تنوّع واسع في معرض “الفينيق” بجامعة تشرين
اللاذقية- مروان حويجة
طوى المعرض الفنّي الثقافي التراثي المنوّع “الفينيق” شراعه بعد أيام حافلة بالعروض الإبداعية الجديدة التي قدّمها المهرجان لزوّاره وللمهتمين بالتراث والأشغال اليدوية والمنتجات البيئية، التي توزّعت على أجنحة المهرجان، واحتضنتها صالة المكتبة المركزية في جامعة تشرين بالتعاون بين مكاتب الإعداد والشباب والاقتصادي في فرع الجامعة للحزب. وما ميّز “الفينيق” في نسخته الثالثة هذا العام هو اتساع حجم المشاركات الجديدة وتنوّع المعروضات التي شملت التراث والفن التشكيلي والرسم والأعمال اليدوية والمنتجات الغذائية والمستحضرات الطبيعية، وشكّل المعرض فرصة بالغة الأهمية للكشف عن المواهب والإبداعات والتعريف بالمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، وسلّط الضوء على الطبيعة السورية الخلّابة الغنية بالموارد الطبيعية المتنوعة، وعلى جمالية هذه الطبيعة وتنوعها الحيوي البيئي.
وفي جولة سريعة في رحاب المعرض أمكن تسجيل مشاركة واسعة لعارضين منتجين وحرفيين موهوبين وفنانين واعدين ممن أغنوا المعرض بمنتجات طبيعية وأغذية، وأعمال تدوير مخلّفات، صبّارات، أزهار، رسم، تصوير، نحت، رمل ملوّن، إكسسوارات، صوف، كروشيه، وغيرها من الأعمال اليدوية، فالفنانة الرسامة غالية ودح تشارك بأعمال رسم فنّي على مشغولات يدوية، ومنها نماذج قلوب ملوّنة مصمّمة بأسلوب فنّي رائع، وتقول: أنا بائعة القلوب التي تسعى لرسم الابتسامة على الوجوه، والسعادة في القلوب، وهذه المنتجات هي تصاميم تزيينية متعدّدة الاستخدامات.
وأوضحت الدكتورة معينة بدران، منسّقة ومشرفة، رئيسة مكتب الإعداد الفرعي أنّ المعرض يُقام بشكل دوري في كلّ عام، وقد تمّ اختيار اسم “الفينيق” هذا العام كون محافظة اللاذقية تعرّضت لزلزال مدمّر واتشحت بالسواد، ولكنّها كطائر الفينيق تنهض وتعود من جديد وتلملم جراحها، لافتة إلى أنّ عدد المشاركات بلغ 175 مشاركة متنوعة، العدد الأكبر منها لطلاب الجامعة، بالإضافة لمشاركة عدد من الجمعيات الأهلية وذوي الشهداء، بينما بلغ عدد مشاركات الجرحى 14 مشاركاً تسنّى لهم تسويق منتوجاتهم وعرضها، بحيث يعود ريعها بالنفع على ذوي الشهداء والأطفال مرضى السرطان بشكل كبير.
وشارك اتحاد طلاب اليمن بجامعة تشرين في المعرض، وعن هذه المشاركة أوضح رئيس الاتحاد حامد المدحني أنّ مشاركتهم تضمنت أزياء ومعالم تراثية تجسّد الحضارة اليمنية وماتمتاز به عن غيرها من أصالة وعراقة، ومثّلت المشاركة فرصة لتوضيح حضارة الشعب اليمني والمناطق الأثرية المغيّبة عن الإعلام، مضيفاً: إنّ الحديث عن آثار وحضارة اليمن استقطب تضامناً كبيراً من الأشقاء السوريين والطلبة العرب الدارسين بالجامعة. وعبّر المدحني عن تقدير الطلاب اليمنيين لجامعة تشرين والقائمين على المعرض ولقيادة فرع حزب البعث بالجامعة على اهتمامهم بالطلاب اليمنيين بالجامعة ودعمهم المستمر للأنشطة التي يقومون بها.
ابتسام خضر نائب رئيس جمعية مواهب قالت: هذه المشاركة الثالثة لنا في المعرض منذ انطلاقته الأولى، ونشارك بأعمال يدوية ومشغولات لأعضاء الجمعية من أعمال يدوية ورسومات وزخارف وحفر على الخشب ومشاركات نوعية لافتة لذوي الاحتياجات الخاصة، ولفتت إلى أهمية المعرض في تبادل الخبرات وتسويق المنتجات.
وشاركت ندى سويد بأعمال كروشيه مصنوعة يدوياً، منها جلديات وحقائب ومنتجات متنوعة، وتحدثت ميساء كلاش عن مشاركتها بفنون تطبيقية وإعادة تدوير، بالإضافة إلى صناعة بمواد جديدة كالدمى ومراوح يدوية وستاندات لحفلات الزفاف، والرسم على الحجر والإكسسوارات.
كما كان للدائرة الريفية مشاركتها التي وصفتها رئيسة الدائرة المهندسة رباب وردة بأنّها مشاركة نوعية وغنيّة ومكّنت من تقديم وعرض الأعمال اليدوية للمرأة الريفية من مشغولات وتصاميم ومنتجات طبيعية ومعروضات تراثية ومستحضرات تجميل، بالإضافة إلى صناعات يدوية.
وأوضح الحرفي مصطفى بدوي من حلب أنّه يشارك بأعمال خشبية تزيينية تراثية من الطبيعة السورية، بهدف تنمية وإحياء التراث الشرقي الأصيل والحفاظ عليه.
وشاركت ليلى صالح خريجة كلية تطبيقية بنباتات الصبّاريات والعصاريات، ولفتت إلى فوائدها الكثيرة المتنوعة، وقالت الفنّانّة التشكيلية فاتن صبّاغ: أعمل في حرفة التطريز والإكسسوار، وأشارك في المعرض بدعوة من هيئة التشغيل وتنمية المشروعات الصغيرة، مؤكدة أن المعرض يفسح لها الترويج لمنتجاتها.
وأوضحت الطالبة آلاء حجازي أنّها تشارك بعدة لوحات ورسومات فنيّة بأسلوبها التعبيري الذي يحقّق لها التواصل والتفاعل مع الجمهور في رحاب المعرض.