في الذكرى الـ75 للنكبة.. مظاهراتٌ ووقفات تضامنية في أوروبا دعماً للشعب الفلسطيني
الأرض المحتلة – تقارير:
نظّمت الجاليات والمؤسسات الفلسطينية ولجان التضامن مع الشعب الفلسطيني مظاهراتٍ ووقفات تضامنية اليوم في عدد من العواصم والمدن الأوروبية، بمناسبة الذكرى الـ75 للنكبة، بينما تحيي الأمم المتحدة غداً الذكرى لأول مرة منذ عام 1948، من خلال قرار اعتمدته الجمعية العامة في نهاية شهر تشرين الثاني الماضي، ونص على اعتبار الـ15 من أيار من كل عام يوماً لإحياء ذكرى هذه النكبة.
وفي التفاصيل، نظّم الفلسطينيون مظاهرة في ألمانيا ورفع المشاركون في المظاهرات التي جابت شوارع مدن فرانكفورت وهسن وشتوتغارت الأعلام الفلسطينية، وردّدوا هتافاتٍ تندّد بانتهاكات وجرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية.
وفي العاصمة النرويجية أوسلو، نظّمت الجالية والمؤسسات الفلسطينية وقفة تضامنية أمام مقر البرلمان بمشاركة سياسيين وبرلمانيين ومتضامنين أجانب، أكّد المشاركون خلالها ضرورة إنهاء المأساة المستمرة للشعب الفلسطيني، وحقه في العودة إلى أرضه ودياره التي هجّر منها، مطالبين المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال وإجباره على إنهاء احتلاله للأراضي الفلسطينية.
وفي العاصمة لندن أحيت سفارة دولة فلسطين في بريطانيا ذكرى النكبة في حفل حضره أكثر من 400 شخص، من بينهم برلمانيون بريطانيون وسفراء عرب وأجانب، إضافة إلى ممثلين عن لجان التضامن البريطانية والجاليات الفلسطينية والعربية والإسلامية.
وعبّر المشاركون في الحفل الذي تم إحياؤه في قاعة “ويستمنستر” التي احتضنت الجلسة الأولى للجمعية العامة للأمم المتحدة في كانون الثاني عام 1946 تأييدهم للشعب الفلسطيني في نضاله ومقاومته للاحتلال حتى دحره وتحرير الأرض واستعادة الحقوق الوطنية المشروعة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس.
ولفت سفير فلسطين لدى بريطانيا حسام زملط إلى أنه دون فهم عميق للنكبة وتدارك الظلم الذي تسبّب به الاحتلال للشعب الفلسطيني على مدى 75 عاماً، فلن يكون هناك حل عادل للقضية الفلسطينية، وقال: مع استمرار مخططات الاحتلال الاستيطانية في الأراضي المحتلة، فإن النكبة لا تزال مستمرة، وعلى الرغم من وضوح القانون الدولي هناك حتى الآن أكثر من ستة ملايين لاجئ فلسطيني في مخيمات اللجوء في المنطقة.
من جهتها، قالت المقرّرة الأممية لحقوق الإنسان في فلسطين فرانشيسكا ألبانيزي التي شاركت في الحفل: أنا مصدومة من مدى القيود المفروضة على نقاش قضية الشعب الفلسطيني وحقوقه في بريطانيا حتى في مؤسسات يُتوقّع منها أن تكون منابر للحرية الفكرية كالجامعات، مطالبةً بأن يكون حق تقرير المصير وعودة اللاجئين جزءاً لا يتجزأ من أي حل للقضية الفلسطينية.
وتخلل الحفل تقديم عروض موسيقية من موسيقيين فلسطينيين ولبنانيين، إضافة إلى الوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح الشهداء الفلسطينيين.
وفي الداخل المحتل، طالبت اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته، ورفع الظلم التاريخي الذي لحق بالشعب الفلسطيني منذ 75 عاماً، عبر وقف سياسة الكيل بمكيالين، وتوفير الحماية الدولية للفلسطينيين، ومحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رمزي خوري بمناسبة الذكرى الـ75 للنكبة: إن الاحتلال يواصل منذ 75 عاماً سياساته الوحشية بحق الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدّساته، بما فيها جرائم التطهير العرقي والتهجير القسري، وخاصةً في مدينة القدس المحتلة بغية تهويدها، وتغيير الوضع الديموغرافي فيها، وتفريغ المنطقة من الوجود الفلسطيني لإقامة المزيد من البؤر الاستيطانية في أحيائها.
