحتلال الإسرائيلي في جرائمه بحق الشعب الفلسطيني، مطالبةً المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات جدية لوقفها.

وأدان المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة تصعيد الاحتلال الإسرائيلي عدوانه، واستهدافه الأطفال والنساء والمنازل في قطاع غزة المحاصر وفي مدينة نابلس بالضفة الغربية، مشيراً إلى أن هذا التصعيد الخطير سيجرّ المنطقة إلى المزيد من التوتر وعدم الاستقرار.

من جهتها، طالبت وزارة خارجية السلطة الفلسطينية المجتمع الدولي بتدخل عاجل لوقف العدوان الإسرائيلي على القطاع، مشيرةً إلى أن المجزرة التي ارتكبها الاحتلال امتداد لحربه المفتوحة ضد الشعب الفلسطيني واستمرار لمحاولات سلطات الاحتلال تصدير أزماتها وحلّها على حساب حقوق الفلسطينيين.

بدورها أوضحت القيادة الفلسطينية لحزب البعث العربي الاشتراكي أن هذه الجريمة تأتي استكمالاً لحصار الكيان المغتصب للقطاع وشعبه، وتوسيعاً لعدوانه الشامل على الشعب الفلسطيني في جميع أنحاء فلسطين الذي يجسّد طبيعته القائمة على القتل والتدمير والتهجير، مؤكدةً أن المقاومة هي السبيل الوحيد للتحرير والعودة.

كذلك أدانت طلائع حرب التحرير الشعبية “قوات الصاعقة” هذه الجريمة التي “تؤكد للعالم كله مدى وحشية وعنصرية وإجرام الكيان الصهيوني الباطل والزائل حتماً بحكم الواقع والتاريخ”، مشدّدةً على حتمية انتصار الشعب الفلسطيني ومقاومته لنيل حريته واستقلاله وسيادته.

من جهتها، أوضحت حركة فتح أن المجزرة لن تنال من صمود الفلسطينيين وتمسّكهم بحقوقهم الوطنية المشروعة وإصرارهم على دحر الاحتلال المجرم الذي لم يجد إلا الإرهاب وسيلة لحل أزماته الداخلية.

بدورها، أكّدت حركة حماس أن المجزرة لن تزيد المقاومة إلا إصراراً على مواصلة النضال، لافتةً إلى أن الاحتلال سيدفع ثمن جريمته وأن المقاومة موحدة في مواجهته، وهي وحدها من يحدّد الطريقة التي ستردّ بها.

ومن جانبهم، أدان كل من رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، ورئيس وزراء السلطة الفلسطينية محمد اشتية، وقاضي قضاة فلسطين محمود الهباش المجزرة مطالبين المجتمع الدولي بالتدخل لحماية الفلسطينيين.

عربياً، أدانت الجزائر بشدة العدوان الذي شنّته قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.

وقالت وزارة الخارجية الجزائرية في بيان نقلته وكالة “واج” الرسمية: “تدين الجزائر بشدة الغارات الجوية الغاشمة التي شنّتها قوات الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة، مخلفةً العديد من الشهداء والجرحى من بينهم أطفال ونساء، وتعرب عن قلقها البالغ أمام العمليات الهمجية المتتالية والتصعيد الخطير لقوات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني في تعدٍّ صارخ على جميع القوانين والأعراف الدولية”.

وأضاف البيان: “إن الجزائر وإذ تجدّد تضامنها الكامل والدائم مع الشعب الفلسطيني فإنها تدعو المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن الدولي للتدخل العاجل لوقف هذه الاعتداءات الإجرامية المتكرّرة والممنهجة، وفرض احترام حقوق الشعب الفلسطيني وعلى رأسها حقّه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.

وفي لبنان، اعتبر حزب الله أن العدوان الإسرائيلي ‏جريمة موصوفة بحق الإنسانية تجسّدت فيها كل معاني الغدر والإرهاب وترويع الآمنين.

وقال الحزب في بيانٍ له: إن هذا العدوان ‏برسم كل المنظمات الإنسانية والدولية والحكومات، وما يسمّى الضمير العالمي لاتخاذ المواقف ‏والخطوات المناسبة في مواجهة هذا الإجرام المتمادي. ‏

وأعرب الحزب في بيانه عن اعتزازه وافتخاره بنيل ثلة من المقاومين الفلسطينيين شرف الشهادة، مؤكداً أن قتل قادة المقاومة سيزيد أمتنا وعياً ‏ووحدة ويجعلها أشدّ عزيمة وصلابة وتصميماً على المضي في خيار المقاومة حتى ‏تحقيق النصر الكامل.

من جانبه، أشار رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، إلى أن “المجزرة في غزة تعبّر عن المأزق الذي يتخبّط به الكيان الإسرائيلي”، مشدّداً على أن سواعد المقاومين وبأسهم هي اللغة التي يفهمها العدو الإسرائيلي.

كذلك أدان كل من المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى والمكتب السياسي لحركة أمل ومنسق عام جبهة العمل الإسلامي الشيخ زهير عثمان الجعيد في لبنان، العدوان الصهيوني.

دولياً، أدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني بشدة المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا” عن كنعاني قوله في بيان: إن “هذه الجريمة تمثل هجوماً إرهابياً سقط ضحيته نساء وأطفال ومدنيون عزل”، مشيراً إلى أن “هذا العمل الذي قام به الكيان الصهيوني عشية يوم النكبة يمثل دليلاً على عجز وضعف هذا الكيان بمواجهة المقاومة البطولية للشعب الفلسطيني ضد الأعمال العدوانية، وخطوة تهدف إلى صرف الرأي العام عن الوضع الداخلي غير المستقرّ والحرج للغاية الذي يعيشه”.

وأكّد كنعاني، أن صمت وتقاعس الهيئات الدولية تجاه ممارسات الكيان الصهيوني، ودعم الدول الغربية له هو العامل الأهم في تصاعد غطرسته واستمراره بجرائمه، داعياً إلى ضرورة اتخاذ الدول الإسلامية إجراءاتٍ فورية وفعّالة ورادعة ومنسقة لوقف جرائم هذا الكيان.

إلى ذلك، أصيب عشرات الفلسطينيين خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي البلدة القديمة في مدينة نابلس بالضفة الغربية.

وذكرت وكالة وفا، أن أعداداً كبيرة من قوات الاحتلال اقتحمت البلدة من عدة محاور وسط إطلاق وابل من الرصاص وقنابل الغاز السام، ما أدّى إلى إصابة 13 فلسطينياً بالرصاص بينهم طفل وأكثر من 100 بحالات اختناق، كما قامت باعتقال فلسطينيين اثنين.

جاء ذلك في وقت أصيب فيه عشرات الفلسطينيين نتيجة اعتداء قوات الاحتلال عليهم وسط الخليل.

واعتدت قوات الاحتلال على الفلسطينيين عند مدخل البلدة القديمة وسط الخليل بينهم أعضاء في مجلس البلدة وأطلقت عليهم قنابل الغاز السام، ما أدّى إلى إصابة العشرات بحالات اختناق.