بدورها، أكّدت الفصائل والمنظمات الفلسطينية أن العودة حق شرعي ومقدّس، ولا يسقط بالتقادم، مشدّدين على استمرارهم في مواجهة مخططات الاحتلال الإسرائيلي الرامية إلى إنهاء قضية اللاجئين.
وأكّد المشاركون في مهرجانين خطابيين بمدينتي جنين وطولكرم إحياء لذكرى النكبة، أن حق العودة حق شرعي ومقدّس لا يسقط بالتقادم، مشدّدين على التمسك به وبحقوق الشعب الفلسطيني الوطنية الثابتة غير القابلة للتصرف، على الرغم من مسلسل الجرائم المستمر للاحتلال في قطاع غزة والضفة الغربية، ومحاولة سرقة التراث الفلسطيني واستهداف كل المكوّنات الفلسطينية.
من جانبها، أكّدت القيادة الفلسطينية لحزب البعث العربي الاشتراكي أن النكبة وتداعياتها ونتائجها الكارثية مستمرة باستمرار الطغيان والتزييف للحقائق والتاريخ في ظلّ استمرار العدو الصهيوني بممارساته الوحشية بحق الفلسطينيين، مؤكدةّ أنه مهما غلت التضحيات فإن الشعب الفلسطيني لن يتنازل عن حقه في العودة إلى أرض الآباء والأجداد.
وأشارت إلى أن مفتاح العودة يتمثل بإنهاء الانقسامات ونبذ الخلافات والوحدة الوطنية وتعزيز العمل الوطني، مشدّدة على أن المقاومة هي الطريق الوحيد لاستعادة الحقوق، وذلك بدعم من دول وقوى محور المقاومة وفي مقدّمتها سورية التي احتضنت القضية الفلسطينية واعتبرتها قضيتها المركزية.
ميدانياً، أصيب واعتقل عدد من الفلسطينيين اليوم خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرقة بالضفة الغربية المحتلة.
فقد اقتحمت قوات الاحتلال البلدة القديمة في نابلس وسط إطلاق الرصاص وقنابل الغاز السام، ما أدّى إلى إصابة فلسطيني بجروح والعشرات بحالات اختناق، كما قامت باعتقال شابين، بينما اعتقلت فلسطينيين اثنين أثناء مرورهما قرب أحد حواجزها في قرية دير شرف غرب مدينة نابلس، بينما اعتقلت آخر في بلدة قباطية جنوب جنين.
كذلك داهمت بلدات قطنة والعيسوية وجبل المكبّر في القدس وحلحول في الخليل، واعتقلت سبعة فلسطينيين.
من جهة أخرى، اعتدى مستوطنون إسرائيليون على أراضي الفلسطينيين في قرية حوسان غرب مدينة بيت لحم، وقطعوا 15 شجرة زيتون، و10 أشجار من اللوز، وهدموا الأسوار المحيطة بعدد من الأراضي.
إلى ذلك، أعلنت لجنة الطوارئ العليا للحركة الفلسطينية الأسيرة الاثنين إضراباً عن الطعام ليوم واحد فقط، للضغط على الاحتلال الإسرائيلي للإفراج عن الأسير المصاب بالسرطان وليد دقة وإنهاء عزل جميع الأسرى.
وأوضحت اللجنة في بيان، أن هذه الخطوة هي الأولى ضمن خطوات نضالية قادمة، وذلك في سياق نضال الأسرى المستمر ضد انتهاكات الاحتلال، مشيرةً إلى أن استشهاد الأسير المضرب عن الطعام خضر عدنان جعل الأسرى أكثر إصراراً على مواصلة التسلّح بالإضراب عن الطعام لمواجهة السجان الإسرائيلي.
وطالبت اللجنة أحرار العالم باستخدام جميع أدوات الضغط والنضال لتحرير الأسير وليد دقة قبل فوات الأوان.